كان من المقرر أن تأتي والدة سوزانا غارسيا إلى أستراليا من كولومبيا في مارس من العام الماضي لحضور ولادة ابنتها التي تعيش في سيدني.
النقاط الرئيسية
- تقديم التماس يدعو الخكومة لإدراج الآباء في تعريف "العائلة المباشرة" لمساعدتهم على دخول أستراليا
- شرطة الحدود تعطي الأولوية للأستراليين العالقين في الخارج
- العديد من المهاجرين يغادرون أستراليا نهائياً لرؤية عائلاتهم
قبل يوم من وصول رحلة والدتها، أعلنت أستراليا أنها ستغلق حدودها.
تقول سوزانا: "بدأت أعاني من حملي خلال فترة الإغلاق. كنت أبكي كل يوم، لعلمي أن أمي لن تأتي من أجل ولادة ابني. أنا طفلة وحيدة، وكان هذا أول حفيد لأمي".
الأسابيع الأولى من حياة مولودها الجديد كانت صعبة. بينما كانت السيدة غارسيا تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ورعاية طفلها أثناء وجود زوجها في العمل، تلقت أخباراً مروعة من كولومبيا. فقد أصيب والدها وجدتها بكوفيد-19.
وتقول غارسيا، "فقدتهما في غضون أسابيع من بعضهما البعض واضطررت لحضور جنازتيهما عبر Zoom.
لكن المزيد من التحديات كانت بانتظارها.
فقدت السيدة غارسيا وظيفتها في جامعة نيو ساوث ويلز في نوفمبر كنتيجة مباشرة للوباء. ثم في ديسمبر، اكتشفت أنها حامل مرة أخرى.

Susana Garcia, from Colombia, has struggled in Australia without her mother's support. Source: Supplied
وفي غياب أي وسيلة لإحضار والدتها إلى أستراليا، قالت إنها شعرت بقلق شديد بشأن من سيساعدها في رعاية طفلها وكيف ستتكفل بتكاليف رعاية الطفلين لتتمكن من العودة إلى العمل.
وهي تشعر أيضاً بالقلق على والدتها، "أمي الآن بمفردها في كولومبيا ولا يمكنها القدوم لتكون معي. كل يوم أتخيلها بجانبي ... إنه لأمر مفجع أن أشاهدها مضطرة للتفاعل مع ابني عبر Zoom. أنا بحاجة لأمي. نحن بحاجة للمساعدة".
تقدمت السيدة غارسيا مرتين بطلب الحصول على إذن سفر لوالدتها للمجيء إلى أستراليا. وتم رفض كلا الطلبين.

Ms Garcia and her mother in Sydney before the pandemic. Source: Supplied
ومنذ إغلاق حدود أستراليا في آذار/مارس 2020، تقدم أكثر من 100,000 شخص بطلبات إعفاء خاص بالسفر لوالد أو والدة يعيشون في الخارج للتمكن من دخول البلاد. كما تقدم الكثيرون بأذونات لمغادرة أستراليا لرؤية أحد الوالدين في الخارج. وتم رفض غالبية الطلبات.
الأولوية للأستراليين
بينما يُسمح للأزواج والشركاء الفعليين والأطفال المعالين والأوصياء القانونيين للمواطنين الأستراليين والمقيمين الدائمين بدخول أستراليا، لا يُسمح للآباء بذلك.
وقالت شرطة الحدود الأسترالية إن قيودها الحالية ضرورية لحماية الناس في أستراليا من كوفيد-19، وتمكين أكبر عدد ممكن من الأستراليين من العودة إلى ديارهم، حيث لا يزال حوالي 40,000 منهم عالقين في الخارج، فضلاً عن تخفيف الضغط على أنظمة الحجر الصحي.
وقال متحدث باسم شرطة الحدود لأس بي أس: "حوالي 100,000 طلب تأشيرة دائمة ومؤقتة للوالدين تم تقديمها من خارج أستراليا في مؤشر على عدد الأشخاص الذين قد يسعون بنشاط للسفر أو زيارة أستراليا".

For some Australians or permanent residents, being apart from parents for an extended period of time is untenable. Source: AAP
وأضاف: "لا يمكن استيعاب مجموعة بهذا الحجم ضمن إمكانات الحجر الحالية". ويُسمح حالياً لحوالي 6,000 شخص أسبوعياً بالدخول إلى المطارات الأسترالية بموجب قيود حددها مجلس الوزراء الوطني.
ورغم اعترافها بالصعوبات التي تواجه العائلات الممتدة التي تسعى للم شملها، قالت شرطة الحدود إنه لا توجد حالياً خطط لإدراج الآباء في تعريف العائلة المباشرة ضمن إعفاءات السفر.
Image
المغادرة إلى الأبد
سواء تم الاستجابة للالتماس في مجلس النواب أم لا، فإن الغضب سيتصاعد عندما يقضي الناس في أستراليا وقتاً أطول بعيداً عن والديهم.
وهناك خطط لتنظيم احتجاجات سلمية في جميع أنحاء البلاد يوم السبت 24 تموز/يوليو لحث الحكومة على الاعتراف بالوالدين كعائلة مباشرة والالتزام بخطة لم شمل العائلات.
في الوقت نفسه، قام بعض المهاجرين بحزم حقائبهم لمغادرة أستراليا إلى الأبد ليتمكنوا من رؤية أسرهم، بينما يفكر آخرون في القيام بذلك.
وقال السناتور مكيم: "كان العديد من هؤلاء الأشخاص يعملون في وظائف أساسية في مجال الرعاية الصحية ورعاية المسنين والتعليم، وساهموا بالنتائج التي نريد جميعاً رؤيتها، وها هم الآن يحزمون أمتعتهم ويغادرون".