شهدت كاتدرائية سيدة لبنان مساء أمس اشتباكات وشجار بسبب اعتراض بعض أبناء الجالية اللبنانية في سيدني على وجود الوزير السابق ومستشار رئيس الجمهورية الحالي بيار رفول. واتهم الوزير مناصري حزب القوات اللبنانية بالوقوف وراء تلك الاشتباكات.
رفول الذي يزور أستراليا حاليا كان من المقرر أن يلقي كلمة في إحدى قاعات الكاتدرائية في هاريس بارك غرب سيدني. لكن مصدر في الكنيسة قال إن راعي الأبرشية المارونية في أستراليا أنطوان شربل طربيه نصحه بإلغائها لتلافي وقوع أي أشكال بين أبناء الجالية.
وبالفعل ألغى الوزير الكلمة وتم استبدالها بقداس إلهي دعا إليه المطران. ولكن ما إن انتهى حضور القداس حتى تجمع مجموعة من المتظاهرين أمام باحة الكاتدرائية حاملين الأعلام اللبنانية. وهتف المتظاهرون ضد الوزير وطالبوه بالرحيل ومغادرة المكان.
وتطور الموقف إلى اشتباك بين المحتجين ومرافقي الوزير استمر نحو الساعة، حتى وصلت الشرطة الأسترالية. وردد المتظاهرون شعارات "ثورة..ثورة" و"كلن يعني كلن"، وتعذر على الوزير مغادرة المكان بسبب وجود المتظاهرين في ساحة السيارات. ووصل التوتر إلى ذروته عندما حاولت سيارة دفع رباعي سوداء مغادرة المكان بالقوة، فاندفع أمامها المحتجون واتهمو قائدها بمحاولة دهسهم.

Clashes between Lebanese protesters and a Lebanese minister in Sydney Source: Supplied
وقامت وحدات الشرطة بفض الموقف دون أن تلقي القبض على أي شخص.
وأصدر الوزير بيانا للتعليق على ما حدث قال فيه إنه "تفاجأ بعدد من مناصري القوات اللبنانية خارج الكنيسة يطلقون السباب والشتائم للعهد ولمعاليه وللتيار الوطني الحر." وأضاف إن هذه التحركات لا تختلف عن "تحركات قطاع الطرق في لبنان من جماعة القوات اللبنانية."
وقال رفول إن هذا "الإشكال المفتعل" انتهى دون حصول أو وقوع أي إصابات.
رد حزب القوات اللبنانية
من جانبه رد حزب القوات على بيان الوزير قائلا إنه لم يتابع زيارة السيد رفول من الأساس إلى أستراليا فضلا عن أن يعترضها. وقال البيان إن الحزب تدخل "لتبريد الأجواء" قبل المحاضرة وتوسط لدى الكنيسة مع عدد من الفاعليات اللبنانية لابداء التخوف مما قد يحدث من احتكاكات بين أبناء الجالية.
وقال البيان إن الجهود أثمرت عن إلغاء المحاضرة والاكتفاء بالقداس "وعمت الكنيسة بالمؤمنين المصلين للبنان وحضر أيضا السيد رفول."
وقال البيان إن مرافقي مستشار رئيس الجمهورية هم من استفزوا الحضور بعد أن "بتوا ثلاثة حراس على كل باب من مداخل الكنيسة، وأغلقوا الابواب عند بدء القداس، وهو تصرف غير محبذ وغير معتاد واستفزازي في أستراليا." وأضاف البيان إن نحو عشرين شخص وقفوا بعد القداس للتعبير عن احتجاجهم فقام أحد أعضاء التيار المرافقين لرفول بتوجيه وابل من السباب لهم ولحزب القوات ما أدى إلى حدوث "تلاسن وتدافع".
الإبرشية المارونية تأسف
من جانبه قال راعي الإبرشية المارونية في أستراليا أنطوان شربل طربيه إنه يأسف لما حدث في باحة الكنيسة مركدا "لجميع أبناء الرعية وزوارها أن الكنيسة مكانا للعبادة وتسبيح الله." وقال المطران إن القداس الذي أقيم كان "على نيّة السلام والاستقرار في لبنان"، كما دعى الجميع ليكونوا صانعي سلام.