بعد أسبوعين من الإغلاق ما زالت الموجة الثانية من تفشي كوفيد-١٩ في ملبورن لا تظهر أي إشارة على التراجع. وسجلت فيكتوريا بالأمس أعلى حصيلة يومية للإصابات في أستراليا منذ ظهور الوباء، حيث .
وسجلت فيكتوريا أعداد إصابات مكونة من ثلاثة أرقام لمدة 17 يوما على التوالي.
وبينما قال رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز إنه بدأ يرى بعض الاستقرار في متوسط الحالات أسبوعيا، إلا أنه أقر أن أرقام الحالات لم تنخفض بالمعدل الذي كان يطمح إليه.
إذا هل فشلت إجراءات الإغلاق في ملبورن؟
موجة مختلفة للغاية
بداية من التاسع من يوليو تموز الجاري، دخلت مدينة ملبورن الكبرى وميتشل شاير في حالة إغلاق من الدرجة الثالثة لمدة ست أسابيع بشكل مبدئي، ما يعني أن سكان تلك المناطق لا يمكنهم مغادرة المنزل إلا .
البروفيسور جون ماثيوز عالم الأوبئة في جامعة ملبورن قال إن الحالات مستمرة في الارتفاع لأن الموجة الثانية التي ضربت ملبورن مختلفة للغاية عن الموجة الأولى.
وقال البروفيسور "مع الموجة الأولى، كما نعرف أن الحالات تأتي إلى أستراليا من الواصلين من الخارج سواء عن طريق خطوط الطيران أو البواخر السياحية، وكنا قادرين على الإبقاء على الوضع تحت السيطرة، وكان تعقب المخالطين أكثر سهولة."
وأضاف "الوضع الآن أن هناك حالات أكثر بكثير من نقل العدوى بين أفراد المجتمع."

A tram passenger wearing a mask in Melbourne. Source: AAP
وقال البروفيسور ماثيوز إنه في هذا الوضع فإن تعقب المخالطين أصعب بكثير، ما يعني أن عدد الحالات يمكن أن يزيد بمعدلات كبيرة. وقال "ما حدث متوقع للغاية. الأمر لم يكن يحتاج إلا إلى عدم القدرة على منع عدد قليل من الحالات. تلك الحالات تجذرت في ضواحي ملبورن بصمت وأدت إلى وضع من الصعب للغاية السيطرة عليه."
مشاكل في الفحوصات
وقال البروفيسور ماثيوز إن المستوى العالي من العدوى المجتمعية تضافر مع الأخطاء التي ارتكبتها حكومة فيكتوريا بخصوص الفحوصات لينتج الوضع الحالي.
ووجد محللون تابعون لحكومة فيكتوريا أن حوالي تسعة من كل عشرة أشخاص تأكدت إصابتهم بالفيروس لم يعزلوا أنفسهم بمجرد ظهور أعراض عليهم. وأن نصف هؤلاء لم يعزلوا أنفسهم في الفترة بين الخضوع لفحص كوفيد-١٩ وتلقي النتائج.

COVID-19 testing in Broadmeadows. Source: AAP
وقال البروفيسور إنه على الرغم من أن الحكومة لديها مهم عمل ثقيلة للغاية، إلا انها بحاجة لمواجهة تلك الصعوبات في التواصل فيما يتعلق بما يجب فعله عند الخضوع للفحص. وأضاف "الناس لا يعرفون نتائج الفحوصات بالسرعة التي يرغبون فيها، وهم غير متأكدين ما الذي ينبغي عليهم فعله في هذا الوقت."
وقال البروفيسور ماثيوز إن كل تلك العوامل، أُضيف إليها "السأم من إجراءات الإغلاق" من قبل سكان فيكتوريا وهو ما أنتج عاصفة نموذجية لزيادة أعداد الحالات.
هل حان الوقت لتشديد إجراءات الإغلاق؟
طبقا للإجراءات الحالية يمكن لسكان المدينة المغادرة لأربعة أسباب وهي: ممارسة الرياضة، والذهاب للعمل أو المدرسة، وشراء الأغراض الضرورية، ومنح الرعاية أو الحصول عليها.
وبينما يظل تفسير كلمة "العمل الضروري" مفتوح دون تقييد، فإن قرار الذهاب إلى العمل يظل في يد الأفراد، وهو ما يمكن رؤيته في ذهاب الكثيرين من سكان المدينة إلى أماكن العمل.
بالإضافة إلى ذلك فإن طلاب الصف الحادي عشر والثاني عشر عادوا إلى المدارس منذ 13 يوليو تموز الجاري. هذا يعني أنه ما زال هناك حركة معتبرة للناس في مدينة ملبورن.
رانيا ماكلنتاير، رئيسة برنامج الأمن الحيوي في معهد كيربي في جامعة نيو ساوث ويلز، كان رأيها في إجراءات فيكتوريا حتى الآن صريحا بشكل صادم: "أي كان ما يفعلونه فإنه غير ناجح. أعداد الحالات يجب أن تنخفض بشكل ملحوظ."
وقالت ماكلنتاير إن ارتفاع أعداد الحالات يعود إلى أمرين: "إما أن الناس لا يلتزمون بالإجراءات وهناك حركة اجتماعية كبيرة لا تزال مستمرة، أو أن هناك معدلات عدوى أكبر مما تم رصده في وقت سابق."

Statues in Melbourne this week. Source: AAP
ومع عدم انخفاض أعداد الحالات فإن البروفيسورة ماكلنتاير قالت إن هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات: "في هذه المرحلة، يجب أن تدرس الحكومة تطبيق . الأمر عاجل إلى حد كبير."
ولا توجد في الوقت الراهن معلومات متوفرة حول شكل المرحلة الرابعة من الإغلاق في أستراليا، ولكن الخبراء كانوا قد تحدثوا إلى أس بي أس حول المتوقع حال قررت الحكومة تشديد الإجراءات.
وقالت البروفيسورة "أعتقد أن الحكومة لا يجب أن تنتظر حتى عطلة نهاية الأسبوع، لأن الإبلاغ عن الحالات والفحوصات تنخفض خلال العطلة، لذا يمكن أن تحصل على إحساس زائف بالاطمئنان. الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ القرار."
الحكومة تدافع عن خطة الاستجابة
على الرغم من الأرقام القياسية لأعداد الحالات إلا أن أندروز قال إنه لا يملك أي خطط لفرض المزيد من القيود. وقال أندروز "العامل الرئيسي هنا الذي يتحكم في الأرقام ويتحكم في مستوى التحديات هو الناس الذين تظهر عليهم أعراض ولكن لا يخضعون للفحوصات."
وقال كبير المسؤولين الصحيين في فيكتوريا بريت ساتون إن الانتقال إلى إغلاق تام مثل ما فعلت الجارة نيوزيلندا لا يعني بالضرورة القضاء على المشاكل التي تواجهها الولاية.

維州州長安德魯斯敦促維州居民要遵守政府戴口罩的規定和有關的防疫指引。 Source: AAP
وقال ساتون "لن أقوم بأي فرضيات حول أن تطبيق إغلاق أكثر صرامة وبه قيود أكثر هو الطريق الذي يجب أن نسير فيه. يجب أن نكون محددين بدقة، بمعنى أن نرصد المشاكل ونقدم حلول مباشرة لها."