كان نيوك غور في الثامنة من عمره فقط عندما أُجبر على الفرار من جنوب السودان.
النقاط الرئيسية
- بعد عشر سنوات على استقلال جنوب السودان لا يزال الاستقرار هشاً
- الأستراليون من جنوب السودان يشعرون بالفخر بالذكرى السنوية العاشرة للاستقلال لكن العديد يشعرون أيضاً بخيبة أمل
- لا يزال هناك الملايين من النازحين داخلياً وخارجياً، بينما يكافح السكان في ظل استمرار القتال وانعدام الأمن الغذائي
كان ذلك أواخر الثمانينيات وكانت الحرب الأهلية السودانية الثانية قد بدأت قبل ذلك ببضع سنوات.
تم تجنيده كطفل وفُصل عن والدته وإخوته الصغار.
أمضى عقوداً في مخيمات اللاجئين في كينيا وأوغندا وإثيوبيا.
ويقول غور لأس بي أس: "انتهى بي المطاف في إثيوبيا، وأصبحت جزءاً من جيل من الشباب النازحين يُعرف باسم" أولاد السودان المفقودين".
جاء غور إلى أستراليا كلاجئ قبل سنوات قليلة من توقيع الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية اتفاق سلام تاريخي في 9 كانون الثاني/يناير 2005.
ويهدف الاتفاق، الذي أطلق عليه اسم "اتفاقية السلام الشامل"، إلى إنهاء الحرب الأهلية وتطوير الحكم الديمقراطي في جميع أنحاء البلاد وتقاسم أرباح النفط.

Sudanese Vice President Ali Osman Taha (L) and Sudanese People Liberation Movement Army leader John Garang (R) after signing the accord on 8 January 2005. Source: AFP
والأهم من ذلك، أنه سيوفر خارطة طريق لإجراء استفتاء لتقرير ما إذا كان جنوب السودان الذي تقطنه أغلبية مسيحية سينفصل ويصبح دولة مستقلة عن الشمال الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي.
يقول غور: "بحلول عام 2005، كنت بالفعل في أستراليا. أتذكر أنني كطالب شاب ناشط في جامعة موناش، سمعت الأخبار وكنت متحمساً للغاية لإبرام اتفاق السلام".
"كان هناك العديد من اتفاقيات السلام في الماضي التي فشلت. وساهم ذلك باستمرار الحرب لمدة 21 عاماً مما خلف دماراً كبيراً وكلف العديد من الأرواح، بالإضافة لملايين الأشخاص الذين نزحوا إلى البلدان المجاورة والدول الغربية بما في ذلك أستراليا".
"إنجاز عظيم"
بلغ عدد الأشخاص المولودين في السودان الذين انتقلوا إلى أستراليا ذروته بين عامي 2002 و2007، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى برنامج إعادة التوطين الإنساني التابع لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.
بعد إبرام اتفاق السلام، بدأ المغتربون في أستراليا، الذين كانوا في مرحلة التأقلم مع العيش في بلد جديد، بالضغط على البرلمانيين لدعم استفتاء الاستقلال وإشراك المجتمع الجنوب سوداني بأستراليا في هذه العملية.
أوضح غور: "أدركنا أن مركز التصويت الوحيد في أستراليا سيكون مقره في كانبرا. شكل ذلك الكثير من القلق، لأننا كنا نعلم أن السكان منتشرون في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف: "تواصلنا مع قادة المجتمع والأعضاء الناشطين في المجتمع في بيرث وبريزبان وسيدني وملبورن لبدء الاتصال بأعضاء البرلمان للحصول على دعم الحكومة الأسترالية".
بعد سنوات من التخطيط اللوجستي، تم تحديد موعد استفتاء الاستقلال في 9 كانون الثاني/يناير 2011.

Source: Ajak Deng Chiengkou
أقامت الجالية السودانية في أستراليا مراكز اقتراع في العواصم، بما في ذلك ملبورن وسيدني وكانبرا وبريزبان وبيرث.
سافر المئات من أديلايد وأليس سبرينغز وهوبارت للتصويت في ملبورن.
وتم تسجيل ما يقرب من 10,000 شخص في أستراليا للتصويت في الاستفتاء.
وكانت تلك أكبر نسبة مشاركة للناخبين في أي مكان في العالم خارج أفريقيا.
تم الإدلاء بحوالي 3.8 مليون بطاقة اقتراع خلال عملية التصويت التي استمرت لمدة أسبوع، وصوّت أكثر من 98% لصالح الاستقلال.
وفي 9 تموز/يوليو 2011، ولد جنوب السودان رسمياً.
الآلاف من الأستراليين من جنوب السودان هم حالياً مواطنون في كلا البلدين.

Source: Ajak Deng Chiengkou
بالنسبة لهم، الذكرى السنوية العاشرة للاستقلال هي يوم فخر، لكن العديد يشعرون أيضاً بخيبة أمل من قيادة البلاد، التي يقولون إنها لم تحقق الاستقرار.
ولا يزال هناك الملايين من النازحين داخلياً وخارجياً، بينما يكافح السكان في ظل استمرار القتال وانعدام الأمن الغذائي والكوارث الطبيعية.