عندما يصبح الهروب هو الحل الوحيد: كيف نجت ليلى من فخ الزواج القسري

كانت ليلى قد تخرجت للتو من المدرسة الثانوية وسافرت إلى الولايات المتحدة لمقابلة عائلتها الكبيرة لأول مرة. كانت تعتقد أن رحلتها ستكون إجازة أحلامها، ولكن بدلاً من ذلك، أُجبرت على الزواج من رجل لم تلتق به من قبل.

A digital illustration of a pair of handcuffs. They are connected by a gold chain. One has a diamond attached to it.

Forced marriage was criminalised in Australia in 2013. Source: SBS / Caroline Huang and Lilian Cao

رحلة الأحلام التي تحولت إلى كابوس

كانت ليلى وهو اسم مستعار، شابة أسترالية تخرجت حديثًا من المدرسة الثانوية، تحلم برحلة الأحلام إلى الولايات المتحدة. كانت تتطلع لمقابلة أفراد مقربة من عائلتها لأول مرة. لم تكن تعرف أن هذه الرحلة التي كانت تظن أنها ستغمرها بالفرح والإثارة، ستتحول إلى نقطة تحول في حياتها، حينما وجدت نفسها مجبرة على الزواج من رجل لم تلتق به من قبل.
A woman is having a coffee in the blurred background. In the foreground, there is foliage.
Laila was forced to marry a cousin she hardly knew shortly after graduating high school, during a trip to the US. Source: SBS
حينما تصبح الأسرة قيدًا

عندما وصلت ليلى إلى الولايات المتحدة، أظهر لها أقاربها كرم الضيافة والتقرب، ولكن ما كان مخفياً كان مخططًا محكمًا لزواج قسري. في غضون أسبوعين من وصولها، بدأت الأمور تتضح عندما قدمها أحد أبناء عمومتها على أنها خطيبته، وهو أمر صدمها وأثار دهشتها. ومع رفضها لفكرة الزواج من شخص لا تعرفه، تحولت الضغوط العائلية إلى تهديدات حقيقية.

الهروب من المصير المحتوم

بمرور الوقت، وجدت ليلى نفسها وحيدة ومعزولة عن دعم عائلتها، مما دفعها إلى اتخاذ قرار مصيري. بعد شهر من الصراع الداخلي والضغوط الخارجية، وجدت نفسها متزوجة من رجل بالكاد تعرفه، معتقدة أن هذا الزواج هو السبيل الوحيد لإنقاذ نفسها من الوضع الذي وضعتها فيه عائلتها.

ما هو الزواج القسري؟

يُعرف الزواج القسري بأنه زواج يُدخله الشخص دون موافقة حرة وكاملة، سواء نتيجة ضغوط أو تهديدات أو خداع. يختلف الزواج القسري عن الزواج المرتب الذي يتم بموافقة الطرفين. وقد جرّمت أستراليا الزواج القسري في عام 2013 كجزء من جهودها لمكافحة العبودية الحديثة.
A silhouette of a figure speaks with a woman in a suit.
SBS News journalist Rayane Tamer (left) interviewing Laila. Laila didn't realise she was a victim of forced marriage until years after she was trapped in an abusive relationship. She shared her story under the condition of anonymity. Source: SBS

قضايا الزواج القسري في أستراليا: قصة رقية حيدري

تعتبر قضية رقية حيدري من أبرز القضايا التي أثارت الرأي العام في أستراليا حول الزواج القسري. كانت رقية في الحادية والعشرين من عمرها عندما أجبرتها والدتها على الزواج من رجل في بيرث، وبعد ستة أسابيع فقط، قتلها الزوج بوحشية. حكم على والدتها بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وهي أول حالة إدانة وسجن في أستراليا بسبب الزواج القسري.
A graph that shows the amount of forced marriage reports.
Between 2018 and 2023, the AFP has received 440 reports of forced marriage. Source: SBS
ليلى تواجه الواقع

بعد مرور سنوات، أدركت ليلى أنها كانت ضحية لجريمة خطيرة وأنها كانت بحاجة إلى الهروب من علاقتها السيئة. بفضل شجاعة شقيقتها التي استشارت مستشار المدرسة وأوصتها بالتواصل مع الشرطة، وجدت ليلى أخيرًا السبيل للهروب. بدعم من الشرطة الأسترالية، تمكنت من العودة إلى بلدها بأمان، وتغيّرت حياتها إلى الأبد.
Two women wearing black walk to court.
Sakina Muhammad Jan (right) became the first person in Australia to be convicted and sentenced for breaking the country's forced marriage laws. Source: AAP / Diego Fedele
عندما عدت إلى أستراليا، في نفس الأسبوع الذي عدت فيه، اكتشفت أنني حامل
An illustration of a silhouette between jail bars with statistics that say: "50% under 18, 30% under 16".
According to figures from the AFP, half of forced marriage victims are under the age of 18 and just under a third are under 16.
عندما عادت ليلى إلى أستراليا، اكتشفت أنها حامل، مما زاد من حدة مشاعرها بأن قرار الهروب كان الأكثر صوابًا. تدرك ليلى الآن أن الشجاعة ليست مجرد قرار، بل هي قوة تتجسد في أصعب اللحظات. قصة ليلى ليست مجرد حكاية هروب، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على التغلب على الظلم والصمود في وجه الصعاب.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 5/08/2024 11:06am
By Rayane Tamer
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS