سجلت فرنسا وشمال إيطاليا، أحد أكثر المناطق المتضررة من تفشي فيروس كورونا، ارتفاعا في عدد الحالات المصابة بأعراض الالتهابات النادرة التي تصيب الأطفال والتي تبدوا مشابهة للأعراض التي تم رصدها في بريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة.
الحالة التي تسمى "متلازمة الالتهابات المتعددة للأطفال" أو PMIS تم ربطها بفيروس كورونا، وتظهر في شكل أعراض تشبه الصدمات التسممية ومرض كاواساكي، والتي تشمل الحمى والطفح الجلدي وتورم الغدد وفي الحالات القصوى، التهابات في القلب.
وأثارت التقارير الواردة عن الحالات الجديدة مخاوف من أن كوفيد-١٩ قد يشكل خطرا أكبر على الأطفال مما كان متوقعا في السابق. وحتى الآن أغلب ضحايا كوفيد-١٩ من كبار السن والمصابين بحالات صحية مزمنة.
وقالت ولاية نيويورك يوم الأحد أنها تحقق في 85 حالة لأطفال مصابين بتلك الأعراض. وحتى الآن، توفي ثلاثة أطفال، كلهم تم تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا وظهرت عليهم أعراض المرض النادر، في حين قالم حاكم نيويورك أندرو كومو إن هناك حالتي وفاة يتم مراجعة أسباب الوفاة فيهم.
وشهدت مدينة بيرغامو في إيطاليا، أحد أكثر المدن المتضررة من كورونا، في الفترة بين 18 فبراير شباط و20 أبريل نيسان دخول 10 أطفال ظهرت عليهم الأعراض إلى أحد المستشفيات، وتبين بعد الفحص أن ثمانية منهم لديهم الأجسام المضادة التي يكونها الجسم عند الإصابة بفيروس كورونا.
وقالت دورية لانسيت الطبية المرموقة إنه خلال السنوات الخمس الماضية، عالج الأطباء في مستشفى الأطفال تلك في إيطاليا 19 طفلا فقط مصابين بمرض كاواساكي التي تشبه أعراضه أعراض المرض الجديد.
وبالمقارنة بحالات كاواساكي التي شاهدوها الأطباء في الماضي، فإن الأطفال المصابين خلال فترة الوباء كانوا أكبر في السن وأعراضهم أكثر حدة، حيث عانى 60 في المائة منهم من مضاعفات في القلب وأظهر نصفهم أعراض صدمة تسممية.
ونشر الباحثون الفرنسيون يوم الخميس تقريرا عن دخول 17 طفلا مصابين بالمرض الذي يشبه مرض كاواساكي في الفترة بين 27 أبريل نيسان و7 مايو أيار، في حين أنه في المعتاد وخلال فترة أسبوعين تدخل حالة واحدة إلى المستشفى بأعراض كاواساكي.
التقرير الذي نشره الدكتور مارتين شالوماو من مستشفى نيكر للأطفال المرضى، لم يتم مراجعته من قبل مختصين وتم نشره على موقع medRxiv والذي يعد مصدر كبير للأبحاث حول كوفيد-١٩ قبل النشر بشكل رسمي.
وما زال العلماء يحاولون التأكد إن كانت تلك الأعراض مرتبطة بفيروس كورونا، لأنه لم يثبت بعد أن كل الحالات كانت لأطفال مصابين بالفيروس. وقال باحثون آخرون إن عائلة فيروسات كورونا ربما هي المسؤولة عن قيام الجهاز المناعي برد الفعل المتسبب في هذه الأعراض.
وقال الدكتور جورج أوفوري أمانفو رئيس قطاع العناية المركزة للأطفال في مستشفى جبل سيناء كرافيس في نيويورك "الأعراض الموجودة في الأطفال تختلف عن البالغين بالنسبة لكوفيد-١٩، حيث مع البالغين يظهر الفيروس كحالة تنفسية مرضية."
وعادة ما يصاحب أعراض الالتهابات النادرة تلك ألم حاد في البطن وحالة من القيء تتحول إلى صدمة بحسب الدكتور أوفوري أمانفو. وأضاف أن الأطفال الذين ظهرت عليهم تلك الأعراض مؤخرا لم يكن لديهم أي حالات مرضية مسبقة، ولكن كلهم كانوا يحملون الأجساد المضادة لفيروس كورونا.