قال نصرالله، "يجب أن تحذر الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الاسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".
وأضاف أن "إسرائيل تعرف أن ما ينتظرها أيضا في البحر الأبيض المتوسط كبير جدا". وتابع أنه عندما يفتح "العدو حربا مع لبنان فإنّ كل سواحله وكل شواطئه وكل موانئه وكل بواخره وكل سفنه ستكون مهدّدة، وهو يعرف أنه ليس قادراً أن يدافع عن كيانه أمام معركة بهذا الحجم".
ورد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على التهديدات في تصريحات قال فيها إن "جمهورية قبرص ليست متورطة بأي شكل من الأشكال في هذه الحرب".
وشدد خريستودوليدس على أن قبرص "جزء من الحل وليست المشكلة"، مؤكدا أن بلاده لعبت دورا "اعترف به العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره" في فتح ممر بحري يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة.
وجاءت مواقف نصرالله غداة اعلان الجيش الإسرائيلي "الموافقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة"، على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اكثر من ثمانية أشهر.
LISTEN TO

"أنا عراقي وسأبقى عراقيا إلى الممات": جراح جاء لاجئا وكرس حياته لخدمة اللاجئين في أستراليا
SBS Arabic
12:45
وكان حزب الله أعلن الأربعاء في بيان أنه قصف "بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية" ثكنة عسكرية في شمال اسرائيل رداً على ضربات اسرائيلية في جنوب لبنان، كما نعى أربعة من مقاتليه قضوا بنيران اسرائيلية عبر الحدود.
وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، "يعرف العدو جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (...) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا"، مضيفاً "عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً".
وأكد زعيم حزب الله جهوزية تنظيمه، لناحية العتيد والعتاد. وقال "على مستوى القدرة البشرية، لدى المقاومة ما يزيد عن حاجتها وتقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف المواجهة".
وأوضح "قبل اعوام تحدثنا عن مئة ألف مقاتل... اليوم تجاوزنا (العدد ) بكثير"، مضيفاً "هناك تحفز كبير على مستوى لبنان وقوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل".
وشدد نصرالله على أن حزبه قاتل "بجزء" من سلاحه حتى اللحظة، مؤكداً "حصلنا على أسلحة جديدة"، من دون أن يكشف نوعها.
وتابع "طورنا بعض أسلحتنا من خلال تجربة الميدان واستخدمنا أسلحة لم نستخدمها سابقاً، وبالتدريج، ومن الطبيعي أن نحتفظ بأسلحة أخرى للقادم من الأيام للدفاع عن بلدنا وشعبنا وسيادة لبنان".
LISTEN TO

"أدوية تكفي لأربعة أشهر": وزير الصحة اللبناني يتحدث عن جهوزية البلاد مع اقتراب شبح الحرب
SBS Arabic
11:07
من جهته، قال رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال زيارة لشمال إسرائيل إن الدولة العبرية لديها "قدرات أكبر بكثير" من قدرات حزب الله مضيفا "العدو لا يعرف إلا القليل عنها وسيواجهها في الوقت المناسب".
وجاءت مواقف نصرالله بعد زيارة أجراها المبعوث الأميركي آموس هوكستين الى بيروت الثلاثاء، سبقها وتلاها لقاءات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين، شدد خلالها على أنّ انهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر "ملح".
وقدّم الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي مقترحا لوقف لإطلاق النار في غزة، قال هوكستين الثلاثاء إن "من شأنه في نهاية المطاف إنهاء النزاع في غزة".
وتواصل القصف الأربعاء في قطاع غزة المحاصر والمدمر بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، ولا سيما في رفح جنوباً حيث يشنّ الجيش الاسرائيلي عملية برية منذ السابع من أيار/مايو.
وقُتل خلال الليل سبعة أشخاص، في غارات نفذتها مسيرات على خيام في منطقة المواصي التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين هربًا من القتال في رفح، وفق الدفاع المدني.
وأفاد أطباء بمقتل 10 أشخاص بضربة إسرائيلية على مجموعة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات قرب رفح.
وقالت الأمم المتحدة إن الهدنة اليومية التي أعلنتها إسرائيل لم تسمح بعد بزيادة المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
ودارت معارك بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين في الحي السعودي، في غرب رفح، وسط الغارات ونيران المدفعية، بحسب الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال شهود إن عدة مركبات عسكرية اقتحمت الحي السعودي، مدعومة بنيران المسيَّرات والدبابات.
وفي الشمال، أفاد شهود عيان عن استهداف حي الزيتون بمدينة غزة بقصف مدفعي، فيما أدى القصف بالقرب من مخيم النصيرات وسط القطاع إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وأسفر هجوم حماس الذي كان وراء اندلاع الحرب عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخُطف في الهجوم 251 شخصًا ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 41 منهم لقوا حتفهم.
ردا على الهجوم شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف وغارات مدمرة وهجمات برية خلفت حتى الآن 37396 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة حماس. يُضاف إلى ذلك أكثر من 85 ألف جريح أصيبوا منذ بداية الحرب.
تسببت الحرب بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر والمدمر الذي تتحكم إسرائيل بدخول المساعدات الدولية إليه والتي لا تصل الى سكانه المتضورين جوعا سوى بكميات شحيحة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن عدد الشاحنات التي عبرت من كرم أبو سالم كان محدودًا الثلاثاء "جراء القتال خصوصا"، في حين ما زال معبر رفح مغلقاً منذ سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في أوائل أيار/مايو.
بعد أكثر من ثمانية أشهر على بداية الحرب، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتقادات متزايدة. ومثل كل يوم تقريبًا، تظاهر مساء الثلاثاء عدة آلاف في القدس للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح الرهائن.
لكن نتانياهو مصمم على مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة حماس التي تولت السلطة في غزة في عام 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية.
وتطالب الحركة الإسلامية من جانبها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كل القوات الإسرائيلية من غزة.