تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر الماضي مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر مجموعة من أسرى حماس الذين يحتجزهم الجيش الإسرائيلي، حيث اجبروا على الاستماع لأغنية عبرية للأطفال لمدة تصل إلى ثماني ساعات.
يُظهر الفيديو الأسرى وهم معصوبو الأعين ومكبلي الأيدي، وكانت الأغنية مشابهة لأغنية الأطفال المشهورة Baby Shark ومؤلفها الفنان الإسرائيلي ميني تزوكيرل.
هذه الحادثة ليست الوحيدة التي يشهد فيها العالم استخدام الموسيقى بشكل مهين في حالات الاحتجاز.

A screenshot from the video allegedly showing Hamas militants subjected to children's music for eight hours was uploaded to X on 15 October. Source: Twitter
وتُظهر هذه التقارير والحوادث أن استخدام الموسيقى بهذه الطريقة يُعد جزءًا من أساليب التعذيب والضغط النفسي على المعتقلين.
وبغض النظر عن مدى ارتفاع مستوى الصوت، فإن تكرار تشغيل موسيقى مهينة لفترات طويلة على الأشخاص المحتجزين يمكن أن يكون قاسيًا وغير إنسانيًا.

US military guards walk at the Camp Delta military-run prison, Guantanamo Bay, in 2006. Source: AP / Brennan Linsley/AP
وفي سياق مشابه، شهدت بعض المدن في أستراليا والولايات المتحدة استخدام الموسيقى لمنع المشردين من النوم في الأماكن العامة.

Former Guantanamo Bay prisoner Moazzam Begg was detained by the US military in Guantanamo Bay and Bagram from February 2002 to January 2005. Credit: David Levenson/Getty Images
هذه الأساليب قد تجبر الأفراد على التحدث، ولكن لا تضمن دقة المعلومات التي يقدمونها.
واستخدام الموسيقى في سياق التعذيب يعكس إحدى الطرق التي يمكن استخدامها لفرض الإذلال والتنكيل على الأفراد المحتجزين.

Bagram was run by the US military from 2001 until it left Afghanistan in August 2021. This picture was taken in 2013. Credit: S. Sabawoon/EPA
واستخدمت الموسيقى كأداة للتعذيب منذ سنوات، حيث استخدم الجيشان الصيني والكوري الشمالي الموسيقى في فترة الحرب الكورية.
وخلال الحرب على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، اعتُبر استخدام الموسيقى وسيلة مقبولة لجعل السجناء ضعفاء ومهزومين، مما يسهل استجوابهم.

Members of The Wiggles told the ABC they were "deeply disappointed" to hear their music was used to deter homeless people. Credit: Mark Metcalfe/Getty Images
ورد فريق The Wiggles بخيبة أمل بشأن استخدام أغانيهم في سياقات أخرى مشيرين إلى أن الهدف الأساسي من موسيقاهم هو جلب الفرح والسعادة للأطفال والعائلات.
واستخدام الموسيقى بهذه الطريقة يُعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان ولا يتماشى مع المعايير الدولية المتفق عليها لمناهضة التعذيب.