كشفت والدة لاجئ أضرم النار في نفسه في ناورو عام 2016 عن الأثر الصادم الذي أحدثته وفاته على أسرتها، بالتزامن مع إصدار نتائج التحقيق في الحادث المأساوي أمس الإثنين.
النقاط الرئيسية
- صدرت نتائج الحادث المأساوي الذي أسفر عن وفاة لاجئ في ناورو أضرم النار في نفسه
- اعتبر التقرير أن فشل الأطباء بإنقاذ معصوملي يعود لنقص التدريب والمعدات
- قال المحامي الرئيسي في مشروع العدالة الوطنية إن وفاة معصومالي "يجب أن تؤدي إلى إصلاح كبير في نظام الهجرة القاسي وغير الإنساني في أستراليا"
توفي معصوملي داخل مستشفى في بريزبين، بعد يومين من إشعال النار في نفسه. وتساءلت والدته عن سبب عدم نقل ابنها إلى أستراليا بشكل عاجل، وقالت إنها لا تزال تتعذب لوفاته.
وقالت الهام حصاري في بيان عبر منظمة العفو الدولية: "أصيب ابني بحروق خطيرة ثم بنزيف داخلي. لماذا عالجوه في مكان لا توجد فيه المرافق الطبية الكافية للتعامل مع حروقه؟"
"أطلقنا على طفلنا اسم أوميد ويعني الأمل باللغة الفارسية لأن لدينا أحلاماً جميلة بالنسبة له".
"الآن كل ما لدينا هو الحجر البارد على قبره، بعدما مات وحيداً وبريئاً في بلد أجنبي. لقد أخذت أستراليا أملنا".
وسلّم الطبيب الشرعي في ولاية كوينزلاند تيري رايان أمس الإثنين تقريراً طال انتظاره عن أسباب الوفاة.

Iranian refugee Omid Masoumali died in a Brisbane hospital after setting himself alight on Nauru. Source: AAP
وقال التقرير إن أفعال معصوملي "كانت تصرفات شخص فقد الأمل وشعر بالعجز نتيجة إقامته الطويلة في ناورو".
وجاء في التقرير: "لو تلقى أوميد المراقبة والتهوية المناسبة قبل نقله إلى بريزبان ... فإن فرصه في البقاء على قيد الحياة، وإن لم تكن مؤكدة، كانت ستزداد بشكل كبير".
وأقر رايان بأن الأطباء في ناورو قد بذلوا "جهودًا بطولية" لإنقاذ معصوملي، لكن افتقارهم للتدريب المتخصص ونقص المعدات أعاق جهودهم.
وقال إن الأطباء في مستشفى رويال بريزبان ومستشفى النساء لم يكونوا يملكون "الخيارات الطبية" المطلوبة لإنقاذ حياته فور وصوله إلى أستراليا.
وأوضح ريان أن معصوملي تواصل مع الموظفين للحصول على مساعدة بشأن الصحة العقلية قبل أيام من إشعال النار في نفسه، لكن طلبه للحصول على موعد نفسي اعتُبر "طلباً غير عاجل".

Omid Masoumali died after setting himself on fire at the Nauru detention centre in 2016. Source: AAP
وقال: "لم يكن هذا رداً مناسباً في ظل هذه الظروف".
وعلق رايان على مأساة وفاته، مشيراً إلى أن معصوملي وضع قيد الاعتقال في عام 2013 عندما كان "شاباً متفائلاً وربما ساذجاً يبلغ من العمر 22 عاماً".
وقال: "في غضون ثلاث سنوات مات ميتة مؤلمة في مستشفى بريزبان بعد أن كافح للتأقلم مع واقع الاحتجاز لفترة غير محددة في ناورو".
وقال جورج نيوهاوس، المحامي الرئيسي في مشروع العدالة الوطنية، إن وفاة معصومالي تسلّط الضوء على "فشل" الحكومة في تقديم الرعاية الملائمة لطالبي اللجوء.
وأضاف: "وفاة أوميد يجب أن تؤدي إلى إصلاح كبير في نظام الهجرة القاسي وغير الإنساني في أستراليا".
"يجب إعادة توطين جميع الأشخاص المتبقين في بابوا غينيا الجديدة وناورو على وجه السرعة. يجب تزويد أي محتجز، سواء داخل أستراليا أو في الخارج، بدعم نفسي مكثف وخدمات صحية ورعاية".
وقالت المدافعة عن شؤون اللاجئين، جين سالمون، إن الوفاة "مؤلمة".
"الحلقة بأكملها مخزية تماماً. استمرار هذه السياسة لا يمكن اعتباره عدالة".
"لا يمكننا قبول أن زملاء أوميد لا يزالون يعانون من التعرض لكوفيد في الاحتجاز إلى أجل غير مسمى".
التقت بيتلهيم تيبببو بأوميد عندما كانا محتجزين معاً في ناورو، وتقول إنه كان شخصاً طيباً يبتسم دائماً.
لكنها قالت لأس بي أس الإخبارية إنه كان يعاني من عدم اليقين بشأن مستقبله.
"في أحد الأيام أتذكر أنه قال لي: أتمنى أن أعرف متى سيتم إطلاق سراحنا. السجين يعرف متى سيطلق سراحه لكننا لا نعرف".
وقالت تيبيبو إنها كانت في مركز احتجاز بريزبين للمهاجرين العابرين عندما علمت بوفاة صديقها.

وأضافت: "أحضروه إلى بريزبان وكانت زوجته في الغرفة المجاورة لي".
"رأيتها كانت تصرخ. كانت على الأرض تصرخ. اعتادت أن تصرخ وتردد اسمه كل يوم. وعندما كانت تصرخ، كنت أبكي أنا أيضاً".
قالت تيبيبو، التي تعيش حالياً في ملبورن، إنها تبكي عندما تمر بمراكز الاحتجاز.
"لا يمكنني التحكم بدموعي لأنني كنت في وضع مماثل. إنه أمر مؤلم، مؤلم حقاً".
وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية لأس بي أس إن الوزارة "تدرك أن الطبيب الشرعي في ولاية كوينزلاند قدّم نتائج وتوصيات في التحقيق بشأن وفاة أوميد معصومالي وهي تدرس هذه النتائج والتوصيات عن كثب".
وأضاف: "تعمل الحكومة الأسترالية عن كثب مع حكومة ناورو لضمان وصول المنقولين إلى خدمات الصحة والصحة العقلية. حكومة ناورو مسؤولة عن الرعاية الصحية للأفراد المقيمين في ناورو بموجب ترتيبات المعالجة الإقليمية".
وأوضح أن "الحكومة الأسترالية قدمت حتى الآن 54.9 مليون دولار لتحسين الخدمات الطبية في ناورو، ويشمل ذلك عيادة طبية في مركز المعالجة الإقليمي لرعاية المرضى الذين يعانون من أمراض معدية مثل كوفيد-19 وأجرت تحسينات على مستشفى جمهورية ناورو".