في الولايات المتحدة الأميركية وحدها هناك حالياً أكثر من 3 ملايين ونصف مليون شخص مصابون بالتوحد، فيما تقدر السلطات الأميركية أن واحداً من كل 68 مولوداً جديداً في البلاد يولدون ولديهم هذا المرض.
في أستراليا، يُقدَّر عدد المصابين بمرض التوحد بـ 164 ألف شخص، أي ما نسبته واحد من كل 150 أسترالياً، بحسب أرقام دائرة الصحة للعام 2015، غالبية هؤلاء من عمر 25 عاماً وما دون. وتكشف الأرقام أيضاً أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل أربعة أضعاف.
واللافت أن أعداد المصابين بالتوحد آخذة في الارتفاع، خصوصاً في السنوات العشرين الأخيرة، في ظاهرة تثير تساؤلات كثيرة حول الأسباب.
هناك من يعتقد بأن ارتفاع عدد المصابين بالتوحد ليس في الواقع ارتفاعاً في الإصابات بقدر ما هو زيادة في الإبلاغ عن حالات التوحد لأن هناك وعياً حول المرض، وهذا الوعي لم يكن موجوداً في الماضي. لكنَّ أبحاثاً طبية وجدت أن هناك ارتفاعاً فعلياً في أعداد المصابين بالتوحد لأسباب عدة منها ما هو جيني ومنها ما هو غير جيني مثل تأثيرات بيئية على الجنين كتناول الأم خلال الحمل أدوية تحتوي على مادة الثاليدوميد أو إصابة الأم بالحصبة الألمانية، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
من الأسباب الأخرى التي قد تسبب مرض التوحد تدخين الأم أو تعرضها لدخان الآخرين خلال فترة الحمل أو تناولها الكحول.
في المقابل، نُشرت دراسات تشير إلى أن التطعيم قد يسبب التوحد أو يساهم به، خصوصاً أن اكتشاف هذا المرض لدى بعض الأطفال يتزامن مع تلقيهم اللقاح المطلوب. لكنّ الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أجرت دراسة شاملة حول الموضوع وتبيّن لها أن التطعيم لا يسبب التوحد.
وتواجه نسبة مرتفعة من المصابين بمرض التوحد صعوبات كبيرة في الانخراط في الحياة الاجتماعية، خصوصاً أن المصابين بهذا المرض لا يتجاوبون من الآخرين. مع ذلك، تنجح نسبة ضئيلة من المصابين بالتوحد في القيام ببعض الأعمال المنتجة والدخول إلى سوق العمل.
وهناك دوائر حكومية ومنظمات اجتماعية تساعد المصابين بمرض التوحد، علماً أن هذه المساعدة تبقى قليلة نظراً إلى حاجة المتوحدين إلى انتباه ومراقبة على مدار الساعة، ما يسبّب الكثير من التعب والتوتر للأهل ومقدمي الرعاية.