Feature

هل أخذ الطعام من صناديق القمامة يعتبر سرقة في أستراليا؟

يعاني عدد كبير من الشباب في أستراليا من الجوع أكثر من أي وقت مضى، ويرى البعض أن الحصول على الطعام من صناديق القمامة هو الحل. لكن هل ذلك مخالف للقانون؟

A man with his face blurred, looking into a skip bin filled with food

Some are turning to dumpster diving as more young people are going hungry in Australia than ever before. Source: Getty

مع اقتراب الساعة من منتصف الليل، يبحث جيمس (اسم مستعار) عن الطعام في صناديق القمامة الموجودة خلف محلات السوبرماركت في سيدني.

يبحث جيمس عن الطعام الذي تعتبره المتاجر غير قابل للبيع. يقوم هو وصديقته باختيار الوجبات الجاهزة والأطعمة المعلبة والخبز والفواكه الطازجة والخضروات والشوكولاتة التي تتخلص منها السوبرماركت.
Close up shot of pumpkins, sausages, bananas, coleslaw, burger buns and other food items all in their packages
Among the finds were bananas, pumpkins, sausages and entire packaged meals. Credit: Simon Eden
يبلغ جيمس من العمر 28 عامًا وبالكاد يستطيع شراء البقالة وتغطية فاتورة هاتفه بعد دفع إيجاره الأسبوعي البالغ 300 دولار، بالإضافة إلى أن عليه قروضاً جامعية بقيمة 90 ألف دولار يتعين عليه سدادها.

كان جيمس يخصص ميزانية لوجبات منخفضة التكلفة، أو يلجأ إلى الأطعمة الرخيصة مثل العدس، أو حتى يتخلى عن بعض وجبات الطعام تمامًا.

قال: "لقد اعتدت على تناول الطعام بشكل أقل".

لكن منذ أن بدأ في البحث في صناديق القمامة قبل ستة أسابيع، وجد أنه يمكنه سد احتياجاته قدر المستطاع، وتوفير حوالي 50 دولار أسبوعياً من فواتير البقالة.
LISTEN TO
How the rising cost of living is affecting Arab community image

تسوق أقل ومشي أكثر: هكذا غيرت العائلات العربية طريقة حياتها للتأقلم مع ارتفاع تكلفة المعيشة في أستراليا

SBS Arabic

06:56

معاناة الشباب مع الجوع تزداد

وجدت مؤسسة Foodbank الخيرية في تقريرها عن الجوع لعام 2023 أن نصف المستأجرين يكافحون بشكل ما لإطعام أنفسهم.

وقال إيان لينغ، المدير العام للشراكات الاستراتيجية في بنك الطعام، إن التقرير يكشف عن "قفزة هائلة" في الطلب على خدماتهم.

وقال لينغ: "يكافح نصف المستأجرين في أستراليا من أجل توفير وجبة. وكان العامل الأبرز الذي أدى لارتفاع هذا العدد هو الشباب الذين يتمتعون عمومًا بدخل لائق إلى حد ما، وهذه إحصائيات مثيرة للقلق حقًا".

وقال إن الزيادات في تكاليف المعيشة، مثل الإيجار والفواتير وتكاليف المركبات والبقالة، كلها عوامل تساهم في تخلي الشباب عن وجبات الطعام.
beside a bin lies several cardboard boxes packed with packaged goods including cereal and chips
Often food is found thrown out in its original packaging. Credit: Simon Eden
ويشير التقرير إلى أن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي لأول مرة هم أصغر سنا بشكل متزايد - حيث تقل أعمار 81% منهم عن 45 عاما.

وأشار تقرير بنك الطعام إلى أن ثلث أصحاب الرهن العقاري يكافحون من أجل توفير وجبات الطعام.

قامت لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية باستطلاع آراء 21,481 شخصاً ضمن تحقيقاتها المستمرة حول متاجر السوبرماركت وأسعار السلع، ووجدت أن العديد من الشباب الأسترالي والأسر ذات الدخل المنخفض ينفقون ما يصل إلى ربع دخلهم الصافي على البقالة.

وتجري لجنة بمجلس الشيوخ أيضًا تحقيقاً في مزاعم تلاعب المتاجر الكبرى بالأسعار، ومن المقرر أن يصدر تقريرها النهائي في 7 أيار/مايو المقبل.

لماذا يتم اهدار الكثير من الطعام؟

لدى أستراليا متطلبات محددة بشأن صلاحية الغذاء للاستهلاك الآدمي.

