أعلنت هيئة التبرع بالأعضاء والأنسجة الأسترالية The Organ and Tissue Authority عن انخفاض بنسبة 16 في المائة في المتبرعين بالأعضاء العام الماضي. ويوجد حاليا 1,650 شخص على قائمة الانتظار مترقبين اللحظة التي يتم فيها نقل عضو جديد لهم ينقذ حياتهم.
وأرجعت هيئة التبرع بالأعضاء والأنسجة الأسترالية أسباب التراجع في أرقام المتبرعين إلى جائحة كورونا وما أحدثته من اضطراب وتغيير في أوضاع الناس وخططهم المستقبلية خاصة فيما يتعلق بالصحة بشكل عام.
وإذا كان كورونا سببا طارئا لعزوف الناس عن التبرع بأعضائها فقد اشارت مديرة OTA الوطنية هيلين أوبدام إلى أحد الأسباب المستمرة لهذا الانخفاض وهو أن العائلات ببساطة لا تعرف ما يريد أحباؤها أن يحدث لهم بعد وفاتهم. وقالت: "إجراء هذه المحادثة مع عائلتك، وإخبارهم أنك على استعداد لأن تكون متبرعًا بالأعضاء بعد وفاتك أمر مهم حقا".
وتزداد الأرقام انخفاضا اذا ما نظرنا إلى مشاركة المهاجرين في إنقاذ الحياة عبر التبرع بالأعضاء، فقد كشفت OTA أنه من بين 463 شخصا تمكنوا من التبرع بالأعضاء عند وفاتهم العام الماضي، كان 112 شخصا فقط من أصول مهاجرة. هذا في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 7.6 مليون مهاجر في أستراليا.
ويشرح أخصائي أمراض الكلى والأمراض الباطنية الدكتور أنس نطفجي أن المهاجرين لا يقبلون على التبرع بالاعضاء بعد وفاتهم لعدة أسباب من بينها:
- هذا الامر غير مألوف في أوطانهم الام حيث لا تتواجد حملات توعية تدعوهم لذلك
- بعض الموانع الثقافية والدينية حيث قدسية الموت ترسخ الاعتقاد عند الكثيرين أن الجسد يجب أن يكون كاملا عند الدفن
ويشرح الدكتور نطفجي أهمية التبرع بالأعضاء ويصفها بأنها "ولادة جديدة" وبداية من نوع آخر للمريض. ويضرب الدكتور نطفجي مثالا على ذلك بمرضى الفشل الكلوي حيث لا تتساوى فائدة الغسيل الكلوي أو العلاج الدوائي مع تأثير زراعة كلى جديدة "فالغسيل الكلوي المجهد يوفر ما بين 5 الى 8 بالمائة من عمل الكلى فقط مقابل ساعات من التعب والإرهاق الذي يستمر لسنوات" اما زراعة الكلى فتغير الحياة "بنسبة 180 درجة للأفضل"
استمعوا إلى أخصائي أمراض الكلى والأمراض الباطنية الدكتور أنس نطفجي في حلقة هذا الاسبوع من بودكاست "موعد مع الطبيب" في الرابط الصوتي اعلاه.