يكمن سر هذه البحيرة في لونها الزهري عكس لون البحيرات الزرقاوية التي نراها عادة، إذ تبهر الناظر بلون مياهها الوردي الزاهي الذي ما زال يشكل ظاهرة طبيعية تحيّر العلماء.
النقاط الرئيسية
- تتميز هذه البحيرة بلون مياهها الزهري الذي لا يزال غير معروف السبب بصورة مؤكدة.
- يحمل لون هذه البحيرة أهمية خاصة لدى السكان الأصليين.
- آخر البحوث تشير إلى أن بكتيريا ملونة هي ما تسبب هذا اللون الزهري.
أين تقع هذه البحيرة الزهرية؟
تتواجد هذه البحيرة الساحرة في Middle Island وهي الجزيرة الأكبر ضمن مجموعة 105 جزر تشكل أرخبيل إسبيرانس ريشيرش Esperance Recherche Archipelago في غرب أستراليا، وتبعد مسافة ثماني ساعات في السيارة عن مدينة بيرث.
رغم صغر حجم هذه البحيرة التي يبلغ طولها 600 متر وحجمها 150 ألف متر مربع إلا أنها تكتسب جمالها الخاص من موقعها بين غابات الكينا الخضراء، كما يفصلها شريط رملي رفيع عن المحيط الهادئ، لذا فإن تباين الألوان بين الوردي الزاهي وخضرة الغابات ولون المحيط الأزرق يرسم لوحة طبيعية مذهلة وأخاذة.

بحيرة هيلير في لقطة من الأقمار الإصطناعية Source: Getty Images
تاريخ واكتشاف هذه البحيرة
ترتبط معظم المعالم الطبيعية في أستراليا بعصر الحلم Dreamtime لدى السكان الأصليين الذي يعتقد الأبروجينيون أنه سر تكوين الطبيعة، فلهذه البحيرة رمزية خاصة لديهم.
ويحمل لونها الوردي أهمية خاصة للسكان الأصليين، فقد قالت جانيل رينولدز وهي من السكان الأصليين لـ ABC News إن البحيرة جزء من قصة عصر الحلم Dreamtime حول ثعبان عظيم حوّل المياه إلى اللون الزهري.
إلا أن أول دليل ملموس على اكتشاف بحيرة هيلير يعود إلى يوميات المستكشف البريطاني التي كتبها ماثيو فليندرز في عام 1802. وقد حصل هذا الأمر صدفة عندما كان يتنقل فليندرز حول جزيرة Middle Island بعد وصوله إليها لمسح المياه في المنطقة، فقام بتسلق أعلى قمة في الجزيرة ليفاجأ بوجود هذه البحيرة الرائعة.

بحيرة هيلير في غرب أستراليا Source: Archive
ما سر هذا اللون الزهري؟
جاذبية بحيرة هيلير التي تشد الزوار على نطاق واسع تكمن في اللغز نفسه، وهو مصدر هذا اللون الزهري الذي لا يزال يحيّر العلماء الذين يحاولون إيجاد تفسير علمي له.
بعد أن كان الاعتقاد السائد لفترة طويلة أن نوعاً من الطحالب هو سبب هذا اللون الزهري، أظهرت بعض الأبحاث الحديثة التي أجريت مؤخراً على تسلسل الحمض النووي أن هذه البحيرة تكتسب لونها الزهري من مزيج من البكتيريا الحمراء والبنفسجية المحبة للملح والطحالب، لا سيما أن مياهها شديدة الملوحة بنسبة توازي ملوحة البحر الميت، ما يشكل بيئة حاضنة لهذه البكتيريا.

Lake Hillier in Western Australia is like something out of a dream. Source: AAP
ما الذي يميزها عن بقية البحيرات الزهرية حول العالم؟
تحافظ بحيرة هيلير على لونها الوردي على مدار العام مما يجعلها مختلفة عن البحيرات الوردية الأخرى حول العالم التي تغير لونها بانتظام بسبب بعض العوامل مثل تقلبات درجات الحرارة.
وعلى الرغم أنه كلما اقتربت من البحيرة زادت شفافية المياه، إلا أنها تظل زهرية مميزة للغاية والأغرب من ذلك أن الماء يحافظ على لونه الوردي حتى بعد إزالته من البحيرة وتعبئته.
كما أن البحيرة ضحلة جداً بطبيعتها وتحيط بها الكثبان الرملية والأراضي الحرجية الكثيفة، وشاطئها مغطى برواسب قشرة الملح مما يخلق بيئة أكثر ملوحة بحوالي عشر مرات من مياه المحيط المتاخم لها.

Source: Getty Images/Mark Fitzpatrick/EyeEm
هل يمكن زيارة هذه البحيرة؟
لطالما أسر سحر بحيرة هيلير الوردية الزوار وجذبهم لسنوات طويلة، ولكن نظراً لصعوبة الوصول إلى المنطقة، فإن الطرق المتاحة لرؤية البحيرة هي ثلاثة.
أولها عبارة عن جولات في طائرة الهليكوبتر فوق مجموعة جزر إسبيرانس، والتي تمنح ركابها فرصة الهبوط على الجزيرة والقيام بجولة حول البحيرة برفقة مرشدين متخصصين.
كما أن هناك فرصة نادرة وفي تواريخ محددة لرؤية هذه البحيرة من خلال بعض الرحلات التي تنظم على متن السفينة وتعد فرصة للاستمتاع بمنظر هذه البحيرة الفريدة، أضف إلى ذلك أنك ستتمكن من مشاهدة بعض معالم الحياة البرية من خلال رؤية الدلافين تلعب وتقفز حول السفينة.
وأخيراً هناك أيضاً رحلات في الطائرة لرؤية كامل مجموعة الجزر والتي تمتاز بأن كافة مقاعدها مجاورة للنوافذ لجعل رحلة الراكب استثنائية ولا تنسى.
فإذا كنت من محبي الغرابة والجمال الطبيعي لا بد أن تضع بحيرة هيلير على قائمة الأماكن التي ستقوم بزيارتها.