قال الجيش الإسرائيلي إنه فصل ضابطين ووبّخ رسميًا كبار القادة بعد التحقيق في مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غارة جوية في غزة هذا الأسبوع والذي وجد أخطاء جسيمة وخروقات للإجراءات.
وخلص التحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت بالخطأ أنها كانت تهاجم مسلحي حماس عندما قصفت طائرات بدون طيار المركبات الثلاث التابعة لمنظمة وورلد سنترال كيتشن الإغاثية في وقت متأخر من ليلة الاثنين، وأن الإجراءات المعتادة لم تُتبع.
وقال الجيش في بيان صدر يوم الجمعة إن «الضربة على مركبات الإغاثة خطأ فادح ناجم عن فشل خطير بسبب خطأ في تحديد الهوية وأخطاء في صنع القرار وهجوم مخالف لإجراءات التشغيل القياسية».
أثار مقتل عمال الإغاثة السبعة، الذين كان من بينهم مواطنون من المملكة المتحدة وأستراليا وبولندا، وشخص أمريكي كندي مزدوج الجنسية وشخص فلسطيني، غضبًا عالميًا هذا الأسبوع.
An inquiry says Israeli forces mistakenly thought they were attacking gunmen instead of aid workers. Source: AAP / Ismael Abu Dayyah
هذا وقد انتشر الجوع في القطاع منذ بدء القتال قبل ستة أشهر.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس بعناية التحقيق الإسرائيلي وستفحص بدقة الخطوات التي تتخذها إسرائيل.
وقد صرح بلينكين للصحفيين في بروكسل قائلا: «من المهم جدًا أن تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث. من المهم أيضًا أن يبدو أنها تتخذ خطوات لمحاسبة المسؤولين. والأهم من ذلك هو أن يتم اتخاذ خطوات للمضي قدمًا لضمان عدم حدوث شيء من هذا القبيل مرة أخرى».
بعد نشر النتائج، طالب World Central Kitchen بلجنة مستقلة للتحقيق في الحادث. وقالت المجموعة في بيان «بدون تغيير منهجي، سيكون هناك المزيد من الإخفاقات العسكرية والمزيد من الاعتذارات والمزيد من العائلات الحزينة».
كان الجيش الإسرائيلي (IDF) قد اعترف بالفعل بأن موظفي وورلد سنترال كيتشن السبعة قتلوا في غارة جوية، لكن التحقيق السريع بشكل غير عادي أكد تأثير الحادث على الرأي العام العالمي.
قال خوسيه أندريس، الشيف الذي أسس World Central Kitchen، هذا الأسبوع إن العمال السبعة تم استهدافهم هذا الأسبوع «بشكل منهجي، سيارة بسيارة» بينما كانوا يسعون بحثًا عن مأوى عندما تعرضت سياراتهم للقصف على التوالي.
وقال الجيش إنه أقال رئيس أركان لواء برتبة عقيد وضابط لواء إطفاء برتبة رائد، ووبّخ رسميًا كبار الضباط بمن فيهم الجنرال على رأس القيادة الجنوبية.
كما تم تسليم القضية إلى المدعي العام العسكري للنظر في تحقيق جنائي محتمل، على حد قول الجيش.
وقال الجيش إنه بينما كانت قافلة المساعدات التي كانت ترافقها المركبات الخفيفة تسير على الطريق الساحلي في غزة باتجاه نقطة لوجستية في وقت متأخر من يوم الاثنين، تسلق مشتبه بهم مسلحون واحدة على الأقل من الشاحنات.
وأظهر الجيش للصحفيين لقطات من طائرة بدون طيار لرجل فوق شاحنة يطلق النار من بندقية، الأمر الذي قال متحدث إنه دفع الجيش إلى محاولة الاتصال بمنسقي WCK، دون جدوى.
بعد وصول القافلة إلى المخزن وتفريغ الشاحنات، غادرت مركبات WCK الثلاث الموقع واتجهت جنوبًا على الطريق الساحلي بعد الساعة 11 مساءً بقليل.
ومع ذلك، لم يتمكن القادة الإسرائيليون من رؤية شعارات التعريف الخاصة بهم في الظلام ولم يحددوها على أنها تنتمي إلى WCK.
وقال يوآف هار-إيفن، اللواء السابق الذي قاد التحقيق، إن القوات تصرفت بناء على اعتقاد خاطئ بأن المركبات قد استولى عليها مقاتلو حماس.
عندما غادرت السيارات المخزن، كان أحد الرجال الذين ركبوا المركبات يحمل حقيبة اعتبرها المشغلون الذين يشاهدون لقطات طائرة بدون طيار وكأنها بندقية.
وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي «كانت الحالة الذهنية في ذلك الوقت هي أن المهمة الإنسانية قد انتهت وأنهم كانوا يتعقبون مركبات حماس مع مسلح واحد مشتبه به، على الأقل مسلح مشتبه به واحد، أخطأوا في التعرف عليه داخل إحدى السيارات الثلاث».
وقال إن هذه الضربات كانت خرقًا لإجراءات التشغيل القياسية للجيش الإسرائيلي.
