عادت المخاوف بشأن عمر جو بايدن إلى دائرة الضوء مرة أخرى بعدما وصفه تقرير للمستشار الخاص الأمريكي روبرت هور بأنه "رجل مسن متعاطف وحسن النية وذو ذاكرة ضعيفة".
جاء التقرير الذي استعرض نتائج التحقيق في سوء تعامل الرئيس الأمريكي المزعوم مع وثائق سرية، بعد أيام فقط من قيامه بالخلط بين زعيم أوروبي وسلفه المتوفى.
في مؤتمر صحفي اتسم بالحدة، رد بايدن على تصريحات هور قائلا: "أنا حسن النية، أنا رجل مسن وأعرف ما أفعله بحق الجحيم".
أضاف بايدن محتداً، "لقد كنت رئيساً، وأسهمت بإعادة نهوض هذا البلد من جديد".
لكن بايدن ليس السياسي الأمريكي الوحيد الذي أثار عمره وضعف ذاكرته مخاوف بشأن أهليته لهذا المنصب، حيث خلط منافسه الرئيسي دونالد ترامب مؤخراً بين الديمقراطية نانسي بيلوسي والمرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هيلي.
هل يؤثر عمر بايدن على أدائه؟
قال تيم لينش، أستاذ السياسة الأمريكية في جامعة ملبورن، إنه يبدو أن "الجميع" في النظام السياسي الأمريكي يدركون أن بايدن "في حالة تدهور معرفي".
أضاف، "يقول الجمهوريون إنه من الواضح أنه غير لائق الآن، ويقول الديمقراطيون لا، هذا أمر طبيعي، فهو لا يزال لائقاً بدنياً، وقد يعاني من هفوات، لكن هذا لا يؤثر على قدرته على القيام بمهامه".
"يعاني ترامب من نوع مختلف من التدهور المعرفي. فهو يبدو غير مستقر بشكل متزايد. وأكثر ميلاً للانتقام. لطالما كان طبعه غريباً، لكنه يبدو في مسار لا يتسم بالعقلانية هذه الأيام منذ فوزه في نيو هامبشاير".
وقال لينش إنه على الرغم من أخطائه العلنية في بعض الأحيان، لم يكن هناك أي دليل قوي يشير إلى أن بايدن غير قادر على أداء واجباته الرئاسية.
"لا يمكن أن يكون الأمر مجرد حادث سقوط على خشبة المسرح أو أثناء صعود درجات طائرة الرئاسة؛ لا بد أن تكون هناك حادثة واضحة حيث يخطئ إلى درجة تعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر."
واتفق معه في هذا الرأي مايك غرين، الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الأمريكية، قائلا إنه لا يوجد ما يشير وفقاً للمسؤولين في إدارة بايدن إلى أن قدرة الرئيس على اتخاذ القرار أو قدراته العقلية تراجعت.
وقال "إنه يقدم للمنصب قدراً هائلاً من الخبرة".
هل ينبغي وضع حد أقصى لسن رئيس الولايات المتحدة؟
منذ أن تولى جورج واشنطن منصب الرئيس في عام 1789، كان يتوجب أن يكون عمر المرشحين للرئاسة الأمريكية 35 عاماً على الأقل، لكن لم يكن يوجد حد أقصى للسن.
وقال لينش إنه يعتقد أن فرض مثل هذه القاعدة من شأنه أن "يعطل العملية الديمقراطية".
واتفق غرين مع الرأي القائل بأنه ليس هناك حاجة لوضع حد أقصى للعمر، قائلاً إن القادة السياسيين الأصغر سناً في بعض الأحيان لا يتمتعون بالخبرة اللازمة "لإنجاز الأمور".
وأضاف، "إذا قرر الناخبون أنهم أكبر من اللازم، فلن يفوزوا".
"ثم هناك التعديل الخامس والعشرون، الذي يسمح للإدارة باتخاذ قرار يفيد بأن الرئيس غير مؤهل لأسباب تتعلق بالصحة البدنية أو العقلية".
هل هناك قادة في العالم أكبر سناً من بايدن؟
أشار لينش إلى أنه في حين أن بايدن هو أكبر رئيس تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن هناك العديد من القادة في أماكن أخرى من العالم أكبر منه سناً.
وقال، "هناك بعض الزعماء الأفارقة في الثمانينات، إن لم يكن التسعينات من أعمارهم".
ويعد محمود عباس، البالغ من العمر 88 عاماً، والذي يرأس السلطة الفلسطينية منذ عام 2005، واحداً من أقدم الزعماء المنتخبين في العالم.

Joe Biden is the oldest leader of an English-speaking country. Source: SBS
وقال لينش إنه مع زيادة متوسط العمر المتوقع، فمن المرجح أن نرى المزيد من القادة الأكبر سناً في المستقبل.
وأضاف، "شي جين بينغ الآن في السبعينات من عمره، ومن المتوقع أن يستمر حتى الثمانينات من عمره، وبوتين كذلك... لذلك ليس من المستحيل أن نتخيل ذلك".
أما في أستراليا، فكان روبرت منزيس، الذي تقاعد عام 1941 عن عمر يناهز 71 عاما، أكبر رئيس وزراء سناً في تاريخ البلاد.