في الذكرى الثانية لاغتيال سليماني: رئيسي يتعهد بالانتقام ونصرالله: "العراق آمن بفضله"

تعهّد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بالانتقام للواء قاسم سليماني ما لم يُحاكَم مسؤولون أميركيون عن اغتياله، أبرزهم الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك خلال إحياء الجمهورية الإسلامية ذكرى مقتل أبرز قادتها العسكريين بضربة أميركية في العراق قبل سنتين.

Supporters of Shiite Hezbollah movement hold posters of slain Iranian major general Qasem Soleimani in the Lebanese capital Beirut.

Supporters of Shiite Hezbollah movement hold posters of slain Iranian major general Qasem Soleimani in the Lebanese capital Beirut. Source: AFP

قال الرئيس الإيراني رئيسي إنه "يتعيّن على خلفية هذه الجريمة المروعة، إنزال العقوبة وحكم القصاص العادل على القاتل والمجرم الرئيسي، أي رئيس الجمهورية الأميركي في حينه"، في إشارة الى ترامب. وكان يتحدث أمام حشد من المشاركين في المناسبة في مصلّى طهران الكبير.


النقاط الرئيسية

  • تعهّد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بالانتقام للواء قاسم سليماني ما لم يُحاكَم مسؤولون أميركيون عن اغتياله، أبرزهم الرئيس السابق دونالد ترامب
  • قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن العراق ينعم بالأمن والاستقرار بسبب قائد فيلق القدس السابق الراحل قاسم سليماني
  • حضر إحياء ذكرى سليماني في إيران مسؤولون سياسيون وعسكريون وممثلون لفصائل إقليمية مقرّبة من طهران مثل حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية

وأضاف "الأفضل أن يتم إطلاق مسار محاكمة للسيد ترامب، و(وزير الخارجية الأميركي السابق مايك) بومبيو والمجرمين الآخرين لمعاقبتهم على جريمتهم"، وفي حال المماطلة "أقول لكل المسؤولين الأميركيين، لا يساورنّكم الشك في أن يد الانتقام" ستخرج من "الأمة الإسلامية".

في هذا السياق، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن العراق ينعم بالأمن والاستقرار بسبب قائد فيلق القدس السابق الراحل قاسم سليماني الذي "حفظ العراق ودافع عنه".

وأضاف نصرالله، في كلمة ألقاها في الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس أن "طبيعة المناسبة والوقت المتاح لا يسمحان لي أن أتطرق للوضع المحلّي الداخلي الآن، لكن سوف نتحدث مطوّلاً عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة".

واعتبر حسن نصر الله أن "مدرسة سليماني هي مواجهة العدو والتضحية في سبيل الدفاع عن شعوب المنطقة".
وأكد أن قاسم سليماني "قاوم الاحتلال الأمريكي وساهم في تأسيس فصائل المقاومة العراقية وأمدها بالمال والسلاح والقوة والعنفوان والأمل والثقة والحماسة إلى أن كان الانتصار الكبير واخراج القوات الأمريكية من العراق".

وتابع "سليماني حفظ العراق ودافع عنه، وإذا كان العراق ينعم بالأمن والاستقرار بنسبة كبيرة فهذا ببركة هؤلاء الشهداء".

وتساءل أمين حزب الله "هل هناك عاقل يساوي بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ساندت ودعمت وحمت العراق؟".

وأوضح حسن نصر الله في كلمته أن "الأسوأ هو أن يتصرف البعض في العراق على أن الأمريكي هو الصديق والإيراني هو العدو، وهذه كارثة في الوعي والفكر والبصيرة والأخلاق والإنسانية".

وفي إيران، رفع الآلاف أعلام الجمهورية الإسلامية وصور سليماني، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء.

كما حضر إحياء الذكرى مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون، وممثلون لفصائل إقليمية مقرّبة من طهران، مثل حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية.
Qassem Soleimani, centre, attends a meeting in Tehran, Iran in 2016.
Qassem Soleimani, centre, attends a meeting in Tehran, Iran in 2016. Source: Office of the Iranian Supreme Leader
وقضى القائد السابق لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري وأحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران، بضربة من طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020.

وأكد ترامب في حينه أنه هو من أمر بتنفيذ هذه الضربة، مشيرا الى أن سليماني كان يخطط لهجمات "وشيكة" ضد دبلوماسيين وعسكريين أميركيين.

وردت طهران بعد أيام بقصف صاروخي على قاعدة عين الأسد في غرب العراق حيث يتواجد جنود أميركيون، وهي تكرر منذ ذلك الحين مطلبها بانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد المجاور.

وبدأت إيران اعتبارا من الجمعة، أسبوعا من نشاطات إحياء ذكرى مقتل سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، مع ثمانية من مرافقيهما، بالضربة الأميركية.

كما تحيي القوى الإقليمية الحليفة لطهران هذه الذكرى، لا سيما في العراق حيث احتشد الآلاف يومي السبت والأحد.
A man holds up a picture of General Qassem Soleimani during a ceremony to mark the second anniversary of his assassination.
A man holds up a picture of General Qassem Soleimani during a ceremony to mark the second anniversary of his assassination. Source: AP
وقتل سليماني عندما كان في الثانية والستين من العمر، بعد مسيرة طويلة تدرّج خلالها في الحرس الثوري وصولا الى قيادة فيلق القدس أواخر التسعينات. وينسب إليه دور كبير في تعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط، خصوصا في العراق وسوريا.

وكرّرت إيران هذا الأسبوع مطلبها بمحاكمة كل الضالعين في اغتياله.

وقال مساعد رئيس السلطة القضائية الايرانية للشؤون الدولية كاظم غريب آبادي إن طهران حددت "125 مشتبها به ومتهما في عملية الاغتيال على رأسهم ترامب الذي أقر بنفسه بأنه أصدر أمر التنفيذ"، وفق تصريحات للتلفزيون الرسمي ليل الأحد.

وشهد عهد ترامب تصاعدا في التوتر بين العدوين اللدودين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية. وبلغ البلدان مرتين شفير مواجهة عسكرية مباشرة، أولهما في حزيران/يونيو 2019 بعد اسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار قالت إنها اخترقت مجالها الجوي، وثانيهما بعد اغتيال سليماني.

واعتمد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران شملت سحب بلاده عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي المبرم مع القوى الكبرى قبل ذلك ثلاثة أعوام في عهد سلفه باراك أوباما.

وأعاد ترامب فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع عن العديد من التزاماتها النووية.

وتأتي الذكرى الثانية لسليماني، في وقت تخوض طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا سعيا لإحياء الاتفاق النووي.


شارك
نشر في: 4/01/2022 11:00am
المصدر: AFP, SBS