لماذا تشعر هذه المرأة بالمسؤولية عن حادث وفاة الشقيقتين السعوديتين

تساعد صفاء الشابات اللواتي هربن إلى أستراليا من المملكة العربية السعودية وتأسف لعدم لقائها بإسراء وأمال عبد الله السهلي, اللذين تسببت وفاتهما غير المبررة في حالة من الخوف لدى النساء السعوديات في أستراليا.

A larger image of a woman and inset, two women

Saffaa has helped other women who have come to Australia from Saudi Arabia. Source: SBS, Supplied / Saffaa, NSW Police

النقاط الرئيسية
  • تساعد المواطنة السعودية الأسترالية صفاء الشابات اللواتي هربن إلى أستراليا من المملكة العربية السعودية
  • أكدت أس بي أس الإخبارية أن الأختين إسراء وأمال طلبتا اللجوء في أستراليا لكن أسباب طلب اللجوء لا تزال غير معروفة
  • قالت صفاء إنها تحدثت مع عدد قليل من أفراد الجالية السعودية في سيدني منذ وفاة الشقيقتين، وهناك خوف ملحوظ بينهم
صفاء هي بمثابة أم لطالبات اللجوء الشابات من المملكة العربية السعودية.

وتقول صفاء، الناشطة والفنانة والعاملة في مجال دعم الإعاقة بسيدني، إنها كانت تقدم المساعدة بشكل غير رسمي للعديد من النساء اللواتي هربن من أوطانهن، سعياً للحصول على الحماية في أستراليا خلال السنوات الأخيرة.

وتقيم المواطنة السعودية الأسترالية في كامبرداون، على بعد 12 دقيقة فقط بالسيارة من شقة كانتربري حيث تم العثور على جثتي الشقيقتين إسراء وأمال في 7 حزيران/يونيو, في ظروف وصفتها الشرطة بأنها «غير عادية».

ويُعتقد أن إسراء عبد الله السهلى البالغة من العمر 24 عاماً وشقيقتها امال (23 عاماً) كانتا ميتين لفترة طويلة قبل اكتشاف جثتيهما.

هذه الحادثة تطارد صفاء، التي قالت إنها تشعر بالمسؤولية تجاه الفتاتين.
Saffaa I am my own guardian.jpeg
صفاء أمام أحد أعمالها الفنية الذي يحمل عنوان ‘I am my own guardian’. Source: Supplied / Saffaa
«لقد تساءلت حقًا قبل بضع ليال، إذا كانت هاتان الفتاتان في نطاق تركيزي، كيف كان بإمكاني ربطهما بمنظمة أو شخص كان بإمكانه المساعدة بأي شكل».

أضافت صفاء بأن الافتراض «انه ليس لديهما احد يمكن أن يثقا به أمر محزن حقاً بالنسبة لى لأنك لا تعيش فى بلد او فى مدينة لمدة خمس سنوات دون أن يكون لديك شخص واحد يمكنك الوثوق به».

«خمس سنوات هي فترة طويلة وتوفر وقتاً كافياً لوجود مجتمع خلفك، والحصول على نظام دعم، وكسب أصدقاء، والتعرف على على أشخاص يقلقون عليك إذا اختفيت لمدة يومين. اختفت هاتان الفتاتان لمدة شهر وربما لفترة أطول».

وقالت الشرطة في وقت سابق إن الأختين وصلتا إلى أستراليا في عام 2017. وأكدت أس بي أس الإخبارية أن الأختين طلبتا اللجوء في أستراليا لكن أسباب طلب اللجوء لا تزال غير معروفة. وكانت وزارة الشؤون الداخلية قد كشفت لأس بي أس في وقت سابق أنها لا تعلق على الحالات الفردية.

وقالت صفاء إنها بدأت التواصل مع «عدد قليل من النساء السعوديات وطالبات اللجوء واللاجئات»، قبل بضع سنوات.

«معظمهن في العشرينات من العمر وأشعر بالمسؤولية تجاههن. أحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن منهن باستخدام مواردي المحدودة للغاية، لربطهن بالمنظمات والأفراد الذين يمكنهم المساعدة».
وقالت صفاء إنها شاهدت ادعاءات لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي السعودية تزعم أن الأختين كانتا ضمن شبكة تساعد النساء على الهروب من المملكة العربية السعودية.

وقالت إنها حاولت الاتصال بمركز شرطة بوروود للحصول على معلومات ولكن الشرطة رفضت طلبها.

«عندما انتشرت الأخبار، طلب مني الناس في المجتمع الاتصال بالشرطة ولم تكن [الشرطة] مفيدة. لم تكن تجربة جيدة».

وقال متحدث باسم شرطة نيو ساوث ويلز لـ SBS News إن الشرطة «ترحب دائما بمساعدة المجتمع حيث تواصل التحقيق في وفاة المرأتين, ولهذا السبب ناشدنا للحصول على معلومات».

