أشار باحثون إلى أن وصول الأطفال للمواد الإباحية في سن مبكرة قد يؤدي لزيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الجنسية المحفوفة بالمخاطر، وأنه ينبغي التعامل مع هذه القضية من منظور الصحة العامة.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، تظهر مجموعة من الأدلة أن المواد الإباحية تؤثر في تشكيل فهم وتوقعات وتجارب الشباب الجنسية.
بينما أظهرت بعض الأبحاث السابقة أن التعرض للمواد الإباحية قد يكون له آثار إيجابية على تجارب الشباب الجنسية، تشير الدراسة الجديدة لوجود بيانات أخرى توضح أن هذا الرأي غير دقيق للغاية ولا يأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية للمواد الإباحية، خاصة فيما يتعلق بعدم المساواة بين الجنسين والعنف.
تشير الدراسات السابقة أيضًا إلى أن استهلاك المواد الإباحية يرتبط بالسلوكيات والمواقف الضارة مثل الإكراه الجنسي والسلوك العدواني، وقبول جريمة الاغتصاب، والممارسات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.
كما يمكن أن يزيد تعرض الأفراد للمواد الإباحية من احتمالية التقليل من شأن الآخرين أثناء العلاقة الجنسية، وتشكيل آراء نمطية عن المرأة، والانخراط في العنف الجنسي.
المواد الإباحية في أستراليا: بالأرقام!
قدمت دراسة جديدة جرت في جامعة كوينزلاند ونُشرت في مجلة أستراليا ونيوزيلندا للصحة العامة، أول تحليل وطني حول تعرض الشباب الأسترالي للمواد الإباحية.
شمل الاستطلاع 1,985 شابًا تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً، من مختلف الخلفيات الاجتماعية والجغرافية والثقافية.
وأوضح مايكل فلود، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كوينزلاند وكاتب التقرير أن هذا البحث الجديد قدم "نظرة جيدة جداً" لمدى انتشار وطبيعة التعرض للمواد الإباحية بين الشباب الأسترالي.
وأضاف أن "التعرض للمواد الإباحية شائع جدًا، خاصة بين الأولاد والشباب، ويمكن أن يكون له آثار ضارة تستدعي اتخاذ إجراءات فورية".
فقد كشفت الدراسة أن غالبية الشباب الذين شملهم الاستطلاع تعرضوا لمواد إباحية، سواء عن قصد أو عن غير قصد.

Source: SBS
ووجد البحث أن الذكور أكثر عرضة للبحث عن المواد الإباحية ومشاهدتها بمفردهم، بينما كانت الإناث أقل عرضة لذلك.
وفيما يتعلق بالعمر الذي يبدأ فيه الأشخاص بتصفح المواد الإباحية لأول مرة، كان متوسط العمر 13.2 عامًا للذكور و14.1 عامًا لدى الإناث، مما يعني أن الشباب يتعرضون لهذه المحتويات قبل بدء تجاربهم الجنسية الأولى بعدة سنوات.

Source: SBS
وختم فلود تقديمه للنتائج بالتأكيد على أن "الوصول إلى المواد الإباحية سهل للغاية بفضل التكنولوجيا الحديثة، مما يدعو للقلق بشأن التأثير المحتمل على الشباب والشابات".
ماذا تعني هذه النتائج؟
أظهر الباحثون أن الدراسة تشير إلى أن المواد الإباحية قد يكون لها "تأثير كبير" على السلوكيات الجنسية لدى الشباب في أستراليا، خاصة الأولاد والشباب.
وأشاروا الى أن هذه النتائج "تدعم الحاجة إلى استراتيجيات لمعالجة الأضرار المحتملة المرتبطة باستخدام المواد الإباحية".
وحدد الباحثون أربع استراتيجيات:
- ينبغي للتربية الجنسية في أستراليا أن تغطي المواد الإباحية بشكل أكثر شمولًا، وأن تدعو الشباب إلى التفكير بشكل ناضج.
- يجب على الآباء أن يكونوا مجهزين بشكل أفضل لإجراء محادثات مثمرة حول الوصول إلى المواد الإباحية مع أطفالهم.
- ينبغي أن تعمل حملات التوعية على زيادة فهم المجتمع للمحتوى الجنسي الضار في المواد الإباحية، وتعزيز الأعراف الاجتماعية التي تدعم المساواة بين الجنسين.
- يجب على الحكومة أن تلعب دوراً في دعم الاستراتيجيات القانونية والتنظيمية لتقليل تعرض القاصرين للمواد الإباحية.
في ختام الدراسة، أشار الباحثون إلى أن الحد من الأضرار المحتملة للمواد الإباحية يمكن أن يلعب دوراً هاماً في منع العنف الجنسي في المستقبل.
وأكد مايكل فلود، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كوينزلاند والمشارك في الدراسة، أن البحث تركز على تحليل مدى وطبيعة تعرض الشباب للمواد الإباحية، مشيراً إلى أن الأدلة الموثقة تشير بشكل واضح إلى أن استخدام المواد الإباحية يُعتبر أحد العوامل التي تعزز مخاطر العنف الجنسي، على الرغم من أنه ليس العامل الوحيد.
أضاف: "هناك بالتأكيد مجموعة قوية من الأدلة تشير إلى أن استخدام المواد الإباحية يمثل عامل خطر واحداً لارتكاب العنف الجنسي، وهذا تبرز أهمية التدخل للحد من الأضرار وتعزيز الوعي بالمخاطر المحتملة المترتبة على هذه الظاهرة".
LISTEN TO

هل يمكن تغيير الشريك ام انها مهمة مستحيلة؟
SBS Arabic
16:21
وتوضح دراسات سابقة أن هناك ارتباطاً بين استخدام المواد الإباحية والمواقف العدوانية الجنسية المرتبطة بالعنف.
في دراسة أُجريت عام 2019، تم الكشف أن الأولاد الذين تعرضوا للمواد الإباحية العنيفة كانوا أكثر عرضة بنسبة تتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات للإبلاغ عن ارتكاب العنف الجنسي والإيذاء في سن المراهقة مقارنة بأقرانهم غير المعرضين لهذه المواد.
كما أظهرت الدراسة أن الفتيات اللواتي تعرضن للمواد الإباحية العنيفة كن أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة لارتكاب أعمال عنف في العلاقات العاطفية بين المراهقين.
وفي دراسة أُجريت عام 2015، تبيّن أن استخدام المواد الإباحية يمكن أن يتنبأ بمواقف وسلوكيات عنيفة جنسيًا في المستقبل.
بحسب دراسة أخرى أُجريت من قبل منظمة التغيير الاجتماعي Jesuit Social Services، كلما زاد اتفاق الرجال مع الأفكار التقليدية حول الذكورة، زاد احتمال الإبلاغ عن استخدام العنف ضد شريك حميم سابق أو حالي.