يصادف الثلاثاء الذكرى الـ30 لعملية تيان انمين الأمنية عام 1989 في بكين حيث أطلق الجنود النار على متظاهرين سلميين، في تحرّك استدعى تنديداً دوليًا.
وغصّت الساحة بالطلاب الداعين إلى الديموقراطية والحرية في تجمّع انضم إليه عمال ومثقفون وألهم تظاهرات أخرى في أنحاء البلاد.
لكن بعد أسابيع من التظاهرات، انهار الحراك بهجوم عسكري خلال الليل أسفر عن مقتل المئات (أكثر من ألف شخص وفق بعض التقديرات) بينما بدا الحزب الحاكم مصممًا على منع أي تحديات مستقبلية لسلطته.
وبعد ثلاثين عاما على الهروب من الرصاص والدبابات، يعتبر منفيو تيان انمين أن حلمهم في صين ديموقراطية بات بعيدا أكثر من أي وقت مضى مع زيادة التسلط والدعاية في بلدهم.

A young couple taking part in the pro-democracy demonstrations in Tiananmen Square. Source: Corbis Historical
وجو فينغسو شخص متفائل بطبيعته. قبل خمس سنوات، وفي الذكرى الخامسة والعشرين للقمع الدامي ل"ربيع بكين"، استفاد من تأشيرة مرور ل72 ساعة تمنح عادة لحملة جوازات السفر الأميركية للتوجه إلى بلده الأم.
اليوم هذا الأمر مستحيل.
في عهد الرئيس شي جينبينغ بلغ القمع مستويات لا مثيل منذ زمن بعيد. ويستفيد جهاز الدولة من التقنيات الحديثة لمراقبة المواطنين وإسكات منتقديه.

Pro-democracy demonstrators surround a truck filled of People's Liberation Army soldiers 20 May 1989. Source: AFP
وصرح جو فينغسو الزعيم الطلابي السابق "لا سبب يدفع إلى التفاؤل في الصين عندما نرى ما يحصل".
معظم الشباب الذين نزلوا إلى الشارع في 1989 أصبحوا اليوم في الخمسين من العمر. والخوف من محو ذكرى القمع في تيان انمين حاضر، من التعتيم في النظام المعلوماتي وتحقق المسؤولين عن الرقابة من عدم وجود أي إشارة إلى تيان انمين على الانترنت.
وفي حرم الجامعات الغربية باتت لهجة بعض الطلاب الصينيين تزداد قومية.
وقال جو "ليس هنك ما يدعو إلى التفاؤل بالنسبة إلى الجيل الصاعد في حرم الجامعات اليوم. نشأوا في ظل التعتيم في النظام المعلوماتي وهذا منذ صغرهم".

Source: Corbis Historical
- سحقوا تحت الدبابات -
لا يشعر فانغ جينغ الذي سحقت قدماه تحت دبابة خلال القمع في الرابع من حزيران/يونيو 1989 بالتفاؤل أيضا.
آخر شيء يذكره قبل أن يفقد وعيه هو أنه رأى عظامه المسحوقة تخترق جلده. لكن كرسيه المتحرك لا يمنعه من زيارة دول في العالم ليروي قصته.
وصرح لفرانس برس من سان فرانسيسكو حيث يقيم "أصبحت أكثر تشاؤما". وقال "تستخدم الحكومة كافة الوسائل لمراقبة السكان. التكنولوجيا الحديثة تتيح للدولة مراقبة الشعب".
ويقيم معظم الناجين الذين لا يزالون ناشطين سياسيا، في الولايات المتحدة بعد أن أمضى كثيرون عقوبات بالسجن ثم سنوات يطالبون السلطات الصينية بجوازات سفر.

A sea of student protesters gathers in Tiananmen Square on 4 May 1989. Source: Corbis Historical
ولم يذهب يوير كيشي بعيدا بما أنه يقيم في تايوان. وهو ينتمي إلى أقلية الأويغور المسلمة التي نقل عدد من أفرادها إلى معسكرات لإعادة التأهيل، وكان أحد المتحدثين باسم المتظاهرين الأكثر تأثيرا خلال ربيع بكين.
واشتهر لتوجهه مباشرة على التلفزيون إلى رئيس الوزراء في حينها لي بينغ.
وقال إنه أمضى الثلاثين سنة الماضية يشاهد بحسرة الدول الغربية تقيم علاقات مع الصين. وأضاف "يصفون الأمر بالتعاون وأنا إسميه تهدئة. النتيجة هي ان الصين تطرح تهديدا واضحا على النظام العالمي والقييم في العالم".
وأكد أنه سئم من رؤية مجموعة من الناشطين تحيي ذكرى تيان انمين. وقال "لم تعد من مسؤولية الديموقراطيين الصينيين فقط تحقيق الحرية والديموقراطية في الصين. على العالم أجمع تحمل مسؤولياته وذنوبه".
في الخامس من حزيران/يونيو، وقف شخص في وجه صف من الدبابات والمركبات المدرعة امتد على طول الشارع لدقائق قبل أن يسحبه رجلان من المكان.

Jeff Widener took the iconic 1989 photo of a Chinese man stands alone to block a line of tanks heading east on Beijing's Changan Blvd. in Tiananmen Square. Source: AAP
وتحوّلت صورته التي التقطتها عدسات الكاميرات وباتت تعرف ب"رجل الدبابة" إلى أبرز صورة طبعت في ذاكرة القرن العشرين.
لكن هوية الشخص ومصيره بقيا مجهولين.