قال مسؤول كبير في وزارة الصحة إن خطر إصابة الأستراليين بفيروز غامض انتشر في الصين وامتد الى ثلاث دول اسيوية أخرى.
وقال بريندان ميرفي للصحافيين اليوم "لا داع للقلق ولا يزال الخطر على هذا الفيروس التاجي الجديد منخفضا نسبيا بالنسبة للاستراليين" مؤكدا على أهمية اتباع اجراءات وقائية.
وأضاف ميرفي "لم يتم تأكيد وجود أي مسافرين دوليين بعد لديهم مصابين بفيروس كورونا في أستراليا ولدينا بالفعل إجراءات متبعة للأمن الحيوي على الحدود".
وينتقل هذا الفيروس بين البشر، ما يثير مخاوف من انتشار وباء تزامنا مع احتفالات رأس السنة الصينية التي تشهد تنقل الملايين.
وفي وقت سابق، ذكر خبير حكومي صيني أمس أن فيروس غامضا يشبه ذلك الذي يتسبب بالمتلازمة التنفسية الحادة "سارس".

Travelers wear face masks as they walk outside of the Beijing Railway Station in Beijing. Source: AP
وأعلنت الصين أمس وفاة شخص ثالث جراء إصابته بالفيروس الغامض الذي بدأ بالظهور الشهر الماضي. ووصل المرض الذي ظهر في كانون الأول/ ديسمبر في سوق في مدينة ووهان إلى ثلاثة بلدان آسيوية أخرى هي اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية، وبلغ عدد الإصابات به التي تم التأكّد منها 222 حالة، بينها 218 في الصين.
من جهتها، اعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنها ستعقد اجتماعا طارئا غدا لتحديد ما اذا كان مناسبا اعلان "حال طوارىء صحية ذات بعد دولي"، وهو التدبير الذي يتخذ عادة مع الاوبئة الاكثر خطورة.
وللمرة الأولى أمس، أعلنت السلطات الصحية الصينية إصابات جديدة بالفيروس خارج مدينة ووهان الكبيرة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، تشمل خمس حالات في بكين (شمال) و14 في محافظة غوانغدونغ الجنوبية المحاذية لهونغ كونغ.

Medical staff carry a patient into the Jinyintan hospital where patients infected with a new strain of coronavirus are being treated in Wuhan, China. Source: EPA
وخرج الرئيس الصيني شي جينبينغ عن صمته أخيراً إزاء انتشار المرض، مطالباً بـ"الاحتواء الحازم لانتشار الوباء"، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي مساء الاثنين.
ووصل الفيروس أيضاً إلى كوريا الجنوبية، حيث كشفت السلطات الصحية المحلية إصابة امرأة صينية تبلغ 35 عاماً به، وصلت جواً من ووهان الأحد.
وقالت السلطات الصحية الكورية الجنوبية إن المرأة زارت مستشفى في ووهان لإصابتها بالزكام، ووصف لها الأطباء أدوية قبل أن تصل الى مطار سيول حيث رصدت عوارضها، وتم وضعها في الحجر الصحي.
ويثير الفيروس مخاوف متزايدة بعد وفاة شخص ثالث في عطلة نهاية الأسبوع منذ ظهور المرض، ومع ارتفاع ملحوظ بعدد المصابين الجدد في ووهان (140 حالة جديدة، 198 حالة بالإجمال)، بينهم تسعة حالاتهم حرجة.
ويسعى العلماء الى تحديد طريقة انتقال المرض. ويعتقد أن سوق الاطعمة البحرية في ووهان هو مركز انتشار المرض.
إلا أن زهونغ نانشان، العالم المرموق في لجنة الصحة الوطنية والذي ساعد في الكشف عن نطاق انتشار السارس، اوضح ان المرضى يمكن أن يصابوا بالفيروس الجديد بدون ان يزوروا المدينة.
وقال "حالياً، يمكن التأكيد ان هناك ظاهرة انتقال الفيروس بين البشر".
ولفت الى أنه في غوانغدونغ، انتقل الفيروس الى مريضين من عائلتهما التي زارت ووهان.
وأكد أن 14 عاملا طبيا ساعدوا في علاج مرضى فيروس الكورونا، اصيبوا بالفيروس الجديد، رغم أنه اضاف ان اكثر من 95% من الحالات مرتبطة بووهان.
وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت سابقا انه يبدو أن مصدرا حيوانيا "هو المصدر الرئيسي الأكثر ترجيحا" للمرض مع "حدوث انتقال غير محدود بين البشر عند الاتصال القريب".
قلق دولي
ويأتي انتشار الفيروس مع اقتراب الاحتفالات بعيد رأس السنة الصينية، وهي أكثر فترة تكون فيها وسائل النقل مكتظة في البلاد. وبدأ مئات الملايين بالسفر في الحافلات والقطارات والطائرات لزيارة عائلاتهم قبل العيد في 25 كانون الثاني/يناير.
ورغم خطر تفشي المرض، لم تفرض السلطات حتى الآن أي قيود على استخدام وسائل النقل العام. وينتمي هذا الفيروس الجديد إلى سلالة الفيروس كورونا التي تضم عدداً كبيراً من الفيروسات. وقد تسفر هذه الفيروسات عن أمراض غير مؤذية للإنسان، مثل الزكام، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى أمراض شديدة الخطورة مثل "سارس" أي المتلازمة التنفسية الحادة.
والفيروس المذكور معدٍ إلى حد كبير، وتسبب بوفاة نحو 650 شخصاً في الصين وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003. وتشبه عوارض "سارس" تلك الناجمة عن أي التهاب رئوي عادي، مع ارتفاع في الحرارة ومشاكل في التنفس.
وانتقدت منظمة الصحة العالمية الصين حينها لتأخرها في إصدار إنذار بشأن انتشار المرض. وبدأ القلق من الفيروس الجديد يظهر خارج الصين حيث تتخذ عدة تدابير وقائية.
ومنذ الجمعة، تراقب الولايات المتحدة الرحلات القادمة من ووهان إلى مطاري سان فرانسيسكو وجون إف كينيدي الدولي في نيويورك، اللذين تصل إليهما رحلتان مباشرتان من ووهان. وتتخذ إجراءات مماثلة أيضاًُ في مطار لوس أنجليس. وعززت تايلاند التي رصدت فيها حالتان كذلك الإجراءات في مطاراتها.