مقتل 20 جنديا هنديا في اشتباكات حدودية مع الصين

الهند تعلن عن مقتل 20 جنديا في اشتباكات على الشريط الحدودي الفاصل بين التبت الصينية وإقليم لداخ الهندي تعد الأعنف منذ عام 1975

Protestors shout slogans as they stage a demonstration against China, holding posters of Chinese President Xi Jinping, in Bhopal, India.

Protestors shout slogans as they stage a demonstration against China, holding posters of Chinese President Xi Jinping, in Bhopal, India. Source: EPA

قتل 20 جنديا هنديا على الأقل في مواجهة عنيفة مع القوات الصينية عند الحدود المتنازع عليها في منطقة الهيملايا، وفق ما أعلن الجيش الهندي الثلاثاء، في أعنف اشتباك بين القوتين النوويتين منذ 45 عاما.


 

النقاط الرئيسية

  • النزاع الحدودي بين الهند والصين مستمر ويشهد اشتباكات كثيرة ولكن دون وقوع ضحايا
  • لم يوقع الطرفان مطلقا أي معاهدة لترسيم خط السيطرة الفعلي بين البلدين وكل منهما لديه رؤية مختلفة عن شكل الحدود
  • خاض البلدين حربا قصيرة عام 1962 ولكن تم احتواء الوضع وكان آخر إطلاق للنار على الحدود عام 1975
وتبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن هذه الاشتباكات التي وقعت على الحدود بين منطقة التبت الصينية وأقليم لداخ الهندي، فيما حذر مراقبون من أوضاع "مقلقة" في المنطقة.

وتقع اشتباكات كثيرة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها والتي تمتد على مسافة 3500 كيلومترا، ولكن دون سقوط قتلى.

وكان الجيش الهندي قد أعلن مقتل ثلاثة من جنوده، ولكن عاد وأصدر بيانا قال فيه إن 17 جنديا آخرين "أصيبوا بجروح بالغة، وقضوا متأثرين بإصابتهم، ما يرفع حصيلة القتلى إلى عشرين".

وكان الجيش الهندي قد أعلن في وقت سابق سقوط ضحايا "من الجانبين" في الحادثة التي وقعت يوم الاثنين، فيما لم تشر بكين إلى أي قتلى أو جرحى، وسارعت إلى توجيه أصابع الاتهام لنيودلهي في الواقعة.
Indian Prime Minister Narendra Modi and Chinese President Xi Jinping, shake hands with leaders at the BRICS summit in Goa, India in 2016.
Indian Prime Minister Narendra Modi and Chinese President Xi Jinping, shake hands with leaders at the BRICS summit in Goa, India in 2016. Source: AP
وجاء في بيان لمتحدث عسكري هندي أن "مسؤولين عسكريين كبار من الجانبين يعقدون اجتماعا الآن في الموقع لتهدئة الوضع". ونفى ضابط في الجيش الهندي يتمركز في المنطقة وقوع أي إطلاق نار في المنطقة الجبلية الوعرة في وادي غالوان ذي الأهمية الاستراتيجية.

وقال الضابط طالبا عدم ذكره اسمه "حصل عراك عنيف بالأيدي".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إن جنودا هنودا "عبروا خط الحدود مرتين، واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين".

وقال "مجددا نطلب بشكل رسمي أن تتخذ الهند الموقف المناسب وتقوم بضبط جنودها على الحدود".

ورد عليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أنوراغ سريفاستافا قائلا إن الاشتباك نجم عن "محاولة الجانب الصيني إحداث تغيير أحادي في الوضع القائم" على الحدود.
وفي نيويورك، أعربت متحدّثة باسم الأمم المتحدة عن قلق المنظمة من هذا التصعيد.

وقالت إري كانيكو للصحافيين "نحثّ الجانبين على ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس"، مرحّبة بالأنباء الواردة عن التزام البلدين تهدئة الوضع.

بدورها أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تتوصّل الصين والهند إلى "حلّ سلمي". وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الاميركية إنّ "كلّاً من الهند والصين أعرب عن رغبته في نزع فتيل التصعيد، ونحن ندعم حلّاً سلمياً للوضع الراهن".

في 9 أيار/مايو، أصيب العديد من الجنود الهنود والصينيين بجروح في اشتباكات بالايدي ورشق الحجارة في ناكولا بولاية سيكيم الهندية المحاذية لبوتان ونيبال والصين.

لكن وزارة الخارجية الصينية أعلنت الأسبوع الماضي إن "إجماعا إيجابيا" بشأن تسوية المسألة الحدودية الأخيرة، تم التوصل إليه في أعقاب "اتصالات فاعلة" من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية.
وفي بيان لاحق، قالت وزارة الخارجية الهندية إن الجانبين "سيواصلان الحوار العسكري والدبلوماسي لتسوية الوضع وضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية".

لكن مصادر وتقارير أخبار هندية أشارت إلى أن القوات الصينية لا تزال في أجزاء من وادي غالوان وفي الضفة الشمالية من بحيرة بانغونغ تسو التي احتلتها في الأسابيع الأخيرة.

 لم تتوصل الهند والصين لاتفاق بشأن طول "خط السيطرة الفعلية" الحدودي، وتلجأ كل منهما الى مقترحات مختلفة عرضتها بريطانيا على الصين في القرن التاسع عشر لدعم مطالبهما.

وتقول الهند إن طول الحدود يبلغ 3,500 كلم. ولا تعلن الصين أي أرقام لكن وسائل الإعلام الرسمية تقول إن الحدود يجب أن تكون 2,000 كلم عند  احتساب مطالب الصين في جامو وكشمير ولداخ ومناطق أخرى.
A colonel in the Indian army (far right, name withheld), stands with members of the Ladakh scouts at Khardung La, a mountain pass in the Laddakh, India.
A colonel in the Indian army (far right, name withheld), stands with members of the Ladakh scouts at Khardung La, a mountain pass in the Laddakh, India. Source: Mary Knox Merrill/The Christian Science Monitor via Getty Images
وكثيرا ما كانت العلاقات بين الصين والهند شائكة.

فقد خاضتا حربا قصيرة في 1962 استولت فيها الصين على أراض من الهند. وأعقب ذلك اشتباكات أوقعت قتلى في 1967، لكن آخر حادثة إطلاق نار كانت عام 1975.

في 2017 وقعت مواجهة استمرت 72 يوما بعد أن دخلت قوات صينية هضبة دوكلام المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين الصين والهند وبوتان. بعد ذلك سعى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبيغ إلى تهدئة التوتر خلال اجتماعات قمة.

وقالت المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب آسيا، أليس ويلز، الشهر الماضي إن الصين تسعى إلى زعزعة التوازن الإقليمي ويتعين "مقاومتها".

كما عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوساطة لكن الجانبين تجاهلا العرض.


شارك
نشر في: 17/06/2020 11:48am
تقديم: Abdallah Kamal