تتزايد حالات إساءة معاملة المسنين في جميع أنحاء العالم، وأعلنت خطوط المساعدة الأسترالية عن زيادة في المكالمات هذا العام، حيث تلقت وحدة اتصال واحدة لمنع إساءة المعاملة أعلى مستوى لها على الإطلاق.
النقاط الرئيسية
- زيادة عدد البلاغات عن إساءة معاملة المسنين في أستراليا بنسبة 30%
- 630 ألف شخصا من كبار السن أبلغوا عن تعرضهم لإساءات نفسية وعاطفية من ذويهم
- الحواجز الثقافية واحساس الوصم الاجتماعي يمنع الكثيرين من الإبلاغ عن الاساءات
تبلغ "آيلين" * السبعينيات من عمرها. في الآونة الأخيرة، طلبت المساعدة بعد أن نجت من حادث عنيف - على يد ابنتها.
تم استدعاء الشرطة بعد المشاجرة التي زُعم أن الإساءة اللفظية فيها تضمنت أيضًا تهديدًا بالقتل.
تروي أيلين أنها تعرضت لانتهاكات عاطفية ومالية على يد ابنتها، التي تراقب استخدام هاتفها وتمنعها من التواصل الاجتماعي.
ومما يزيد الوضع تعقيدًا حقيقة أن ابنتها هي أيضًا مقدم الرعاية الأساسي لها، وتحتاج أيلين، وهي مهاجرة إلى أستراليا، إلى مترجم فوري للتواصل عند طلب المساعدة.
استمعت الاخصائية دين لوري إلى العديد من القصص المؤلمة مثل قصة أيلين في السنوات الثماني التي قضتها في وحدة (UnitingCare Elder Abuse Prevention ) في مدينة بريسبان.
تقول لوري: "كثيرًا ما نسمع من شخص أكبر سنًا يتعرض للإحباط من قبل ابنه البالغ أو يتعرض للتهديد بتسليم المال".

Deanne Lawrie at the Brisbane prevention unit Source: SBS News / Matt Guest
"غالبية مكالماتنا تكون عندما يسيء الأبناء معاملة والديهم، لذلك عادة ما تكون إساءة من داخل الأسرة أو الأقربين".
تستقبل وحدة UnitingCare في ضاحية Chermside ببريسبان عادة حوالي 3400 مكالمة كل عام ولكنها سجلت زيادة بنسبة 30 في المائة هذا العام وحده.
تقول لوري: "أتلقى ما يقرب من 10 إلى 15 مكالمة يوميًا على خط المساعدة".
"لقد كانت إساءة معاملة المسنين مشكلة غير ظاهرة بالتأكيد، لكنني أعتقد أنه يتم تسليط الضوء عليها الآن."
توفر وحدة منع إساءة معاملة المسنين في كوينزلاند مساعدة مجانية لأي شخص يتأثر أو يشهد إساءة معاملة كبار السن. يمكنه أيضًا إحالة الحالات إلى وكالة مناسبة.
تُعتبر الوحدة جزءا من شبكة وطنية لخدمات الدعم، والتي تشمل رقم خط المساعدة الوطني 1800 ELDERHelp أو 1800353374.
وجَدت دراسة استقصائية وطنية نُشرت في ديسمبر/كانون الأول لعام 2021 أن الإساءة لكبار السن في أستراليا أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد فيما قبل.
كشفت الدراسة عن انتشار إساءة معاملة المسنين حيث إن 15 في المائة من الأستراليين الأكبر سنًا، أو حوالي 630 ألف شخصا تعرضوا لسوء المعاملة في العام السابق. من بين هؤلاء، أبلغت الغالبية عن إساءة نفسية، يليها الإهمال والانتهاكات المالية.
يقول لوك ليندساي، المدير العام لوحدة منع إساءة معاملة المسنين في كوينزلاند: "الجناة هم أولئك الذين تربطهم علاقة وثيقة أو حميمة مع كبار السن، يمكن أن يكونوا أبناء أو بنات أو أحفاد، ولكن أيضًا بعض أفراد العائلة الأكبر".
"في معظم الحالات، يعتمد الأشخاص الأكبر سنًا على الرعاية والدعم، والنقل، والاحتياجات الطبية في أمور حياتهم اليومية."

