تعمل حكومة الائتلاف الحالية على دفع المهاجرين الجدد إلى خارج المدن الكبرى خاصة سيدني وملبورن باتجاه المناطق الريفية. وقدمت الحكومة تسهيلات للمهاجرين الراغبين في الاستقرار في تلك المناطق ولكن رغم ذلك ما زال الكثيرون عازفين عن الذهاب إلى هناك.
السبب الرئيسي هو عدم قدرة المهاجرين على توفير وظائف في المناطق الريفية وهو أمر لاحظه ماهير موماند فأسس
المنظمة الجديدة تهدف إلى توصيل المهاجرين بفرص عمل طويلة الأمد في ريف أستراليا ومساعدتهم على الاستقرار هناك. وقال مدير المنظمة "نوفر للراغبين فرص عمل دائمة، لا نتعامل مع الباحثين عن عمل لعدة أشهر أو الذين يرغبون في دخول الريف والخروج منه سريعا."
وأضاف "نعتقد أن من يرغب في الانتقال إلى الريف في أستراليا يجب أن ينتقل إلى هناك بشكل دائم."

Mahir Momand is the CEO of newly-established organisation, Regional Opportunities Australia. Source: SBS News
وقال "هناك نقص في الوظائف ونعتقد أن الطريق الوحيد لمعالجة هذا النقص هو الاعتماد على المهارات التي يملكها المهاجرين واللاجئين الذين وصولوا إلى أستراليا ويعيشون في المدن الكبرى."
بالنسبة للباكستاني علي حسين وزوجته عائشة كان هذا بالضبط ما يحتاجون إليه. الرجل البالغ من العمر 29 عاما وصل إلى أستراليا قبل اقل من عام بصحبة ابنته البالغة من العمر 18 عاما. استقر علي في بلدة ليتون في منطقة الريفيرينا الريفية في ولاية نيو ساوث ويلز.
وصل علي من باكستان إلى بيرث في البداية لكنه واجه صعوبات في إيجاد عمل واضطر إلى الانتقال، لكن هذه المرة كان الوضع أفضل كثيرا: "البلدة جميلة للغاية، تشبه باكستان لكنها مختلفة بعض الشئ، أنا سعيد للغاية هنا."

Ali Hussein, wife Ayesha and their daughter Durre are living in Leeton, NSW, after moving from Perth. Source: SBS News
وطبقا للإحصاءات فإن أستراليا قد استقبلت 1,379,055 مهاجرا في الفترة بين 2011 إلى 2016، يعيش 86 في المائة منهم في المدن الرئيسية بينما لا يتجاوز الذين يعيشون في المناطق الريفية 14%.
وبدأت الحكومة في توفير تأشيرتين جديدتين للعمالة الماهرة ضمن برنامج الهجرة الدائمة إلى أستراليا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وتلزم التأشيرات الجديدة المهاجرين بقضاء أربع سنوات على الأقل في الريف قبل أن يتمكنوا من الانتقال إلى المدن الكبرى.
وتدخل كل أستراليا تحت تصنيف الريف ما عدا سيدني وملبورن وبرزبن فقط.
الطريق إلى العمل في الريف ليس دائما مفروشا بالورود. أحمد بلال يبلغ من العمر 17 عاما وانتقل إلى بلدة ليتون أيضا قادما من بيرث لكن واجه صعوبة في الاندماج ضمن الثقافة الخاصة للمناطق الريفية.

The Riverina town of Leeton is a migrant and refugee welcoming community. Source: SBS News
وقال أحمد "كان الأمر صعبا أن نعرف الثقافة لأنها تختلف عن بلادنا." لكنه ما زال سعيدا أنه قام بخطوة الانتقال إلى الريف: "بالنسبة للمهاجرين، أنا أشجعهم على القدوم إلى الريف لأن هنا الكثير من فرص العمل كما أن الإيجار منخفض بالمقارنة بالمدن الكبرى."
وقال رئيس منظمة فرص العمل الريفية في أستراليا إنهم يعملون على مساعدة المهاجرين للحصول على معادلة لمهنهم في أوطانهم الأم. وقال ماهير موماند إن الكثير من المهاجرين يواجهون صعوبة في معادلة شهاداتهم وهو ما يجعل التأقلم مع نمط الحياة أكثر صعوبة خاصة في المدينة.

17-year-old, Ahmed Bilal, works at the local meat factory in Leeton NSW. Source: SBS News
وأضاف "في المدن الكبرى، هناك بطالة وتكلفة المعيشة مرتفعة والإحساس بالانتماء ليس بنفس الدرجة الموجود عليها في الريف."
وقال "الشئ الآخر، أنه على الرغم من أن المدن الكبرى في ملبورن وسيدني بها ملايين الناس إلا أن هناك شعورا بالعزلة، حيث يمكن أن يكون جارك لا يتحدث إليك مطلقا."
من جانبه، دعا عمدة بلدة ليتون بول مايتوم الحكومة الفيدرالية إلى توفير دعم مالي للريف من أجل بناء المزيد من المنازل ودعم البنية التحتية.

Leeton Mayor, Paul Maytom, wants more Government support to help settle migrants and refugees in the community. Source: SBS News
وقال مايتوم "لم نحصل على التمويل لاستقبال المهاجرين، وهذا أمر ضروري إن كان رئيس الوزراء يرغب في أن تستقبل المجتمعات الريفية المهاجرين واللاجئين، فنحن مستعدين لذلك."