اغتيل العالم النووي البارز محسن فخري زادة الجمعة قرب طهران، في عملية قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنها تحمل "مؤشرات جدية على دور إسرائيلي".
وكتب ظريف عبر حسابه على تويتر بعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل العالم "قتل إرهابيون عالما بارزا اليوم. هذا العمل الجبان - مع مؤشرات جدية لدور إسرائيلي - يظهر نوايا عدوانية يائسة لدى المنفذين".
وأضاف "تدعو إيران المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي، الى الكفّ عن معاييره المزدوجة المعيبة وإدانة عمل إرهاب الدولة هذا".
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية أكدت في وقت سابق وفاة محسن فخري زادة متأثرا بجروحه بعد وقت وجيز من استهدافه من "عناصر إرهابية" قرب طهران.
وأفادت الوزارة في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، أن فخري زاده الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا مع مرافقيه.
وأشارت الى أنه "استشهد" في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه.
وأوضحت وكالتا أنباء "تسنيم" و"فارس" الإيرانيتان أن محاولة الاغتيال جرت في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
وذكرت أن "إرهابيين أقدموا على تفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة" فخري زادة.
من جانبه تعهد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بـ"انتقام قاسٍ" من المسؤولين عن اغتيال العالم النووي.
وقال اللواء محمد حسين باقري في تغريدة عبر تويتر نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، إن عملية الاغتيال شكلت ضربة "مرّة وقوية".
وأضاف "على المجموعات الإرهابية والقادة ومنفذي هذا العمل الجبان، أن يدركوا أن انتقاما قاسيا ينتظرهم، لن نرتاح حتى نطارد ونعاقب منفذي اغتيال الشهيد محسن فخري زادة".
جدير بالذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها عاملون في البرنامج النووي الإيراني إلى الاغتيال.

Iranian nuclear scientist Mohsen Fakhrizadeh (R) has been killed. Source: IRANIAN SUPREME LEADER'S OFFICE
ففي كانون الثاني/يناير 2010 قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ فيزياء الجسيمات بجامعة طهران، إثر انفجار دراجة نارية مفخخة خارج منزله في العاصمة.
وكان محمدي يعمل مدرسا في الجامعة، لكنه عمل أيضًا في الحرس الثوري الإيراني.
وسارع العديد من القادة ووسائل الإعلام الرسمية في إيران إلى إلقاء اللوم في الهجوم على أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأميركية.
وكانت طهران قد اتهمت في الشهر السابق الولايات المتحدة وإسرائيل باختطاف العالم النووي شهرام أميري الذي اختفى في أيار/مايو من ذلك العام.

The scientist was a central figure in a presentation by Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu in 2018 accusing Iran of continuing to seek nuclear weapons. Source: AAP
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010، تم استهداف عالمين لهما أدوار رئيسية في البرنامج النووي الإيراني في طهران بهجومين بالقنابل ألقت إيران باللوم فيهما على إسرائيل والولايات المتحدة، ما أدى إلى مقتل أحدهما وهو العالم مجيد شهرياري.
وبين عامي 2010 و2012، في ذروة الأزمة مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني، اغتيل خمسة علماء إيرانيين في طهران، واتهمت إيران وكالة المخابرات المركزية الأميركية وجهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عمليات الاغتيال.
وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أدى انفجار في مستودع ذخيرة تابع للحرس الثوري في إحدى ضواحي طهران إلى مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا بينهم الجنرال في الحرس الثوري حسن تهراني مقدم.
وحسب تقرير لصحيفة لوس أنغلوس تايمز، قادت الولايات المتحدة وإسرائيل تلك العملية ضد البرنامج النووي الإيراني.