لطالما تحدثت وسائل الإعلام عن مارغريت كورت، لاعبة التنس الأسترالية السابقة وآرائها المثيرة للجدل والمعادية للمثلية الجنسية. وهاهي اليوم تعود اليوم وتثير الجدل بعد قرار منحها أعلى مرتبة شرف أسترالية.
ففي كل عام، يكرم بيوم أستراليا أفرادا من المجتمع تقديرا لإنجازاتهم أو خدماتهم.
وحازت مارغريت كورت في عام ٢٠٠٧ على وسام أستراليا من رتبة ضابط Officer of the Order AO، ولكن في ٢٦ كانون الثاني/يناير الجاري ستحصل على وسام أستراليا من رتبه رفيقCompanion of the Order AC وهو أرفع وسام أسترالي.
وكان من المقرر الكشف عن قرار تكريمها "لخدمتها البارزة في التنس" يوم الاثنين ولكن تم تسريبه على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة.
وأثار هذا القرار انتقادات بسبب وجهات نظرها المعارضة حول المثلية الجنسية وزواج المثليين والمتحولين جنسياً.
وعارض رئيس حكومة فيكتوريا بشدة القرار معتبرا إن آرائها "المخزية والمؤذية" يجب ألا تحترم.
وعندما سئل رئيس الوزراء سكوت موريسون عن الجائزة الجديدة في مؤتمر صحفي يوم الجمعة ، قال إنه لا يمكنه التعليق، بالنظر إلى أنه لم يتم الإعلان عن الفائزين.
من هي مارغريت كورت؟
لاعبة تنس عظيمة
يمكن القول إن كورت هي إحدى أعظم لاعبات كرة المضرب في العالم وتحمل رقماً قياسياً في 24 لقباً فردياً في مباريات الجراند سلام، مما يضعها في المقدمة على سيرينا ويليامز بفارق لقب.
ولديها 64 لقبًا رئيسيًا في عدة بطولات من حول العالم.
في عام 2003، تم تسمية استاد ملبورن بارك، باسم مارغريت كورت أرينا تكريما لها.
考特可以說是有史以來最偉大的網球運動員之一，並且創下奪得24個大滿貫單打冠軍記錄 （資料圖片） Source: Archive Photos
ولم يتلقى البعض هذا القرار بإيجابية اذ طالب الكثيرون اعادة تسمية الاستاد ولكن بقي المكان الذي تجرى فيه بعضا من مباريات بطولة أستراليا المفتوحة يحمل اسمها.
لماذا هي مثيرة للجدل؟
أصبحت كورت (٧٨ عاما) قس في الكنيسة الخمسينية في بيرث. وتعرضت لانتقادات متكررة خلال السنوات الأخيرة بسبب مواقفها الصريحة من مجتمع الميم المثلي.
وعارضت كورت زواج المثليين، وأدانت الرياضيين المتحولين جنسياً وقالت إن دروس مجتمع الميم هي "من الشيطان" - التعليقات التي تم استنكارها باعتبارها معادية للمثليين.
في عام 2013، كتبت رسالة إلى إحدى الصحف تستنكر فيها ولادة طفل لاعبة التنس الأسترالية كايسي ديلاكوا في علاقة مثلية.
وكتبت "شخصيا، ليس لدي أي شيء ضد كايسي ديلاكوا أو" شريكتها"، بحزن أرى أن هذا الطفل قد حُرم على ما يبدو من والده".
وبعد عدة سنوات، أثارت كورت الجدل مرة أخرى بعد أن أعلنت في رسالة إلى صحيفة محلية أنها لن تسافر على متن خطوط كوانتاس الأسترالية بعد الآن بسبب دعم شركة الطيران لزواج المثليين. في ذلك الوقت، لم تكن أستراليا قد شرعت زواج المثليين بعد، على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية الأستراليين يؤيدونه.
وقالت كورت حينذاك في الرسالة التي نُشرت في صحيفة "ويست أستراليا": "أشعر بخيبة أمل لأن كوانتاس أصبحت مروجًا نشطًا للزواج من نفس الجنس". وأضافت "أنا أؤمن بالزواج كاتحاد بين رجل وامرأة كما هو مذكور في الكتاب المقدس."
في عام 2019، توجهت كورت للرياضيين المتحولين والأطفال المتحولين جنسيًا في خطبة في كنيسة الخمسينية حيث تشغل منصب قسيس.
Margaret Court has said she wants her 1970 calendar Grand Slam to be given the same respect afforded to compatriot Rod Laver. Source: Getty Images AsiaPac
وقالت كورت لأتباعها في ذلك الوقت أن هذا هو عمل "من الشيطان، ليس من الله".
وأضافت "عندما يتخذ الأطفال القرار في سن السابعة أو الثامنة لتغيير جنسهم ... لا، فقط اقرأ الفصلين الأولين من سفر التكوين، هذا كل ما أقوله. ذكر وأنثى."
جاءت الخطبة هذه قبل شهر من تكريمها لمرور خمسين عاما على فوزها في البطولات الأربع الكبرى من قبل تنس أستراليا وواجهت الهيئة ضغوطا كبيرة لالغاء التكريم، ولكن تنس أستراليا قالت وقتها إنها "لا تتفق مع آراء كورت الشخصية، التي أساءت إلى الكثيرين في مجتمعنا وألحقت الأذى بهم على مدار عدد من السنوات"، لكنها وافقت على "الاعتراف ولكن عدم الاحتفال" بإنجاز كورت.
ماذا كان رد الفعل هذه المرة؟
قالت كورت إنها "محظوظة" لتلقيها تكريمًا ثانيًا في يوم أستراليا وأضافت "إنه شرف عظيم وأنا أقدر ذلك."
وانتقد كل من رئيس حكومة ولاية فيكتوريا وغرب أستراليا هذا معتبرين أنه لا يجب تكريمها.
وقال رئيس حكومة غرب أستراليا، مارك ماكغوان، إنه لا يشارك آراء كورت، "لا سيما حول المثليين والمثليات".
وقال "أعتقد أن جوائز وسام أستراليا الرفيعة يجب أن تذهب إلى الأبطال غير المعروفين في جميع أنحاء البلاد وهناك عدد كبير منهم".
وكان لزعيم المعارضة أنتوني ألبانيزي آراء مشابهة اذ قال "تم تكريمها بالفعل لبراعتها في التنس".
وقال "أعتقد أنه من الواضح للجميع أن يروا أن (إعطائها وسام أستراليا من رتبة ضابط) لا علاقة له بالتنس".
Margaret Court has already been honoured for her tennis prowess.
She’s already an Officer of the Order of Australia.
I think it’s clear for everyone to see that making her a Companion of the Order of Australia has nothing to do with tennis.
وأشار رئيس الوزراء سكوت موريسون إنه ليس لديه علم رسمي بالموضوع.
وقال "لا يمكنني التعليق على جائزة يتم إعطاوها من قبل جهة مستقلة ولم يتم الإعلان عنها أو ليس لدي معرفة رسمية عن هذه الأشياء".
