وسط تفشي فيروس كورونا في فيكتوريا، ربما تكون المسألة الأكثر إثارة للقلق هي أن الفيروس قد تسلل مجدداً إلى دور رعاية المسنين.
يوم الأحد، أعلنت حكومة الولاية عن إصابة عامل في دار رعاية للمسنين بكوفيد-19 رغم تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح في 12 أيار/مايو.
منذ ذلك الحين، تم اكتشاف إصابة لموظف آخر كان يعمل عن قرب مع الموظف الأول في مركز Arcare Maidstone، بالإضافة لاثنين من نزلاء الدار.
وكان النزيل الأول قد تلقى جرعته الأولى من لقاح فايزر، وهو يعاني حالياً من أعراض خفيفة، لكنه يخضع للمراقبة في المستشفى. أما النزيل الثاني فتلقى جرعتين من نفس اللقاح.
وتوضح حالتا الموظف الأول والنزيل الأول، وكلاهما تلقى جرعة اللقاح الأولى، أنك بحاجة لكلتا الجرعتين لتحقيق الفائدة الأكبر.

A locally manufactured AstraZeneca vaccine vial is seen at CSL in Melbourne Source: AAP
انتظر اسبوعين
تشير التجارب السريرية أن لقاح كورونا يوفر لك الحماية القصوى بعد حوالي أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية. ويشمل ذلك:
- حماية شبه كاملة من الأمراض الشديدة والوفاة لدى الأشخاص الأصحاء
- تقليل إمكانية ظهور أعراض كوفيد-19 بشكل كبير
- الحد من احتمال الإصابة بالفيروس
- إذا أصبت بالعدوى، يقلل اللقاح من كمية الفيروسات التي ينتجها جسمك. وتشير الأدلة التي ظهرت مؤخراً أن ذلك يخفف من احتمالية نقلك الفيروس إلى أشخاص آخرين.
وتسهم كل جرعة من اللقاح بتغيير الاحتمالات لصالحك. وتمنحك جرعة واحدة فرصة أقل للحصول على بعض هذه الفوائد، بينما توفر لك الجرعتان احتمالات أكبر بكثير. وحتى مع حصولك على جرعتين، تظل هناك إمكانية لأن تصاب بالعدوى أو تنقل الفيروس للآخرين.
ماذا نعرف عن فعالية جرعة واحدة من فايزر؟
تم تصميم التجارب السريرية للقاح فايزر من أجل اختبار فعالية اللقاح بعد أكثر من أسبوع على أخذ الجرعة الثانية. مع ذلك، أشارت التجارب الأولى أن جرعة واحدة يمكن أن توفر بعض الحماية في وقت مبكر يصل إلى 12 يوماً بعد أخذ اللقاح.
وتدعم البيانات العملية هذه الملاحظات المبكرة التي تثبت أن جرعة واحدة توفر حماية فعالة بعد أربعة أسابيع من التطعيم.
في الوقت نفسه، تشير الأبحاث والتقارير الأولية أن الجرعة الأولى من فايزر يمكن أن تكون فعالة بنسبة تتراوح بين 50% و90% في منع العدوى. كما توضح تلك البيانات أن الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا بعد جرعة واحدة من لقاح فايزر هم أقل عرضة بنسبة تصل إلى 50% لنقل تلك العدوى إلى أفراد آخرين من عائلتهم.
ماذا عن أسترازينيكا؟
تم تطوير لقاح أسترازينيكا في البداية كلقاح مكون من جرعة واحدة، وهو فعال ضد العدوى بنسبة 76% وفقاً للتجارب السريرية.
وتم تعديل هذه التجارب لاحقاً لتشمل جرعة ثانية، بعدما أظهرت أبحاث أخرى أن جرعتين تسببتا بزيادة كبيرة في مستويات الأجسام المضادة لدى المتطوعين.
وأظهرت البيانات العملية التي لم تتم مراجعتها بعد، أن جرعة واحدة من أسترازينيكا فعالة بنسبة 65% تقريباً في الحماية من العدوى، بينما تحمي الأشخاص الملقحين بنسبة 50% من نقل الفيروس إذا أصيبوا به. وتوفر جرعة واحدة من أسترازينيكا حماية كبيرة من احتمال العلاج داخل المستشفى بعد أربعة أسابيع، تماماً مثل لقاح فايزر.
ما الذي يحدد المدة؟
رغم الاختلافات بين فايزر وغيره من اللقاحات مثل أسترازينيكا، إلا أن كلاهما يستغرق نفس الوقت لتوليد استجابة للأجسام المضادة. بعد جرعة واحدة من أسترازينيكا، يمكن اكتشاف الأجسام المضادة بعد 14 يوماً، ويزداد عددها خلال الأسبوعين المقبلين.
لكن لماذا يستغرق ظهورها مثل هذا الوقت؟ عندما تتبع الباحثون استجابة الجسم المضاد للجرعة الأولى من اللقاح، وجدوا أن الجهاز المناعي يستغرق ما لا يقل عن عشرة أيام ليبدأ بإنتاج الأجسام المضادة التي يمكنها التعرف على بروتين SARS-CoV-2، وهو بروتين على سطح الفيروس يستخدمه لدخول خلايا الجسم.
يستغرق الأمر أسبوعاً على الأقل لتبدأ الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء الأساسية لاستجابتنا المناعية، بالتفاعل مع اللقاح. وتصبح الاستجابة أقوى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
في المقابل، تنشّط الجرعة الثانية جهاز المناعة بسرعة أكبر. وخلال أسبوع واحد من الجرعة الثانية، تزداد مستويات الأجسام المضادة بأكثر من عشر مرات، مما يوفر لك حماية أقوى طويلة الأمد من فيروس كورونا.