أصدر حزب العمال تقريره المنتظر الذي يحلل أسباب الخسارة المفاجئة للحزب خلال الانتخابات الفيدرالية الماضية. ولخص الحزب الهزيمة في ثلاثة أسباب رئيسية: الأجندة المتخمة بالسياسات والاستراتيجية الضعيفة والزعيم غير المحبوب.
وقال التقرير الذي صدر اليوم إنه لا يوجد سبب واحد لعب دورا حاسما في الحملة الانتخابية "غير الناجحة" التي قام بها الحزب، ولكن الأسباب الثلاثة مجتمعة أدت إلى الهزيمة الانتخابية للعمال.
أجرى تقرير المراجعة السياسيان العماليان المخضرمان جرايغ إيمرسون وغاي ويثريل. وجاء التقرير الموسع بعد ستة أشهر من النقاش الداخلي في الحزب حول أسباب الهزيمة غير المتوقعة لصالح رئيس الوزراء سكوت موريسون.

Source: AAP
المراجعة قالت إن تغيير اتجاهات التصويت بين الطبقات محدودة الدخل من العمال، والتصريحات الغامضة التي أطلقها الحزب بشأن منجم أداني للفحم بالإضافة إلى مفترحات الموازنة التي عرضت الحزب لهجمات متكررة من تحالف الأحرار والوطنيين، أثارت القلق لدى الأزواج محدودي الدخل.
وقال التقرير "العمال خسروا الانتخابات بسبب الاستراتيجية الضعيفة التي لم تواكب التغير في زعامة حزب الأحرار، والأجندة المتخمة بالسياسات التي بدت عالية الخطورة وزعيم الحزب غير المحبوب."
"لم يكن أي من أوجه النقص تلك حاسما ولكن تلك الأسباب مجتمعة كانت وراء النتيجة."
وخلص التقرير الموسع إلى نحو 60 نتيجة و26 توصية كان منهم:
- لم يحدد العمال استراتيجية مقنعة للفوز بالانتخابات..ولم يصغ سردية بسيطة تضم سياساته المتعددة كلها.
- حملة العمال كانت تفتقد للهيكلية وثقافة تقبل النقد ما أدى إلى عدم أخذ التحذيرات من داخل الحزب بجدية.
- فشل العمال في إقناع الناخبين خلال الحملة بشكل ملائم ومستمر بأسباب للتصويت ضد الائتلاف.
- لم تواكب الحملة الانتخابية للعمال التغير في زعامة حزب الأحرار وإعادة صياغة الانتخابات التي حدثت لتجعلها تصويتا على الاختيار بين زعيم الائتلاف وبيل شورتن.
- معدلات الشعبية المنخفضة التي حظى بها بيل شورتن ساهمت في خسارة الانتخابات.
- انهيار ثقة الناخبين في السياسة عالميا وفي أستراليا ما أدى إلى تعامل المصوتين من أصحاب الدخول المحدودة مع كل الوعود الانتخابية بشك كبير.
وقال التقرير إن سياسات العمال يمكنها أن تكون جريئة ومختلفة لكن يجب أن تكن جزء من رسالة متماسكة يمكن شرحها للمصوتين لتفادي أن يتم تشويهها.

بیل شورتن رهبر پیشین حزب کارگر استرالیا به همراه همسرش کلویی Source: AP
يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي
من جانبه أقر زعيم الحزب بيل شورتن أن الحزب لديه الكثير من الدروس يتعلمها من خسارته في الانتخابات الأخيرة. وأصدر شورتن بيانا قبل صدور التقرير النهائي يشرح فيه الأشياء التي يرغب في تغييرها في الحملة لو عاد به الزمن للوراء.
وقال في البيان "نتيجة مايو أيار كانت صادمة ومفاجئة لكنها لم تكن فوزا ساحقا، ولو استمر موريسون في تخييب الآمال فإن العمال لن يكون بعيدا عن تشكيل الحكومة."
وأضاف "هناك الكثير من اللاعبين في الفريق، لكن ككابتن لهذا الفريق أتحمل مسؤولية السياسات التي تم طرحها في الانتخابات." وأكد "يجب أن نتعلم من دروس الهزيمة."
وقال التقرير النهائي إن بيل شورتن تعرض لهجوم شخصي مكثف من كلايف بالمر وحزب الأحرار. وقال التقرير "شخصيته تعرضت للهجوم من خلال حملات باهظة الثمن مولها كلايف بالمر، والتي كانت تعمل جنبا إلى جنب مع حملة الائتلاف."
وقال شورتن إنه لو عاد به الزمن للوراء "كنت سأدير الحملة بعدد أقل من الرسائل السياسية، وأركز بشكل أكبر على فرص العمل التي تخلقها الطاقة المتجددة وآخذ موقفا مغايرا من الضرائب على أرباح استثمارات المتقاعدين المعروفة باسم franking credits."
"بدأت بخطة اقتطاعات ضريبية ضخمة تشمل 10 ملايين أسترالي من قوة العمل، ولكني أعترف، بالنظر إلى الوراء، أنه عندما طرح الائتلاف خطة مشابهة، كان يجب أن أوسع خطة الضرائب."
شورتن الآن هو المتحدث باسم حزب العمال لشؤون البرنامج الوطني لتأمين ذوي الإعاقة، وألمح في بيانه أنه يعتزم البقاء في الحياة العامة "لعشرين عاما قادمة."

Source: AAP
الطريق إلى المستقبل
خلال الأسابيع الأخيرة قدم نواب الحزب من اليمين واليسار أفكارهم لكيفية تشكيل مستقبل حزب العمال. ومن المقرر أن يقدم زعيم الحزب الحالي أنتوني ألبانيزي رده على تقرير المراجعة غدا الجمعة في نادي الصحافة الوطني.
وقالت النائبة العمالية البارزة تانيا بليبرسيك والتي كانت تشغل منصب نائبة رئيس الحزب خلال الانتخابات أنه من المهم على الحزب أن يتعلم من أخطائه. وقالت بلبيرسك "أعتقد أننا نحتاج أن نركز على الأشياء التي تشكل فارقا في حياة الناس، ما يعني وظائف جيدة بأجر جيد وظروف آمنة."
وبدأ ألبانيزي بالفعل في الإدلاء بسلسلة من التصريحات التي تسعى لوضع استراتيجية جديدة للحزب منذ يوم الثلاثاء الماضي ضمن جهوده لإعادة تشكيل حزب العمال وتحضيره للانتخابات القادمة في 2020.