أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس لمبعوثَين أميركيين أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني يجب أن يضمن أمن بلاده، بينما قتل سبعة أشخاص في إسرائيل في قصف صاروخي من لبنان.
وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل، ووسط جهود مكثفة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، وصل مبعوثا البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكغورك إلى إسرائيل لبحث "حل سياسي" في لبنان و"سبل التوصل إلى وضع حد للنزاع في غزة"، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية.
وقال مكتب نتانياهو في بيان في أعقاب الاجتماع في القدس إن رئيس الوزراء أبلغهما أن "المسألة الرئيسية ... هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان".
وفي وقت لاحق قال نتانياهو خلال مراسم عسكرية في جنوب إسرائيل "أقدر بشدة الدعم الأميركي وسياستي بسيطة: عندما يكون الأمر ممكنا أقول نعم، ولكن عند الضرورة أقول لا".
وأضاف "الجيوش الإرهابية لن تكون بعد الآن على حدودنا. حماس لن تسيطر بعد الآن على غزة وحزب الله لن ينتشر على حدودنا الشمالية في مواقع تسمح له بغزو (إسرائيل) على بعد أمتار من حدودنا".
وتحدّث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس عن إحراز "تقدم جيد" في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان.
وقال "لا يزال هناك عمل إضافي يتعين علينا القيام به"، داعيا إلى "حل دبلوماسي لا سيما من خلال وقف لإطلاق النار".

U.S. Secretary of State Antony Blinken speaks during a press conference before a meeting with Israeli Minister of Foreign Affairs Eli Cohen (not pictured) on January 30, 2023 in Jerusalem, Israel. (Photo by Amir Levy/Getty Images) Credit: Amir Levy/Getty Images
اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي اليوم التالي أعلن حزب الله فتح جبهة مع إسرائيل "إسنادا" لحماس، وبعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، تطور الوضع في أواخر أيلول/سبتمبر إلى حرب مفتوحة.
وأوردت صحيفة إسرائيل هايوم أن الأميركيين يأملون التوصل إلى اتفاق إطاري خلال أيام، في حين أعلن القادة الإسرائيليون أن هدفهم تحييد حزب الله وشل قدرته على إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل والسماح بعودة حوالى 60 ألف شخص نزحوا من هذه المناطق بسبب القصف إلى منازلهم.
وتشترط إسرائيل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وإيجاد آلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان احتفاظ إسرائيل بحرية التحرك في حال وجود تهديدات، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.
فصل الجبهات
وأعلن الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل رغم الضربات التي طالته وأنه مستعدّ لوقف إطلاق نار لكن بشروط يراها "مناسبة"، من غير أن يحدد هذه الشروط.
وفي اليوم نفسه، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن حزب الله "تأخر" في فصل جبهة لبنان عن غزة، فيما توعد الحزب الذي قامت إسرائيل بتصفية قيادته بمواصلة القتال "حتى توقف العدوان على غزة".
وبعد إضعافها حركة حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في 23 أيلول/سبتمبر إلى لبنان حيث تشن غارات مكثفة تستهدف بشكل أساسي حزب الله في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب البلاد وشرقها. وفي 30 أيلول/سبتمبر باشرت عمليات برية محدودة في الجنوب.
وطلب الجيش الإسرائيلي الخميس من سكان عشر قرى في جنوب لبنان من بينها مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور، إخلاءها والانتقال إلى شمال نهر الأولي تمهيدا لاستهداف مواقع تابعة لحزب الله فيها.

Flames rise from Israeli airstrikes in Dahiyeh, Beirut, Lebanon, Friday, Oct. 4, 2024. (AP Photo/Hussein Malla) Source: AP / Hussein Malla/AP
وأفاد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس عن دوي ست انفجارات على الأقل في هذه المنطقة تزامنا مع حركة نزوح "كثيفة" للسكان وتحديدا من مخيّم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين المجاور والمشمول بإنذارات الإخلاء الإسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
كما استهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة بعلبك وقرية قريبة منها في شرق لبنان.
وقتل 6 مسعفين من هيئتين صحيتين تابعتين لحزب الله وحركة أمل الخميس في غارات اسرائيلية، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيانات منفصلة، ليرتفع بذلك عدد المسعفين القتلى منذ بدء التصعيد في لبنان قبل أكثر من عام إلى 178.
وقتل أكثر من 1829 شخصا في لبنان جراء الضربات الإسرائيلية منذ 23 أيلول/سبتمبر، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، لكن من المرجح أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وعلى جبهة أخرى، استهدف قصف إسرائيلي الخميس منطقة القصير في وسط سوريا، القريبة من الحدود مع لبنان، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، غالبيتهم مدنيون، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مستودعات أسلحة لحزب الله.
وسبق أن استهدفت غارات إسرائيلية في الآونة الأخيرة هذه المنطقة حيث يحتفظ حزب الله بمقرات ومستودعات.