تواصل تظاهرات لبنان لليوم العاشر وصدامات مع الجيش قرب طرابلس

وزارة الدفاع: ضبط أحد المنظمين للتحرك على جسر الرينغ وهو يحمل سلاحا حربيا

Lebanon

Source: AAP

تدفق المتظاهرون في لبنان لليوم العاشر على التوالي أمس إلى الشوارع للمطالبة برحيل الطبقة السياسية، في تحدّ للسياسيين والأحزاب ومناصريهم، غداة خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حذر فيه من "الفوضى" و"الانهيار" في حال فراغ السلطة.

 وتخلل حراك  أمس إشكال في منطقة البداوي قرب مدينة طرابلس أسفر عن سقوط عدد الجرحى، وفق الإعلام الرسمي والجيش، في ظلّ محاولات القوى الأمنية إعادة فتح طرقات مقطوعة في مناطق مختلفة من البلاد من قبل المتظاهرين الذين تزايدت أعدادهم مع حلول المساء.  

كما كشف المكتب الإعلامي لوزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، عن ضبط أحد المنظمين للتحرك على جسر الرينغ وهو يحمل سلاحا حربيا"، مهيبا بالمتظاهرين السلميين أن يتنبهوا والابلاغ عن الحالات المشابهة، تحسبا من "أن يكون هناك مندسون لافتعال مشاكل أو إطلاق نار"، و"حفاظا على الاستمرارية السلمية للحراك وعلى أهدافه السامية".

وأضاف البيان "لما كان من شأن هذا الأمر أن يضرب قدسية الحراك الشعبي وسلميته، وأن يأخذه الى مكان آخر لا تحمد عواقبه، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة الدقيقة،
فإننا نهيب بالمتظاهرين السلميين أن يتنبهوا لهذا الأمر الخطر وأن يبلغوا عن كل حالة شبيهة خوفا من أن يكون هناك مندسون لافتعال مشاكل أو إطلاق نار، وأن يحتاطوا حذرا من أي شخص يحمل سلاحا، وذلك حفاظا على الاستمرارية السلمية للحراك وعلى أهدافه السامية"

وتابع "لذلك وحرصا منا على الحفاظ على سلمية الحراك، وبعد اتخاذنا القرار بتجميد مفعول قرار حمل السلاح، وعلى إثر الحادث الخطر الذي وقع في البداوي، نطلب من السلطات القضائية المختصة ومن الجيش والأجهزة الأمنية كافة، التشدد في الحالات المشابهة وتوقيف أصحابها والتحقيق معهم وفق الأصول القانونية".
AAP
Lebanese riot policemen remove anti-government protesters blocking the main highway on the tenth day of protest in Beirut, Lebanon, Source: EPA
قرار بفتح الطرقات

وفي منطقة البداوي قرب مدينة طرابلس بشمال لبنان، أفيد عن وقوع إشكال بين متظاهرين والجيش أدى إلى سقوط جرحى، فيما تواصل التظاهر سلمياً خلال المساء في المدينة وساد الهدوء من جديد. وتشهد مدينة طرابلس منذ الأسبوع الماضي تظاهرات يومية احتفالية في ساحة النور في إطار الحراك الشعبي. 

 وقال الجيش اللبناني في بيان إن قوة تابعة له تدخلت في منطقة البداوي بعد وقوع إشكال بين معتصمين وعدد من المواطنين كانوا يحاولون اجتياز الطريق بسياراتهم. وأضاف أن عناصر الجيش أطلقوا النار بالهواء والرصاص المطاطي جراء الحادث "حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح". وأشار أيضاً إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح على خلفية الحادثة ذاتها.

 من جهته، أكد الناطق باسم الجيش اللبناني العقيد فادي أبو عيد أن دوريةً للجيش في منطقة البداوي "تعرضت لرشق بالحجارة وإطلاق نار تم الرد عليه بإطلاق نار بالهواء برصاص مطاطي".
وتحدثت الوكالة الوطنية الرسمية عن وقوع إصابات "خلال تصادم أثناء محاولة الجيش فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار"، وعن توقيف عدد من الشبان.

 وذكرت الوكالة الوطنية أنه تم التأكد من هويات ستة جرحى، نقلوا إلى المستشفيات المحيطة بعد إصابتهم جراء التوتر الذي ارتفع مع إحراق شبان لإطارات وسط الطريق السريع. وأفاد مصدر طبي في المنطقة أن عدد الجرحى قد يكون أكثر من ذلك.
وجاء ذلك بعدما أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان عن عقد اجتماع في مقرها مع قيادات الأجهزة الأمنية "لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات".

 وبعد الاجتماع، أكد الناطق باسم الجيش اللبناني أنه "تم اتخاذ قرار بفتح الطرقات الرئيسية في جميع المناطق بالطرق السلمية ومن دون اللجوء إلى أي عنف". وأضاف "سنتفاوض مع المتظاهرين".
Lebanon
epa07950648 Lebanese riot policemen watch as other remove anti-government protesters blocking the main highway on the tenth day of protest in Beirut Source: EPA
وحاولت القوى الأمنية السبت أيضاً دفع متظاهرين تجمعوا في محيط جسر الرينغ الذي يصل غرب بيروت بشرقها لفتح الطريق، لكن المحتجين الذين كانوا بالعشرات أصروا على مواصلة التظاهر السلمي. وانضم إليهم في وقت لاحق عشرات المتظاهرين الآخرين. 

 وخلال المساء، تزايدت أعداد المتظاهرين الذين تجمعوا بالآلاف في مواقع مختلفة باتت مركزية في الحراك الشعبي، مثل وسط بيروت وذوق مصبح شمال العاصمة، بالإضافة إلى طرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، مع تراجع لحضور القوى الأمنية والجيش. 

 تظاهرات مضادة

وفي الأيام الأخيرة، نفذ مؤيدون لحزب الله والتيار الوطني الحرّ تظاهرات مضادة في مناطق مختلفة من البلاد، تسببت بمناوشات مع الصحافيين والمتظاهرين المناهضين للسلطة. وشهد وسط بيروت حيث يعتصم عشرات آلاف اللبنانيين توتراً الجمعة تطوّر إلى عراك بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف نصر الله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب المتظاهرون برحيلها.
Lebanon
Protesters chats and smoke Shisha in the martyr square on the tenth day of protest in Beirut, Lebanon, 26 October 2019. Source: EPA
والسبت، تظاهر مؤيدون للتيار الوطني الحر في بلدة القاع في شرق لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية، وأمام قصر العدل في الجديدة دفاعاً عن مواقف رئيس الجمهورية.

وسيرت مساء الجمعة مواكب في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك شرقاً وصور والنبطية جنوباً رافعة أعلام حزب الله وتعبيراً عن تأييدها لما قاله نصرالله.  وكان الرئيس اللبناني ميشال عون دعا المتظاهرين المناهضين للسلطة السياسية في خطاب الخميس إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في "حوار بناء". لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع. وأشاد نصرالله الجمعة بدعوة عون.

 وقبل ذلك، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خطة إصلاح "جذرية" تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا.


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Jameel Karaki
المصدر: AFP