أعلن الحشد الشعبي العراقي أنّ نائب رئيسه أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قتلا فجر اليوم في بغداد في "غارة أميركية" استهدفت موكباً تابعاً للحشد، وهو تحالف فصائل مسلّحة موالية بغالبيتها لطهران ومنضو رسمياً في القوات الحكومية العراقية.
وقال الحشد الشعبي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إنّه "يؤكّد استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أميركية استهدفت عجلتهم على طريق مطار بغداد الدولي".
🔺
اعلام يؤكد استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج وقائد فيلق القدس بغارة استهدفت عجلتهم على طريق الدولي.
و سنوافيكم بالتفاصيل لاحقا
انا لله وانا اليه راجعون
— مديرية الإعلام - هيئة الحشد الشعبي (@teamsmediawar)
ولم يصدر في الحال أي تعليق رسمي أميركي على هذا القصف الذي يثير مخاوف من أن يؤدّي إلى تصعيد كبير في المواجهة الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران والتي شهدت قبل ثلاثة أيام هجوماً غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية.
وكان مصدر أمني عراقي أعلن أن موكب سيارات يتبع للحشد تعرض أثناء مروره قرب مطار بغداد الدولي ليل الخميس الجمعة لقصف صاروخي أسفر عن سقوط ثمانية قتلى، بينهم شخصيات مهمة.
والمهندس هو رسمياً نائب رئيس الحشد الشعبي لكنّه يعتبر على نطاق واسع قائده الفعلي وقد أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمتها السوداء.
أما سليماني، الجنرال الإيراني الذائع الصيت، فهو قائد فيلق القدس، الجهاز المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وهو أيضاً رجل إيران الأول في العراق.
وتبذل بغداد منذ سنوات قصارى جهدها للحفاظ على توازن في علاقاتها مع حليفيها الأميركي والإيراني، في ظل التوتر المتصاعد بينهما وصولاً إلى مرحلة العداء الشديد حالياً.
وتنعكس هذه الخصومة بين طهران وواشنطن على المؤسسة الأمنية العراقية، إذ قامت الولايات المتحدة بتدريب وتسليح وحدات النخبة ولاسيما وحدات مكافحة الإرهاب، فيما قامت إيران بتمويل وتسليح وتدريب معظم قوات الحشد الشعبي التي تم دمجها في قوات الأمن العراقية بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر الولايات المتحدة أنّ وحدات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية والتي قاتل الكثير منها القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003، تخدم مصالح إيران أكثر مما تخدم مصالح العراق، وتكرس نفوذ الجمهورية الإسلامية في البلد.
واشنطن
وتتّهم واشنطن تحديداً كتائب حزب الله العراقي، الفصيل المنضوي في الحشد الشعبي، بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف قاعدة في شمال العراق وأدّى إلى مقتل متعاقد أميركي.
وليل الأحد شنّت واشنطن غارات جوية على قواعد لكتائب حزب الله العراقي أسفرت عن مصرع 25 من مقاتلي الفصيل الموالي لإيران.
وأثارت هذه الغارات استياءً في العراق بلغ ذروته الثلاثاء بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد.
وانسحب المتظاهرون من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الأربعاء لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلّله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.
ممن جهتهم، أكد مسؤولون أميركيون تنفيذ قصف جوي على هدفين لهما صلة بإيران في بغداد. وأحجم المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم عن ذكر أي تفاصيل أخرى.
وبعد الإعلان عن مقتل سليماني، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة العلم الأميركي عبر حسابه على تويتر.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول في قوات الحرس الثوري الإيراني عن إحباط محاولة لاغتيال سليماني، والقبض على أفراد المجموعة المنفذة. وقال قائد جهاز استخبارات الحرس الثوري، حسين طائب، إن تلك المحاولة "نتاج تنسيق بين أجهزة عربية وإسرائيلية"، وكان هدفها تفجير نفق تحت الحسينية، التي يملكها والد سليماني في مدينة كرمان وسط إيران.