هل مررت بمصائب كبيرة في حياتك؟ اليك خبرة اشخاص مروا بتجارب مماثلة وكيف تعايشوا معها

لايمكن ان يمحى الحزن العميق بسهولة لكن بعض الاشخاص وجدوا في الرياضة وسيلة تساعدهم في التعايش مع الحزن والسير الى الامام في حياتهم.

Running towards hope

Source: Pixabay

السيدة سارة، مهاجرة حديثا الى استراليا (تم تغيير الاسم لعدم رغبتها الكشف عن اسمها) فقدت ابنها الاكبر قبل 12 عاما في العراق بعد ان تم قتله من قبل مجموعة استهدفته بسبب عمله كمترجم مع القوات الامريكية المتواجدة في العراق، حيث كان هذا العمل يعتبر خيانة للبلد بحسب فكر هذه الجماعات المسلحة.

تقول سارة  "بالرغم من مرور كل هذه الاعوام من الحادثة ولكن الحزن لايزال في داخلي واحس دائما ان ماجرى وكأنه البارحة. لم اقدر ان انساه ابدا وصورته دائما في مخيلتي، ووصولي مع عائلتي الى بر الامان في استراليا لم يقدر ان يمحو حزني او حتى تخفيفه"

واضافت سارة "احد الاشياء المهمة التي ساعدتني على التعايش مع حالة الحزن العميق الذي لايحسه احد الا الذي مر بتلك التجربة المريرة، هو الرياضة واقصد بها الرياضة كل يوم. تحولتٌ إلى ممارسة الرياضة كمنفذ لحزني وتمكيني من تحويل التركيز على شيء آخر بدل حزني. كل يوم امارس رياضة المشي والركض في المتنزه الكبير في منطقتنا، حتى لو كان الجو ممطرا او كانت هناك رياح قوية فلا بد ان اذهب ولو لساعة واحدة"

السيدة ستينك-بومغارد مؤلفة كتاب     

Healthy Healing: A Guide to working Out Grief Using the Power of Exercise and Endorphins

تحولت إلى ممارسة الرياضة كمنفذ لحزنها بعد فقدانها لزوجها في حادث طائرة صغيرة عندما كانت في السادسة والثلاثين من العمر، وفي كتابها الجديد تعطي تفاصيل رحلتها مع اللياقة البدنية والنفسية. تقول ستينك "أنا هنا لاقول لكم، بدلا من الحزن يجب عليكم ان تسيروا قدما، وأفضل طريقة للسير قدما هي من خلال السير قدما حرفيا، اي ان تمشي فعليا"

"اللياقة البدنية حل مثالي للحزن، فعندما تسير تلك الخطوات حتى عندما تكون متعبا ومكسور الخاطر، فأنك في الحقيقة تأخذ الحزن في رحلة معك. وأنت تأخذ هذه الخطوات اليومية إلى الأمام، حتى الصغيرة منها، سوف تجد نفسك شيئا فشيئا قويا من الداخل وتتجه بخطوات حثيثة نحو الأمل"

وتضيف ستينك أن الرياضة لم تزل حزنها نهائيا، إلا أنها سمحت لها بالتفكير والتنفس والقدرة على التعامل مع خسارتها، واعطتها القدرة على ترك كل التفكير السلبي والاجهاد النفسي وراءها والمشي قدما الى الامام.

اما كابتن المنتخب الانكليزي لكرة القدم السابق، ريو فرديناند، فذكر انه كان يتجه الى الملاكمة مؤخرا كوسيلة للتعامل مع حزنه بعد وفاة زوجته في مايو من عام 2015 ووالدته في يوليو من هذا العام. يقول ريو "كنت بحاجة الى اعادة تركيزي بعد ان فقدته بسبب الصدمتين السابقتين، وكان تركيزي الاول ان التصق بالعمل بشكل مستمر، والان رياضة الملاكمة هي تكملة لذلك"

يقول الخبير النفسي في منظمة STARTTS  لمعالجة اللاجئين من الصدمات والمصائب السابقة، السيد اسبر ملحم،  ل اس بي اس عربي ، "ان المنظمة تستقبل الكثير من الاشخاص الذين مروا بمصائب مروّعة في حياتهم كقتل احد افراد عائلتهم او حوادث خطف او تعذيب ومنظمتنا تقوم بعدة انواع من العلاج سواء نفسيا او بدنيا".

على الصعيد النفسي تقوم المنظمة بالعلاجات التالية:

Mindfulness Therapy والغرض منه ان يكون المريض قادرا ان يميز المه ومشاكله وهذه خطوة مهمة للتخلص من هذه الالام. وهذا العلاج مستوحى من الفلسفة البوذية في الاسترخاء البدني والنفسي.

اليوغا : حيث يعيش المريض في حالة سلام لبعض الوقت بعيدا عن آلام الماضي.

الاسترخاء : وهو على نوعين، بدني ونفسي، الاسترخاء النفسي هو استرخاء العضلات وتركيز المريض على جزء معين من الجسد مثل اليد وارخائُها. والنفسي يكمن في جعل المريض يتخيل مكانا هادئا، كحديقة مثلا، بتفكير صافٍ ومريح.

وبالنسبة للجانب البدني، تقدم المنظمة برامج خاصة كالمشي مثلا، مع ملاحظة التنفس اثناء المشي والتركيز على مقدار الزيادة في مسافة المشي كل مرة. ويقول الخبير اسبر "الرياضة وحدها لاتكفي للمريض النفسي، يجب ان تكون مصحوبة باستشارة نفسية Counselling اي بصحبة مختص نفسي الذي سوف يساعد المريض على التمرين بشكل صحيح على الصعيدين البدني والنفسي، عندها تكون النتيجة افضل"

 في حين أظهرت العديد من الدراسات فوائد ممارسة التمارين الرياضية على كل من الصحة البدنية والعقلية، الا ان هناك أبحاث محدودة حاليا حول كونها تساعد في التغلب على الحزن، لكن القيام بها بالتأكيد شي ايجابي لان الرياضة تساعد الجسد والجسد مرتبط بالنفس، فالحزن يؤثر سلبيا على كلاهما والرياضة ايجابيا على كلاهما"

 

استمعوا الى البث المباشر لاذاعتنا و لاذاعة BBC أيضا

حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.

مستخدمو الآي فون: 

مستخدمو الأندرويد: 

 


شارك
نشر في: 7/12/2017 4:30pm
آخر تحديث: 11/12/2017 11:21am
By Frand Jajo