حزن وغضب في أستراليا: وقفة احتجاجية "عربية" أمام أوبرا سيدني وتجمع للجالية اليهودية في فيكتوريا

أدان العديد من السياسيين الأستراليين التظاهرة التي جرت خارج دار الأوبرا في سيدني ليلة أمس الاثنين، بينما تجمع المئات في ملبورن حداداً على مقتل إسرائيليين.

Untitled design.jpg

تظاهر المئات من المؤيدين للفلسطينيين أمام دار الأوبرا في سيدني وأطلقوا هتافات مناهضة لإسرائيل

انتقد النائب الفيدرالي بيل شورتن المسيرة المؤيدة للفلسطينيين التي جرت ليلة الاثنين في سيدني، واصفا إياها بـ "السلوك المعادي للسامية".

وكانت دار الأوبرا قد أضيئت بألوان العلم الإسرائيلي، حيث دافع رئيس حكومة نيو ساوث ويلز كريس مينز عن تلك الخطوة قائلاً: "لقد أضأنا دار الأوبرا خصيصاً لإظهار التضامن مع الجالية اليهودية".

وتظاهر المئات من المؤيدين للفلسطينيين أمام دار الأوبرا في سيدني وأطلقوا هتافات مناهضة لإسرائيل واليهود.

وتزامن ذلك مع تجمع المئات في كنيس في ملبورن حداداً على القتلى وللصلاة من أجل الأسرى.

وكان قد قُتل أكثر من 900 إسرائيلي وجُرح الآلاف واختطف العشرات في هجوم غير مسبوق لحركة حماس على مستوطنات إسرائيلية يوم السبت.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 687 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 3,726 آخرين في الغارات الجوية الانتقامية التي شنتها إسرائيل.
واحتجز عناصر حماس عشرات الإسرائيليين وذكرت وكالة رويترز يوم الثلاثاء أن الحركة تخطط لإعدام الأسرى إذا تم قصف منازل المدنيين.

وهذا التصعيد الخطير هو الأحدث في صراع طويل الأمد بين حماس وإسرائيل.

الجدير بالذكر أن حماس جماعة عسكرية وسياسية فلسطينية، تسيطر على قطاع غزة منذ فوزها في الانتخابات التشريعية هناك عام 2006.

ويتلخص هدفها المعلن في إقامة دولة فلسطينية، في حين ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وقد تم تصنيف حماس، بجناحيها السياسي والعسكري، كمنظمة إرهابية من قبل عدة دول منها أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وتدرج بعض الدول جناحها العسكري فقط ضمن الجماعات الإرهابية.

مع ذلك، لا تعتبر الأمم المتحدة حماس بجناحيها منظمة إرهابية، بسبب عدم كفاية الدعم من الدول الأعضاء للقيام بذلك خلال تصويت جرى عام 2018.

ووصف شورتن الشعارات المعادية لليهود التي تم ترديدها في التجمع الذي أقيم في سيدني بأنها "مثيرة للاشمئزاز" وقال إن "بعض الخطابات المعادية لإسرائيل دليل على معاداة السامية".

وسئلت وزيرة الخارجية بيني وونغ عما إذا كان لإسرائيل ما يبرر قطع الكهرباء والغذاء والوقود عن غزة فأجابت، "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. لقد كان هذا هجوماً مقيتاً، واحتجاز الرهائن والهجمات على المدنيين، وهذا النوع من الصور الفظيعة التي نراها تذكرنا بالوضع الأمني الذي تواجهه إسرائيل".

وقالت وزيرة الخارجية إنه من الصعب على أستراليا إصدار أحكام بشأن نهج الدول الأخرى فيما يتعلق بالأمن.
"قلنا إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. لكن لدينا أيضاً موقف رئيسي ندافع عنه... وهو أننا نحث على حماية حياة المدنيين".

وفي حديثه في وقت سابق أمام حشد ضم حوالي 500 من أنصار فلسطين في قاعة سيدني، استعان الأكاديمي الفلسطيني فهد علي بكلمات الناشط المناهض للفصل العنصري في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، قائلاً إنه لم يعد أمام الفلسطينيين خيار سوى الكفاح المسلح.

أضاف، "العالم لم يفعل شيئا لدعمنا".

"عندما تم منع جميع القنوات والاحتجاجات السلمية، تم اتخاذ القرار بالشروع في أشكال عنيفة من النضال السياسي. لم نفعل ذلك لأننا نرغب في مثل هذا المسار ولكن لأن الحكومة لم تترك لنا أي خيار آخر."

وطالب المتظاهرون أستراليا بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.

وتحدث بعض الحاضرين إلى أس بي أس الإخبارية، حيث قال أحد الرجال: "75 عاماً من الاحتلال والقمع حافلة بالحصار والفصل العنصري والتمييز والقتل اليومي، واعتقال الناس".

وقالت امرأة "هذا هو الوقت المناسب لهم ليدافعوا عن أنفسهم ويقولوا كفى. نحن بحاجة إلى حريتنا. نحن بحاجة إلى السلام".

وفي ملبورن، تجمع مئات الأشخاص، بمن فيهم وزير الخزانة الفيدرالي السابق جوش فرايدنبرغ، في كولفيلد شول في وقفة احتجاجية مساء الاثنين.

وفي كلمة أمام الحشد قال نائب رئيس الوزراء ريتشارد مارلز إن "قلب أستراليا ينفطر" ووصف هجوم حماس بأنه عمل "إرهابي".

وكان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي قد دعا يوم الاثنين إلى إلغاء المسيرة المؤيدة للفلسطينيين احتراما للخسائر في الأرواح.

"وقال ألبانيزي، أنا أؤيد حق الناس في التعبير عن آرائهم - نحن بلد ديمقراطي... ولكن ما الذي نجنيه سوى خلق مناخ لا يفضي إلى السلام؟".

وأعلن ألبانيزي بأنه شخصياً يؤيد حل الدولتين، وقال إن هجوم حماس ليس في مصلحة الفلسطينيين.

وأضاف: "ليس هناك شك في أن معاناة الفلسطينيين كانت ولا تزال موجودة، لكن تصرفات حماس لا يمكن تبريرها على الإطلاق".

وأضاف "ينبغي دائما بذل كل جهد لحماية المدنيين وعدم إلحاق الأذى بهم... لكن إسرائيل بالطبع لها الحق في الدفاع عن نفسها."

كما دافع زعيم المعارضة بيتر داتون عن إسرائيل.

وقال لشبكة سكاي نيوز يوم الإثنين "الأشخاص الذين يحاولون المقارنة أو الجدال حول التكافؤ بين الإجراءات الإسرائيلية في ردها على الضربات والهجمات الوحشية التي رأيناها من قبل حماس - لا توجد مقارنة".

من جهتها انتقدت السيناتور عن حزب الخضر، مهرين فاروقي، قرار إضاءة مبنى البرلمان في كانبرا باللونين الأزرق والأبيض دعما لإسرائيل مساء الاثنين.

وكتبت على موقع X المعروف سابقاً باسم تويتر: "حكومة استعمارية تدعم أخرى. يا له من عار".



شارك
نشر في: 10/10/2023 1:01pm
تقديم: Nassif Khoury
المصدر: AAP, SBS