Luke Lindsay is general manager of the Elder Abuse Prevention Unit Credit Source: SBS News / Matt Guest
بالنسبة للعديد من الأستراليين الأكبر سنًا، تصاعدت حدة هذه الانتهاكات أثناء فترة الجائحة.
توضح لوري "الأبناء أو البنات الذين ربما فقدوا وظائفهم أو توقفوا عن العمل وعادوا للعيش مع أمهم أو أبيهم، لقد انهارت بالفعل الديناميكيات في تلك العلاقة الأسرية".
ترى لوري أن إنهاء وصمة العار حول الإساءة أمر أساسي، حيث يخشى العديد من كبار السن الإبلاغ عن سوء المعاملة على أيدي أفراد الأسرة المقربين.
"هناك الكثير من الخجل والعار حول إجراء تلك المكالمة، لذلك غالبًا ما يستغرق الاتصال بعض الوقت حتى نعرف عن تلك الانتهاكات".
يكافح بعض الأستراليين الأكبر سنًا للعثور على خدمات عبر الإنترنت ويمكن أن يواجه أولئك الذين يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية حواجز ثقافية أخرى.
يقول ليندساي: "عندما يتصل بنا شخص كبير في السن مباشرة، نحصل بسرعة على خدمة الترجمة الهاتفية لربطنا بمحادثة ثلاثية، نريد أن نجعل تلك التجربة إيجابية في المقام الأول."
تتوفر أيضًا موارد ومواد توضيحية بلغات أخرى غير الإنجليزية من موقع ELDERhelp التابع للجنة حقوق الإنسان.
توضح الدكتورة كاي باترسون مفوضة التمييز على أساس السن، إن الدعم مطلوب في المجتمعات متعددة الثقافات في أستراليا حيث يمكن أن تظل الانتهاكات مخفية.
"لدينا مواد بـ 19 لغة غير الإنجليزية للتأكد من أن الأشخاص من خلفيات لا تتحدث الإنجليزية لديهم المساعدة التي يحتاجونها ويمكنهم الحصول عليها بسرعة."
ترى باترسون إن الإساءة يمكن أن تغطي نطاقاً واسعاً - ولكن جوهرها هو إساءة معاملة الأسترالي الأكبر سناً.
تقول باترسون: "يمكن أن تكون إساءة نفسية أو قد تتخذ أشكالًا أخرى، لكن الإساءة قد تتصاعد أحيانًا حتى تصل إلى القتل".
جيني بلاكي هي الرئيسة المشاركة لمنظمة Elder Abuse Action Australia - وهي هيئة وطنية تهدف إلى حماية حقوق الأستراليين الأكبر سنًا - وتشعر بالقلق من استمرار الإبلاغ عن إساءة معاملة المسنين.

Age Discrimination Commissioner Kay Patterson said a uniform phone number across the country would be a benefit, Source: AAP
تقول بلاكي: "لا يطلب ثلثا كبار السن المساعدة وهذا حقًا مصدر قلق كبير".
"نحتاج إلى إعادة النظر في سبب حدوث ذلك لنقرر ما يمكننا فعله حيال ذلك."
جدير بالذكر أن هناك 4.2 مليون أسترالي تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 9 ملايين في ربع القرن المقبل - مما يعني احتمال تعرض المزيد من كبار السن للخطر.
تقول باترسون: "إنها كارثة مروعة في أستراليا، ونحن بحاجة إلى الانتباه ومتابعة الأستراليين الأكبر سنًا والإبلاغ عن الانتهاكات حال حدوثها".
يحث ليندساي أي شخص يرى علامات سوء المعاملة، مثل الأذى الجسدي أو الاكتئاب غير المعتاد أو النقص المفاجئ في الأموال على طلب المساعدة فورا.

Luke Lindsay and Deanne Lawrie Source: SBS-Sandra Fulloon
تظل المكالمات إلى خطوط المساعدة الخاصة بإساءة معاملة المسنين مجهولة المصدر وسرية، ولا يوجد حد زمني للأشخاص الذين يرغبون في التحدث عن قصتهم.
يختم ليندساي حديثه قائلا: "إن إساءة معاملة المسنين هي قضية تخص الجميع".
جدير بالذكر أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين في 15 يونيو/حزيران من كل عام.