استقالت السيناتور العمالية فاطمة بايمان من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، بعدما خرجت على السياسة الرسمية لحزبها واتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وكانت بايمان، وهي أول برلمانية ترتدي الحجاب، تواجه ضغوطاً للتنحي عن اللجنة الدائمة المشتركة للشؤون الخارجية والدفاع والتجارة بعد خطاب ألقته في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت في كلمتها: "هذه إبادة جماعية وعلينا أن نتوقف عن التظاهر بخلاف ذلك. الافتقار إلى الوضوح والارتباك الأخلاقي والتردد يأكل قلب هذه الأمة".
كما أعلنت أن "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر".
وتنظر بعض الجاليات اليهودية إلى هذا الشعار على أنه دعوة لتدمير إسرائيل، بينما يعتبره العديد من الفلسطينيين دعوة للحرية.
ويُنظر إليها على أنها تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منفصلة، وهو ما يتعارض مع سياسة حزب العمال الداعمة لحل الدولتين في الشرق الأوسط.
وفي كانون الثاني/يناير، رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وهي تهمة نفتها إسرائيل بشدة.
ماذا كان رد الفعل على تصريح السيناتور بايمان؟
قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إن تعليق بايمان حول "من النهر إلى البحر" غير مناسب، لكنه أضاف في اليوم التالي أنه لم يتحدث إلى بايمان.
واتهم زعيم المعارضة بيتر داتون ألبانيزي بالتراخي ودعاه إلى إقالة بايمان من الحزب.
واستخدم النائب الأحراري اليهودي جوليان ليسر وقت الأسئلة ليطلب من ألبانيزي إخراج بايمان من اللجنة الدائمة المشتركة للشؤون الخارجية والدفاع والتجارة في البرلمان.
ورد ألبانيزي يومها، "لقد تم استخدام هتاف "من النهر إلى البحر" من وقت لآخر من قبل البعض في الحركة المؤيدة للفلسطينيين، ومن قبل البعض الذين يجادلون بأن إسرائيل يجب أن تكون دولة واحدة أيضاً وأنه يجب محو غزة والضفة الغربية".
"هذا غير مناسب. أنا أؤمن بشدة بحل الدولتين."
في ذلك اليوم، صوّت حزب العمال لصالح اقتراح للمعارضة في مجلس الشيوخ يعلن أن الشعار "يعارض حق إسرائيل في الوجود، وكثيراً ما يستخدمه الذين يسعون إلى تخويف الأستراليين اليهود من خلال أنشطة معادية للسامية".
وتغيبت السيناتور بايمان عن جلسة التصويت.
LISTEN TO
"الفئة المظلومة في أستراليا": تقرير يكشف أن الشباب هم الأكثر تضرراً من ارتفاع كلفة المعيشة
SBS Arabic
13:15
خلال وقت الأسئلة في ذلك اليوم، اضطرت السيناتور الأحرارية هولي هيوز إلى سحب تعليق اتهمت فيه بايمان بـ "دعم الإرهابيين".
ويمكن لأس بي أس أن تؤكد استقالة بايمان من اللجان الدائمة والتشريعية المشتركة للشؤون الخارجية والدفاع والتجارة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت قد تعرضت لضغوط من داخل حزبها للقيام بذلك.
ماذا قالت الحكومة عن استقالة السيناتور بايمان؟
قال متحدث باسم الحكومة: "استقالت السيناتور بايمان من اللجنة الدائمة المشتركة للشؤون الخارجية والدفاع والتجارة ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع والتشريعات التجارية بمجلس الشيوخ".
أضاف، "سياسة الحكومة واضحة – نحن ندعم حل الدولتين".
ماذا جاء في كلمة بايمان؟
في بيانها، خاطبت بايمان مباشرة رئيس الوزراء وزملاءها: "أسأل رئيس وزرائنا وزملاءنا البرلمانيين، كم عدد قوانين الحقوق الدولية التي يجب على إسرائيل خرقها لكي نقول كفى؟ ما هو الرقم السحري؟ كم عدد المقابر الجماعية التي نحتاجها؟ يجب أن يتم الكشف عنها قبل أن نقول كفى، كم عدد صور الأطراف الدامية لأطفال مقتولين يجب أن نرى؟".
ودعم زملاء بايمان في حزب العمال السيناتور بعد تعرضها للهجوم لكنهم كانوا واضحين بشأن موقف الحكومة.
وقال إد هوسيك، النائب المسلم البارز، إن تعليقاتها تطلبت "الكثير من الشجاعة" لكنها "لم تكن ما كنت سأقوله".
وقالت وزيرة البيئة تانيا بليبيرسك: "أنا لا أخبر زملائي بما يجب أن يقولوه، لكن ما قالته ليس سياسة حزب العمال"، بينما وصف وزير الصحة مارك بتلر حزب العمال بأنه "كنيسة واسعة الأرجاء".
وقلّل ألبانيزي من أهمية موقف بايمان ووصفه بأنه تصرف "سيناتور شابة" وقال: "أنا من يتحدث باسم الحكومة".
الجدير بالذكر أن التوتر داخل كتلة حزب العمال بشأن الحرب بين حماس وإسرائيل ليس جديداً، حيث وصف هوسيك في السابق تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "عقاب جماعي"، بينما اعترض النائب اليهودي جوش بيرنز على تصويت أستراليا لصالح قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة هذا الشهر.
وكانت بايمان قد صرحت سابقاً لأس بي أس بأنها تخطط للبقاء في حزب العمال.
