قالت الحكومة الأسترالية إنه بين 88,104 تم تأكيدها على مستوى العالم بلغ عدد الوفيات 2,995، أي أن معدل الوفاة تقريبا 3.4 في المائة وحوالي 1.5 في المائة خارج الصين.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن تقييم الحكومة البريطانية لمعدلات الوفاة المحتملة هو اثنان في المائة أو أقل. لكن معدلات الوفاة تعتمد على عدد من العوامل تشمل العمر والجنس والصحة العامة والنظام الصحي في البلد التي تعيش فيها.
أغلب الحالات لن يتم رصدها
إحصاء حالات الإصابة بالفيروس أمر صعب للغاية، وبالتالي فإن الوصول إلى معدل دقيق للوفيات ما زال تحديا كبيرا حتى الآن. أغلب حالات الإصابة بكورونا تكون أعراض الإصابة لديهم خفيفة لدرجة أنها لا تستدعي الذهاب إلى الطبيب وبالتالي فلا يمكن رصدها.
وبالتالي فإن معدلات الوفيات إلى الإصابات المختلفة تعود إلى مدى قدرة تلك الدول على رصد والتحقق من الإصابات بالفيروس. ويمكن لدول كثيرة أن تبالغ في تقدير معدلات الوفاة ولكن يمكن أيضا للإسراع في الإبلاغ عن الحالات قبل أن يأخذ الفيروس دورته أن يؤدي إلى تقليل معدلات الوفاة.

A chart of Corona virus cases in regard to the mortality rates and showing symptoms done by the Imperial college in London Source: BBC
إذا ماذا يفعل الباحثون؟
يضع الباحثون عدد من العوامل في الحسبان لرؤية الصورة الكاملة لمعدلات الوفاة لهذا الفيروس المستجد. ويحاول الباحثون جمع أدلة مختلفة للوصول إلى تقييم أقرب للواقع لأحد أهم الأسئلة التي يواجهها العالم في التعامل مع أزمة فيروس كورونا.
على سبيل المثال يحاول الباحثون مراقبة مجموعات صغيرة بشكل دقيق مثل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة انتشار الفيروس، إلى جزيرة كريسماس آيلاند، أو من كانوا على متن سفينة الرحلات المنكوبة برينسس دايموندز.
ويجمع الباحثون الإجابات المختلفة من تلك المجموعات ليضعوها معا في صورة ستنعكس على الصورة العالمية الأكبر. فلو اعتمدنا على معدلات الوفاة من مقاطعة هوبي، والتي كانت المعدلات فيها أعلى من باقي دول الصين، فإن نسب الوفاة ستزيد بشكل كبير.
لذا فإن العلماء يضعون حد أدنى وحد أقصى ثم يحددون أفضل تخمين ضمن هذا النطاق. فالآن مثلا معدلات الوفاة هي بين خمسة إلى أربعين لكل ألف حالة وأفضل تخمين هو تسعة لكل ألف أي قرابة واحد في المائة.
لكن حتى ذلك ليس دقيقا تماما لأنه لا يوجد معدل وفاة واحد.
بعض الناس معرضون أكثر للوفاة حال إصابتهم بالفيروس عن الآخرين مثل المسنين والمرضى وغالبا الرجال. وفي أول تحليل كبير لبيانات الفيروس، شمل 44,000 حالة من الصين، كانت معدلات الوفاة أكبر بعشر مرات في كبار السن عن متوسطي العمر.

A chart of the proportion of the corona virus infections and mortality rates Source: Chinese centre for disease control and prevention
وكانت معدلات الوفاة أقل ما يمكن لدى الناس التي تقل أعمارهم عن الثلاثين، حيث بلغت ثمان حالات فقط من أصل 4,500 حالة. وكانت معدلات الوفاة أكثر بخمس مرات لدى الأشخاص المصابين بالسكر وضغط الدم المرتفع ومشاكل القلب والتنفس.
وكان معدل الوفاة أعلى قليلا بين الرجال بالمقارنة بالنساء. كل تلك العوامل تتفاعل معا لتلعب دورا في الوفاة أو الشفاء. وبالتالي لا توجد حتى الآن صورة كاملة عن خطورة الوفاة جراء الإصابة بناء على كل شخص وكل مكان وصل إليه الفيروس.
هل يؤثر المكان على معدلات الوفاة
معدلات الوفيات المحتملة بين الرجال الذين يبلغون من العمر ثمانين عاما في الصين تختلف بشكل كبير عن معدلات الوفاة بين الرجال من نفس العمر في أوروبا أو أفريقيا. هذه المعدلات لا تعتمد فقط على المكان ولكن أيضا على نوعية العلاج الذي يتلقاه المرضى.
كما تختلف الدول من ناحية الموارد المتوفرة ومرحلة انتشار الوباء على أراضيها ومساحة البؤر الموجود بها. ففي حالة وصول أي بلد إلى مرحلة الوباء، فإن النظام الصحي غالبا يغرق تحت ضغط تدفق الحالات، ويصبح غير قادر على توفير وحدات عناية مركزة أو أجهزة تنفس لعلاج الحالات وهو ما يغير بشكل حاسم معدلات الوفاة إلى الإصابة.
هل الكورونا أخطر من البرد؟
لا يمكن مقارنة معدلات الوفاة لأن الكثير من حالات البرد لا يتم تسجيلها بسبب عدم زيارة المصابين للطبيب. لذا لا يمكن معرفة حالات الإصابة بالضبط لنقارن معدلات الوفاة إلى الإصابة.
ولكن البرد يقتل الآلاف سنويا، حيث تشير التقديرات إلى أن البرد والأمراض المشابهة له تحصد 65,000 شخص سنويا.
ومع استمرار تدفق البيانات الخاصة بالفيروس المستجد ودراسة العلماء قد نتمكن من رسم صورة أوضح للفئات الأكثر عرضة للخطر. ولكن منظمة الصحة العالمية قالت إن أفضل الطرق للحماية من البرد وفيروس كورونا وأي فيروس تنفسي آخر هو غسل الأيدي جيدا وتجنب الأشخاص المصابين بالسعال والرشح وعدم لمس عينيك وأنفك وفمك.