قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك حوالي 20 لقاحا يتم تطويرهم في مختلف أنحاء العالم بما فيها أستراليا. وتقود الصين والولايات المتحدة جهود تطوير اللقاح بالإضافة إلى 18 دولة أوروبية ومعامل كونيزلاند الشهيرة بتصنيع اللقاحات.
ولكن حتى الآن لا يوجد أي لقاح جاهزا لاستخدام البشر على الرغم من تسريع عمليات الإنتاج والاختبار في جميع دول العالم.
ما هو اللقاح؟
هناك عدة طرق لعمل لقاح، أولها هو تخليق الفيروس بشكل معملي ثم قتله. الطريقة الثانية هي إنتاج بروتين نقي من الفيروس وخلطه بمواد مساعدة لخلق اللقاح ضد الفيروس.
أما الطريقة الثالثة فهي الحصول على الجينات التي تميز البروتينات الموجودة في الفيروس ووضعها في ناقلات فيروسية غير ضارة واستخدامها كلقاح. هذه الناقلات ستنتج بروتين يؤدي إلى استنفار المناعة وحماية الجسم.
حتى الآن لم تنجح كل المحاولات التي يقوم بها العلماء في إنتاج لقاح ضد فيروس كوفيد-١٩.

CSIRO lab researchers conducting key research in the rapid global response to the novel coronavirus outbreak. Source: CSIRO
كيف يعمل اللقاح؟
اللقاح يعمل على مكافحة جزء من أو كل الفيروس في الجهاز المناعي للإنسان. وعادة ما يتم إدخال اللقاح للجسد من خلال الحقن وبكميات صغيرة لتحفيز جهاز المناعة، حتى ينتج أجسام مضادة لمصدر الفيروس في الجسم.
الأجسام المضادة لديها ذاكرة مناعية ما يعني أنها بعدما تحارب فيروس للمرة الأولى، تكون مستعدة للإجهاز عليه إذا دخل نفس جسم الإنسان مرة أخرى
البروفيسور بول يونغ يترأس فريقا في جامعة كوينزلاند يعمل على تطوير لقاح للفيروس، كما يرأس كلية الكيمياء والعلوم الحيوية الذرية في الجامعة. البروفيسور يونغ قال إن الباحثين إما يحاولون اكتشاف لقاح جديد بالكلية أو بناء واحد من عناصر موجودة بالفعل وتم إثبات أنها تساعد الناس.
وقال "الكثير من الناس يسيرون على طريق اكتشاف اللقاح، ويحاولون الوصول إلى المركبات التي قد تكون موجودة في الفيروس، ولكن هذا الطريق مليء بالتحديات أيضا مثل طريق عمل لقاح جديد لأنه لا يمكن إعطاء البشر الدواء الجديدة مباشرة، ولكن تحتاج إلى فترة اختبار ملائمة."
وأضاف "إعادة استخدام أدوية موجودة أصلا هو أملنا الأكبر. لو أن هناك أدوية موجودة بالفعل ومرت بالاختبارات السريرية ونعرف أنها آمنة، كل ما نحتاجه هو إثبات أنها تستطيع مواجهة كوفيد-١٩ بشكل صحيح."
وأكد أن هناك "عدد كبير من التجارب السريرية التي تجري الآن، بما في ذلك في أستراليا. لدينا تقنيات صناعة اللقاحات جاهزة، وقد صممن أول مركب لنا وبدأنا عملية تطوير اللقاح خلال ساعات."
كم تستغرق تلك المهمة؟
بناء على تطوير اللقاحات في الماضي والأبحاث، فإن تصنيع لقاح يستغرق عدة سنوات، ولكن في المعركة ضد فيروس الكورونا، فإن الباحثين قد قاموا بتسريع عملية إنتاج اللقاح بشكل غير مسبوق.
وقال الدكتور يونغ إن فريقه يعمل ليل نهار ويحقق تقدما ملحوظا: "عادة يستغرق اللقاح عدة سنوات، أغلب اللقاحات استغرقت 10 إلى 15 عاما لتطويرها."
وأضاف "الفترة الزمنية بين 12 شهرا و18 شهرا هي أفضل تقييم في الوقت الراهن، في حالة لو استمرينا بلا انقطاع وقمنا بتسريع العملية."

CSIRO scientists research the coronavirus. Source: AAP
وقال المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية إن الباحثين لن يغامروا بتطوير لقاح دون اكتمال عمليات التطوير والاختبار من أجل أن يكونوا أول من يصل إليه. وقال مايك ريان "أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين. اللقاحات تستغرق وقتا طويلا من أجل التطوير والاختبار والتأكد من أنها آمنة وإثبات فاعليتها. وبعد ذلك يجب إنتاج ما يكفي من اللقاحات للجميع."
كم يستغرق انتاج اللقاحات في أستراليا؟
الدكتور روب غرينفل من منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية قال إن عملية تصنيع اللقاح في أستراليا ستكون سريعة نسبيا لأن الباحثين بدأوا السباق وعندهم الأدوات نصف مطورة ومتاحة لاستخدامهم فورا.
وقال الدكتور غرينفل "نحن في وضع أفضل بكثير بالمقارنة بما كنا عليه خلال تفشي الساري، ولكن التعقيد العلمي لما نحاول القيام به يوازي التعقيد العلمي لمحاولة وضع شخص ما على سطح المريخ."
وأكد "الأمر معقد للغاية، ونحن ندفع العلوم التي نعرفها إلى حدود المعرفة البشرية." وقال "لو سار كل شيء بشكل جيد، فإن منظمة الكومنولث يمكنها أن تبدأ في تجريب اللقاح خلال شهور."

