أكثر من 90 جريحاً في ليلة عنف جديدة في القدس الشرقية

استخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين.

Palestinians run from Israeli police stun grenade during a protest  in Jerusalem, 7 May 2021

Palestinians run from Israeli police stun grenade during a protest in Jerusalem, 7 May 2021, Source: AAP

 

أصيب أكثر من 90 شخصاً بجروح في صدامات جديدة اندلعت مساء السبت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في عدد من أحياء القدس الشرقية المحتلّة، وذلك غداة اشتباكات عنيفة درات بين الطرفين، ولاسيّما في الحرم القدسي، وأوقعت أكثر من مئتي جريح.


النقاط الرئيسية

  • أصيب أكثر من 90 شخصاً بجروح في صدامات جديدة اندلعت مساء السبت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين.
  • الغالبية العظمى من هؤلاء الجرحى، وبينهم قصّر، أصيبوا بأعيرة مطاطية أو بشظايا قنابل صوتية.
  • ورشق قسم من المتظاهرين قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة وبمقذوفات أخرى مما أسفر، بحسب الشرطة، عن إصابة أحد عناصرها بجروح في رأسه.

وقال متحدّث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس "لقد سقط 90 جريحاً في الصدامات العنيفة" التي اندلعت مساء السبت في محيط البلدة القديمة بالقدس الشرقية.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ الغالبية العظمى من هؤلاء الجرحى، وبينهم قصّر، أصيبوا بأعيرة مطاطية أو بشظايا قنابل صوتية، في حين شاهد أحد مصوّري وكالة فرانس برس امرأة فلسطينية مدمّى وجهها.

واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين.

ورشق قسم من المتظاهرين قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة وبمقذوفات أخرى مما أسفر، بحسب الشرطة، عن إصابة أحد عناصرها بجروح في رأسه.
An injured Palestinian demonstrator is helped during clashes at Damascus Gate just outside Jerusalem's Old City, Saturday, 8 May, 2021.
An injured Palestinian demonstrator is helped during clashes at the Damascus Gate just outside Jerusalem's Old City, Saturday, 8 May, 2021. Source: AAP

ليلة القدر

وليل السبت، في ليلة القدر، اكتظّت باحة المسجد الأقصى بعشرات آلاف الفلسطينيين الذين أدّوا الصلاة فيها في ظلّ هدوء نسبي. ودعا مدير المسجد الأقصى المصلّين إلى "الهدوء"، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وفي حيّ الشيخ جرّاح الذي شهد احتجاجات يومية على مدى الأيام الأخيرة ضدّ احتمال إخلاء عائلات فلسطينية لصالح مستوطنين إسرائيليين، نزل فلسطينيون مساء السبت إلى الشوارع ورشقوا قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنّها اعتقلت شخصين لاستخدامهما "رذاذ الفلفل" ضدّ عناصرها.

وفي غمرة هذه التطوّرات أطلق ناشطون فلسطينيون ليل السبت صاروخاً من غزة باتجاه الدولة العبرية التي قالت إنّها ردّت على هذا القصف باستهداف مواقع لحركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وغداة صدامات وقعت بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية وأثارت مخاوف من تجدّد العنف، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف في القدس الشرقية التي احتلّتها إسرائيل في العام 1967 وضمّتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وليل السبت أبدت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتّحدة وروسيا والاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة) "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في القدس الشرقية.

وقالت اللجنة في بيان إنّ مبعوثيها "يعربون عن قلقهم البالغ إزاء الاشتباكات اليومية والعنف في القدس الشرقية ولا سيّما المواجهات التي وقعت ليل أمس بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم الشريف/جبل الهيكل"، داعية "السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وتجنّب إجراءات قد تؤدّي إلى تصعيد الوضع خلال هذه الفترة من الأيام الإسلامية المقدّسة".

وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت خلال النهار أنها فرضت قيودا على دخول القدس الشرقية لمنع الفلسطينيين من "المشاركة في أعمال شغب عنيفة".

وأوقفت الشرطة حافلة آتية من جنوب المدينة واعتقلت بعضا من ركابها، وفق مراسل فرانس برس.

وقال علي الكوماني البالغ 40 عاما إن "الشرطة الإسرائيلية تريد منعنا من دخول المسجد الأقصى".
Israeli border police frisks a Palestinian during a protest supporting Palestinians families that face eviction from their homes at Sheikh Jarrah neighborhood in Damascus gate in Jerusalem, 07 May 2021.
Israeli border police frisks a Palestinian during a protest supporting Palestinians families that face eviction from their homes at Sheikh Jarrah, 7 May 2021. Source: EPA

توترات حادة

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين وفق ما نقل عنه أحدهم إن:
اسرائيل تتحرك في شكل مسؤول لفرض احترام النظام والقانون في القدس مع ضمان حرية العبادة.
ويتصاعد التوتر منذ أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلّتين حيث تظاهر فلسطينيون رفضاً لقيود على التنقل فرضتها اسرائيل في بعض المناطق خلال شهر رمضان، وضدّ قرارات بإخلاء منازل في حي الشيخ جراح من سكانها الفلسطينيين.

وفي يوم الجمعة الأخير من رمضان، تجمّع عشرات الاف المصلين في حرم المسجد الاقصى، حيث اندلعت مواجهات مع عناصر شرطة مكافحة الشغب الاسرائيلية.

وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس مئات الفلسطينيين يرشقون الشرطة بالحجارة، مشيراً إلى أنّ عناصر الشرطة أغلقوا أبواب المسجد الأقصى وحاصروا المصلين لمدة ساعة على الأقل.

وبحسب الشرطة الإسرائيلية فقد عمد فلسطينيون إلى رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات والمفرقعات حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، الموقع الذي يقول اليهود إنه بني فوق الهيكل، قدس أقداس الديانة اليهودية.

وقالت الشرطة إن عناصرها ردوا بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 18 من عناصرها أصيبوا بجروح. وصرح الهلال الأحمر الفلسطيني أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، بينهم أكثر من ثمانين نقلوا إلى المستشفيات، موضحاً أنه أعدّ مستشفى ميدانياً بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات.

والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبّب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.
Israeli police fires grenades during a protest in Damascus Gate  in Jerusalem, 8 May 2021.
Israeli police fires grenades during a protest in Damascus Gate in Jerusalem, 8 May 2021. Source: EPA

"دولة وحشية"

وحثت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، الفلسطينيين على البقاء في المسجد الأقصى حتى صباح الخميس مع انتهاء شهر رمضان، محذّرة من أن "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن".

وهدّدت الحركة بشنّ هجمات ضدّ إسرائيل إذا ما صادقت المحكمة العليا الإثنين على قرار إخلاء منازل في حي الشيخ جرّاح من سكانها الفلسطينيين.

وفي غزة، على مقربة من السياج الفاصل بين القطاع الفلسطيني وأراضي الدولة العبرية أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين فلسطينيين.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنّ بالونات حارقة أطلقت من غزة باتجاه جنوب إسرائيل لم توقع أضرارا.

وفي ردود الفعل، أكدت السعودية السبت رفضها لخطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رفض المملكة "لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".

وصدرت ادانات مماثلة من إيران وتونس وباكستان ومصر والأردن.

والسبت وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بأنها دولة "إرهابية وحشية".


شارك
نشر في: 9/05/2021 12:28pm
آخر تحديث: 29/03/2023 4:05pm
المصدر: AFP, SBS