تقول معايير الغذاء الأسترالية ونيوزيلندا إن الأطعمة التي لها تاريخ انتهاء الصلاحية "لا ينبغي تناولها بعد تاريخ انتهاء الصلاحية ولا يمكن بيعها قانونياً بعد هذا التاريخ لأنها قد تشكل خطراً على الصحة أو السلامة".

وقالت هيئة معايير الأغذية في بيان إنه بموجب قانون معايير الأغذية الأسترالية النيوزيلندية، يجب على شركات الأغذية إنتاج أغذية آمنة ومناسبة للأكل، ويجب "التأكد من عدم تراكم نفايات الطعام في أماكن أخرى غير صناديق القمامة في المباني".

في الوقت نفسه، يمكن تناول الأطعمة التي تحتوي على ملصق "يفضل الاستخدام قبل تاريخ محدد"، بدلاً من تواريخ انتهاء الصلاحية، بشكل آمن لفترة معينة بعد ذلك التاريخ، ولكنها قد تكون فقدت بعض جودتها".

ويمكن قانونياً بيع الأطعمة التي عليها ذلك الملصق بعد هذا التاريخ طالما أن الطعام "صالح للاستهلاك البشري".

هذا وتهدر الأسر الأسترالية 7.6 مليون طن من الطعام بقيمة 19.3 مليار دولار كل عام، وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الأسترالي العام الماضي. ويشير التقرير إلى أن كل أسرة تهدر ما يتراوح بين 2000 دولار و2500 دولار من الطعام.
food_waste_inforgraphic_v03___1_.jpg
Source: SBS
أرباح الشركات من هدر الطعام

وقال التقرير إن كبار متاجر المواد الغذائية، بما في ذلك Coles وWoolworths، لديهم حافز قوي لمقاومة تغييرات السياسة التي تقلل من هدر الطعام، مثل إزالة ملصقات "Best Before" من المنتجات التي لا تحتاج إليها.

وذكر التقرير: "استناداً إلى متوسط هوامش الربح في السوق، تحقق متاجر المواد الغذائية أرباحاً بقيمة 1.2 مليار دولار من هذا الهدر".

"سواء تم استهلاك الطعام أو إهداره، فهذا أمر غير مهم بالنسبة للمتاجر الكبرى. لكن الإصلاحات الرامية إلى تقليل كمية الطعام التي يشتريها الناس - وبالتالي هدرها - ستؤدي حتما إلى انخفاض الأرباح".

ووجد استطلاع الرأي الخاص بالتقرير أن غالبية الأستراليين يدعمون الإصلاحات التنظيمية للحد من هدر الطعام، حيث أكد 78% من المشاركين في الاستطلاع تأييدهم لإزالة تلك الملصقات.

وتلقى برنامج The Feed بيانات صحفية من كل من Coles وWoolworths تشير فيها الشركتان إلى أنهما تتعاونان مع منظمات إنقاذ الغذاء لحفظ وتوريد الأطعمة التي لا يمكن بيعها، والتي لا تزال آمنة للاستهلاك الآدمي.

في عام 2017، أطلقت الحكومة الأسترالية الخطة الوطنية لاستراتيجية هدر الطعام بهدف خفض هدر الطعام في أستراليا إلى النصف بحلول عام 2030. وأوضحت الخطة أن أحد أسباب هدر الطعام هو "الارتباك" حول تواريخ الأفضل استخداماً وتواريخ الصلاحية.
Discarded green vegetables
An Australian institute report revealed the nation wastes 7.6 million tonnes of food every year. Source: SBS / The Feed

هل أخذ الطعام من القمامة قانوني؟

يوضح متخصص القانون الجنائي أندرو تيدت أن هناك "منطقة رمادية" حول مدى قانونية ذلك، اعتمادًا على الولاية وحتى نوع سلة المهملات نفسها.

وقال تيدت: "هناك بالتأكيد مواقف يكون فيها السلوك غير قانوني بشكل واضح، لا سيما عندما يتعين عليك الذهاب إلى منزل شخص ما للوصول إلى سلة المهملات".

وبموجب القانون الجنائي، فإن هذا من شأنه أن يشكل "تعدياً على ممتلكات الغير" ولكن هناك استثناءات.

"يعتمد الأمر بشكل خاص على نوع سلة المهملات، سواء كانت سلة مهملات تابعة للبلدية أو سلة مهملات خاصة. ولكنه يعتمد أيضاً على من يملك هذه الحاوية والغرض من وجودها".

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 30/04/2024 3:16pm
By Matt Gazy
المصدر: SBS