تحوي المتاحف والمعارض الأسترالية لوحات لا تقدر بثمن. لكن دير نيو نورسيا، الذي يقع على بعد 130 كيلومترًا شمال شرق مدينة بيرث في غرب أستراليا، ليس أحد الأماكن المعروفة للأستراليين كمعرض فني بارز. ومع ذلك، فهو موضوع السلسلة الوثائقية الجديدة لمارك فينيل عن سرقة الأعمال الفنية The Mission.
تسلط هذه السلسلة المكونة من ثلاثة أجزاء الضوء على عملية سرقة غريبة حدثت في الثمانينيات، عندما سرق مجرمان متلعثمان ست وعشرين لوحة أوروبية من دير البينديكتين الإسباني، وحاولت الشرطة حينها تحديد موقع الأعمال الفنية قبل أن يتم إرسالها إلى الخارج.

Marc Fennell at New Norcia. Credit: SBS
أشار فينيل أثناء مناقشة سلسلة The Mission إلى أن القصة تبدأ غريبة وتزداد غرابة." فهي تطرح أسئلة مثل لماذا كان هناك دير بنديكتيني إسباني في بلدة صغيرة في غرب أستراليا في البداية؟ لماذا يضم لوحات لا تقدر بثمن؟ لماذا كانت في طريقها إلى الفلبين؟ من كان المشتري المقصود؟ لماذا كان المجرمون جاهلين بحقائق الأمور؟
حصل فينيل والفريق على وثائق المحكمة وبدأوا في الحفر. "بدا الأمر وكأنه سيناريو فيلم! ومن هنا جاءت فكرة إعادة التصوير". تتضمن السلسلة مقابلات مع المحققين في القضية وفنانين، ويظهر الممثلون مرتدين أزياء الثمانينيات لإعادة إنشاء مسرح الجريمة وعملية التخطيط والفرار. يسمح هذا الاختيار الإبداعي للمشاهدين بالتفاعل مع الممثلين بشكل أفضل، بطرق لا تستطيع الدراما الوثائقية العادية فعلها.

Ken Gregson, retired detective and former Western Australian Major Crimes Squad lead investigator, who led the wild cross-country search for the stolen paintings, is among those featured in the documentary. Credit: SBS
من الناحية النظرية، إن نهاية هذه السلسلة ستكون مرضية للمشاهد، وكل ما يمكن الإفصاح عنه أنها لا تدور حول السرقة فحسب بل هناك المزيد من التشويق في خضم الأحداث.
يتعمق فينيل أكثر في تاريخ الدير الذي يقع وسط أدغال بيرث والذي لا شبيه له في البلاد، ويتأمل في تراثه المظلم. اليوم، تقف نيو نورسيا بمثابة تذكير بأن الأماكن الجميلة يمكن أن يكون لها ماض قبيح لا يتم الاعتراف به دائمًا. وقد قام الموقع في عام 2020 بوضع نصب تذكاري يعترف بالأحداث المؤلمة في تاريخ نيو نورسيا.
يقول فينيل، "أتمنى لو كانت هذه الأماكن أكثر صدقًا بعض الشيء. كل هذه الأماكن في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا عادة ما يتم تجميل الحقائق حولها. لكن مهمتي الآن هي إضافة الصدق إلى الوضع الذي بات يثير فضول الصحفيون وليس أنا فحسب"!

Noongar-Balladong woman Dallas Phillips is one of those who speak in the documentary about harrowing experiences at New Norcia.