فيدوشي هي واحدة من 710,893 طالبًا دوليًا يدرسون حاليًا في أستراليا، ولكنها شعرت مؤخرًا بتأثير أزمة الإسكان في أستراليا.
انتقلت فيدوشي إلى أديلايد قبل أربع سنوات لمتابعة البكالوريوس في نظم المعلومات، لكنها تقول إن إيجار غرفتها في سكن الطلاب الذي يديره القطاع الخاص أصبح مكلفا جدا.
تحكي فيدوشي أنها عندما انتقلت للعيش في أستراليا، كانت تدفع 165 دولار في الأسبوع، ومنذ ذلك الحين ارتفع الإيجار إلى حوالي 300 دولار.
وقالت لبرنامج The Feed: "لقد كان الأمر بمثابة زيادة مضاعفة في السعر".
عندها قررت الانتقال إلى منزل مشترك مع بعض الأصدقاء.
اقرأ المزيد
أزمة الايجار تتفاقم حول استراليا
تشهد أستراليا حاليا أزمة إسكان مقلقة تتزامن مع ارتفاع الأسعار في سوق الإيجار في كل ولاية.
ووفقا لتقرير صادر عن شركة BONARD لبحوث سوق العقارات السكنية، ارتفع متوسط الإيجار الشهري لغرفة واحدة بنسبة 7.9% من عام 2021 إلى عام 2022.
ويترافق ذلك مع تدفق الطلاب الدوليين إلى أستراليا بعد انتهاء جائحة كورونا.
وطبقا لبيانات وزارة التعليم الفيدرالية، وصل عدد الطلاب المسجلين الدوليين إلى 833,28 في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2023.

Credit: The Feed/Department of Education
هناك عدد من الأسباب التي تجعل الطلاب الدوليين يختارون هذا النوع من الإقامة بدلاً من محاولة التنقل في سوق الإيجار الخاص.
وقالت يجانيه سلطانبور، رئيسة مجلس الطلاب الدوليين في أستراليا (CISA)، إن سكن الطلاب "خيار مناسب وآمن" حيث يمكن للطلاب الدوليين مقابلة طلاب جدد آخرين.
وقالت إنها أكثر أمانًا، ومريحة، وغالبًا ما تكون قريبة جدًا من المناطق المعروفة التي يمكن الذهاب إليها، مثل وسط المدينة أو الجامعات.
من جهته انتقل تيجاس غاندي من الهند إلى ملبورن عندما كان في السابعة عشرة من عمره.
وعندما وصل لأول مرة، استأجر شقة استوديو في حرم جامعته مقابل 275 دولار في الأسبوع.
وهو يعيش الآن في سكن خاص للطلاب في أديلايد ويدفع 300 دولار مقابل غرفة في شقة مكونة من ثماني غرف نوم مع مطبخ مشترك.
اختار تيجاس في البداية العيش في سكن خاص للطلاب نظرًا لراحته وللتواجد بالقرب من الطلاب الآخرين.

Tejas has lived in Australia for four years now. Credit: Supplied
قال تيجاس: "عندما ترى النقود تخرج من حسابك بهذه السرعة بعد وصولها، فإن ذلك مؤلم بالتأكيد".
وقد لاحظ أيضًا حدوث سرقات في المطبخ المشترك في مكان إقامته.
قال: "أعتقد أن هناك أشخاصًا آخرين يتعرضون أيضًا لضغوط بسبب ارتفاع التكلفة [و] يلجأون إلى السرقة".
كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟
يرى آلان موريس أستاذ معهد السياسة العامة والحوكمة في جامعة التكنولوجيا في سيدني أن أحد أسباب أزمة سكن الطلاب الخاص يرجع إلى أن الجامعات باعت مساكنها - وهو الأمر الذي وصفه بأنه "وضع سخيف بشكل لا يصدق".
وقال موريس: "لقد تضاءلت بالفعل القدرة على توفير السكن بأسعار معقولة للطلاب الدوليين".
على سبيل المثال، في عام 2021، باعت UTS ثلاثة مجمعات سكنية تحتوي على 428 مسكنا لشركة Scape مقابل حوالي 95 مليون دولار.
في ذلك الوقت، قال نائب رئيس جامعة سيدني للتكنولوجيا، أتيلا برونغز، إن صفقة البيع من شأنها أن تساعد الجامعة على التعامل مع التحديات المالية الناجمة عن الوباء العالمي بطريقة لا تؤثر على عملها الأساسي المتمثل في التدريس والبحث.
هل هناك حل لارتفاع تكلفة السكن الطلابي؟
يرى خافيير دوبيه، مسؤول التعليم في الاتحاد الوطني للطلاب (NUS)، أن سكن الطلاب "لا ينبغي أن يكون من أجل الربح"، وأن الجامعات يجب أن توفر أماكن إقامة بإيجارات ثابتة عند مستوى 100 دولار في الأسبوع.
في حين أن آلان موريس لا يرى نهاية لارتفاع أسعار سكن الطلاب في أي وقت قريب، إلا أنه يعتقد أن هناك حدا لمدى ارتفاع الأسعار.
وقال: "سيستمر تزايد انشاء أماكن إقامة للطلاب، لكنني أعتقد أنهم سيصلون إلى مرحلة ما سيشعرون فيها بالمعاناة لأن الطلاب غير قادرين على تحمل تكاليفها".