أدان عضو مجلس الشعب السوري ورئيس اللجنة الإعلامية في البرلمان إلياس مراد القرار الأمريكي بالاعتراف بمرتفعات الجولان كأراضي إسرائيلية. ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا يقر فيه بسيادة إسرائيل على المنطقة المتنازع عليها والتي احتلتها إسرائيل عام 1967 من سوريا وضمتها بشكل رسمي عام 1981.
ووقع ترامب القرار أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن. ووصف نتنياهو القرار بالتاريخي وقال إن مرتفعات الجولان ستبقي تحت السيادة الإسرائيلية بشكل دائم.
وقالت سوريا في بيان إن القرار الأمريكي ”اعتداء صارخ“ على سيادتها ووحدة أراضيها. وقال النائب إلياس مراد إن الرئيس الأمريكي لا يملك سلطة هذا الاعتراف، وقال مراد لSBS Arabic24 "هذه الأرض تاريخيا تعود لسوريا، ثانيا هي مثبتة من قبل الشرعية الدولية بموجب القرار 497 لسنة 1981."
من جانبها قالت الأمم المتحدة إنها لم تتراجع عن قرارها السابق بشأن الجولان والذي اعتبرت فيه قرار فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان "باطل ولاغ ولا أثر قانونيا له على الساحة الدولية".

US President Donald J. Trump (L) and Prime Minister of Israel Benjamin Netanyahu (R) display the signed Presidential proclamation on the Golan Heights. Source: AAP
وقال مراد "إن سوريا قدمت شكواها إلى الأمين العام للامم المتحدة والذي أكد على التزام المنظمة الأممية بالقرار الذي يقول إن الجولان أرض سورية."
وأضاف مراد "من لا يملك يمنح لمن لا يستحق" مؤكدا أن سوريا "ليست مزرعة يتم منحها لهذا أو ذاك." واتخذ الرئيس الأمريكي هذه الخطوة بمعزل عن حلفاءه الغربيين، حيث قالت فرنسا وبريطانيا إنهما ما زالا يعتبرا مرتفعات الجولان "أراض محتلة" من قبل إسرائيل تماشيا مع القرارات الأممية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إعلان ترامب "يتجاهل كل الاجراءات الدولية" و"يمكنه أن يؤدي إلى موجة جديدة من التوترات" في منطقة الشرق الأوسط.
وانتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ترامب لمنحه "هدية انتخابية" لنتانياهو. ويواجه رئيس الوزراء انتخابات في التاسع من أبريل نيسان القادم وسط اتهامات له بالفساد وتصدع تحالفه الانتخابي اليميني. ومن شأن انتزاع هذا الاعتراف وقبله بأكثر من عام الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل أن يقوي من موقف نتانياهو داخليا بشكل كبير.
وتأتي ردود الفعل السلبية تكرارا لما حدث الأسبوع الماضي عندما أعلن ترامب عزمه اتخاذ تلك الخطوة في تغريدة على تويتر. وأثار الإعلان انتقادات مباشرة وغير مباشرة من دول أوروبية وشرق أوسطية ومنظمات بما في ذلك بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وتركيا ومصر والجامعة العربية وروسيا.
لكن الأستاذ الجامعي وخبير العلاقات الدولية تيموثي لينش قال إن الرد العربي على الخطوة به قدر من "النفاق".
وقال لينش "مهمة الأنظمة العربية التي تحيط بإسرائيل أن تكون غاضبة للغاية عندما تقوم الولايات المتحدة بخطوة تخدم مصالح إسرائيل، كما حدث مع القدس، وكما رايناه مؤخرا عندما تحاول إسرائيل حماية نفسها."
وأضاف "هناك درجة ما من النفاق، عندما تنظر مثلا إلى الحرب السورية التي تدور رحاها شمال مرتفعات الجولان، من حيث الانتهاكات المستمرة والكارثة الإنسانية. هذه الأزمة يجب أن تكون محور اهتمام الأنظمة العربية."
وقال لينش إن خطوة ترامب هدفها إظهار "ولاءه لإسرائيل". لكنه أكد أن الخطوة رمزية دون تداعيات ملموسة على الأرض "الخطوة مهمة على المستوى الرمزي، لا أعتقد أنها مهمة على المستوى الاقتصادي أو العسكري أو حتى اللوجيستي. ولكن هذه الرمزية تعني الكثير بالنسبة لإسرائيل وفلسطين والموضوعات الأوسع المتعلقة بوجود دولة إسرائيل."
استمع للمقابلة الكاملة مع النائب في مجلس الشعب السوري إلياس مراد في الرابط أعلاه