An image of the coronavirus responsible for causing the disease COVID-19. Source: CSIRO
ما الذي يمكن فعله في الوقت الراهن؟
أستراليا حاليا تطبق استراتيجية التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل قدر الإمكان لاحتواء تفشي الوباء. في الوقت نفسه تعمل الحكومات المختلفة على توسيع دائرة الفحص واستخدام علاجات مختلفة لمواجهة أعراض المرض.
الأدوية
العلاجات التي تواجه الأعراض هي أدوية تريح الجسد لتساعده في مكافحة الفيروس ولكن لا تقوم بهزيمة الفيروس تماما. هذه العلاجات تستخدم بشكل مؤقت لمعالجة المرضى وتقليل معاناتهم وتقوية جهاز المناعة ليتمكن من مواجهة الفيروس لحين اكتشاف لقاح.
الفحوصات
أول خطوة في فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-١٩ هو أخذ عينة من المشتبه في إصابته. أخذ العينة يتم بعمل مسحة معقمة من المجرى الخلفي لأنف المريض حيث يتصل بالحلق. تستغرق تلك العملية عدة ثواني ليتم امتصاص العينة الكاملة.
لكن الآن هناك اختبار جديد قد يحسن من نطاق الفحوصات من خلال الحصول على نقطة صغيرة من الدم من طرف أصبع المشبه بإصابته. ويقيس الاختبار التدفق الرأسي في العينة ويمكن للخبراء أن يرصدوا فيروس الكورونا من خلال تلك العينة.
وقال البروفيسور يونغ "هذا اختبار موجود أصلا تم تعديله ليستجيب للوضع الخاص بكوفيد. هذا اكتشاف مثير للغاية ويتم تطوير اختبارات مشابهة هنا في أستراليا."
وقال الدكتور ريان من منظمة الصحة العالمية إن مرحلة الفحوصات في الوقت الحالي بنفس درجة أهمية الجهود التي تجري للوصول إلى لقاح: "نحتاج إلى البحث عن الحالات بشكل نشط، ونحتاج إلى فحص كل حالة مشتبه بها، ولو ظهرت أي أعراض على المخالطين فيجب فحصهم أيضا. لا نحتاج إلى فحص الجميع ولكن نريد تركيز الفحوصات على من يشتبه في حملهم للفيروس."

A syringe containing the first shot given in the first-stage safety study clinical trial of a potential vaccine for the COVID-19. Source: AP
هل يمكن تكوين مناعة من الفيروس؟
لا يوجد دليل حاسم حتى الآن على أن من يصاب بالفيروس ويتعافى سيطور مناعة ضده تقف حائلا دون الإصابة به مجددا. ولكن العلم يقولون إنه على الأرجح وبالنظر لسلوك جهاز المناعة مع الفيروسات المشابهة، فإن الإصابة مرتين مستبعدة.
حاليا من يُصاب بالفيروس يواجهه من خلال جهاز المناعة في الجسم. وعادة مع العدوى الفيروسية، يتم استنفار جهاز المناعة في مرحلة مبكرة وينتج الجسم أجسادا مضادة.
وفي حال بدأ المريض في الشعور بالتوعك مرة أخرى يكون جهاز المناعة أكثر جاهزية للرد بسبب الأجساد المضادة التي تم تكوينها عند الإصابة الأولى.
هذه الأجساد المضادة من المفترض أن توفر حماية طويلة الأمد ضد الفيروس وتؤدي في النهاية إلى اكتساب الجسم مناعة ضد العدوى.
وقال الدكتور ريان إن الجهاز الطبي العالمي يفعل كل ما بوسعه حاليا لمكافحة كوفيد-١٩ وعلى الناس أن يتبعوا تعليمات السلطات في الوقت الحالي لتقليل عدد الإصابات.

The federal government is investing almost $6 million in additional research and development for three Australian COVID-19 vaccines. Source: Moment RF
وقال "نحن نتحدث عن عام على الأقل. ولكن هذا لا يعني أن نستسلم، يمكننا فعل الكثير من أجل إيقاف المرض في الوقت الحالي ويمكننا إنقاذ حياة الكثيرين الآن."
لمزيد من المعلومات حول فيروس كورونا يمكن الاتصال بهذا الرقم 1800020080 التابع لوزارة الصحة الأسترالية، وإذا كنت تود الاستفسار عن مشكلة صحية تعاني منها تحدّث مع ممرض معتمد على رقم 1800022222، وفي حالة الطوارئ يجب الاتصال برقم 000.