«يتم التحقيق في جميع المعلومات بدقة مهما كانت صغيرة، وستقدم قوة شرطة نيو ساوث ويلز تحديثات عندما تصبح متاحة».
وقالت صفاء إنها تحدثت مع عدد قليل من أفراد الجالية السعودية في سيدني منذ وفاة الشقيقتين، وهناك خوف ملحوظ بينهم.

«هناك شعور بالخوف وعدم الأمان، فهم لا يشعرون بالأمان».

«الخوف مبني على الظروف الغامضة والمريبة للغاية التي ماتت فيها الشقيقتان.
A modern apartment building
The apartment block in Canterbury, Sydney, where the sisters were found. Source: SBS / Essam Al-Ghalib
«ليس من الواضح تمامًا من الشرطة ومما كنا نسمعه ونقرأه في التقارير الإخبارية، حقيقة ما حدث. وأنا أفهم أن التحقيقات تستغرق وقتاً، لكننا جميعاً نجلس هنا في انتظار تقرير قاطع عن السموم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالقلق، نشعر بعدم الأمان، نحاول فهم هذا الأمر برمته».

وقالت صفاء انه لا أحد فى المجتمع الذى تحدثت معه يعتقد أن الشقيقتين أقدمتا على الانتحار.

«لا أعتقد أنه كان انتحاراً. لا تنتحر في غرف منفصلة مع أختك... ألا تريد أن تكون، في ساعاتك ودقائقك الأخيرة، مع أختك في نفس الغرفة؟"

«لا أحد في مجتمعي يعتقد أنه كان انتحاراً. إنه أمر محزن للغاية بالنسبة لنا جميعاً».
وأكد عامل في محطة وقود في الشارع المجاور لشقة الأختين تقارير إعلامية سابقة تفيد بأنهما كانتا تزوران المحطة سابقاً وتتجنبان المحادثة بشكل عام.

قالت صفاء إن ذلك ربما يعود لتربيتهما السعودية. حيث تتم تنشئة النساء على عدم التفاعل بشكل مفرط مع الرجال إذا لم يكونوا أباً أو أخاً أو زوجاً.

وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية سابقاً أن الشقيقتين بدتا «خجولتين» و «خائفتين» عندما أجرت الشرطة فحصاً للرعاية الاجتماعية في آذار/مارس الفائت بناءً على طلب مديري المبنى.

قالت صفاء، «الشيء الوحيد الذي أدهشني هو عندما يقومون بفحوصات الرعاية الاجتماعية هذه، وعندما تأتي من خلفية لاجئ أو طالب لجوء، وخاصة من المملكة العربية السعودية، يكون لديك عدم ثقة كبير في السلطات».
A BP petrol station
The petrol station near to the sisters’ apartment. Source: SBS / Essam Al-Ghalib
وقالت صفاء إنه من الضروري الاعتراف بالاختلافات الثقافية.

«لا ينبغي إجراء فحوصات الرعاية الاجتماعية من قبل الشرطة أو أي شخص يرتدي الزي الرسمي».

«إذا كان لديك عدم ثقة في السلطة، إذا كنت خائفاً، إذا لم يكن هناك أحد يمكنك الوثوق به، وظهر شرطي على بابك، فلن تفتح الباب.

«يجب إجراء فحوصات الرعاية الاجتماعية من قبل أخصائيي الصحة العقلية، والأشخاص المطلعين على الصدمات، وشخص من المجتمع، شخص يعرفهم».
وكانت المحققة كلوديا ألكروفت في قيادة منطقة بوروود المحلية, قالت الشهر الماضي إن الشرطة تحدثت فقط مع شخصين يعرفان المرأتين وأوضحت أن أي معلومة يقدمها الجمهور يمكن أن تحمل مفتاح حل التحقيق.

وقالت: «إن مجتمع بوروود مجتمع صغير ومتجاور، ونأمل أن يتمكن شخص ما من مساعدة محققينا».

هل ترغب في مشاركة قصتك مع SBS News؟ راسلنا على البريد الإلكتروني yourstory@sbs.com.au

يتم دعوة أي شخص قد يكون لديه معلومات يمكن أن تساعد المحققين على الاتصال بمركز شرطة بوروود على الرقم 0297458499 أو Crime Stoppers على 1800333000.

يمكن للقراء الذين يبحثون عن الدعم في مجال الصحة العقلية الاتصال بـ Beyond Blue على 1300224636. يتوفر المزيد من المعلومات على موقع beyondblue.org.au. يدعم embracementalhealth.org.au الأشخاص من خلفيات متنوعة ثقافياً ولغوياً.

شارك
نشر في: 8/08/2022 3:19pm
By Essam Al-Ghalib
المصدر: SBS