الإنفاق العسكري العالمي بلغ أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة في 2019

"الصين أعلنت صراحة أنّها تريد بشكل أساسي التنافس مع الولايات المتحدة كقوة عسكرية عظمى".

Australia rules out US missiles in Darwin

Source: AAP

بلغ الإنفاق العسكري العالميّ عام 2019 أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب الباردة، واحتلّت الولايات المتحدة الصدارة من حيث حجم الإنفاق، طبقا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

على مدار العام ككلّ، ارتفع الإنفاق العسكري إلى 1.917 مليار دولار (1.782 مليار يورو) في العالم، أي بزيادةٍ سنويّة قدرها 3.6% هي الأكبر منذ 2010.

وقال نان تيان، الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إنّ "الإنفاق العسكري بلغ أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة" عام 1989.
Navy personal stand on the HMAS Waller third of the six Collins class submarines in Sydney
Navy personal stand on the HMAS Waller third of the six Collins class submarines in Sydney Source: AAP Image/Brendan Esposito
وتبقى الميزانيّة التي خصّصتها الولايات المتحدة، الأولى في هذا المجال، وقد زادت بنسبة 5,3% عام 2019 إلى 732 مليار دولار، أي ما نسبته 38% من الإنفاق العالمي. وبعد سبع سنوات من التراجع، عاود الإنفاق العسكري للبلاد الارتفاع عام 2018. 

تأتي الولايات المتحدة في المقدمة ثم الصين بميزانية قدرها 261 مليار دولار، بزيادة 5,1% على مدى عام واحد، والهند بميزانية قدرها 71,1 مليار دولار.

وجاءت أستراليا من الدول الـ 15 الأكثر إنفاقا في العام الماضي بزيادة بلغت 1.4% عن العام السابق.

وكان الإنفاق العسكريّ للصين خلال السنوات الـ25 الماضية قد جاء متوازيًا مع منحنى النموّ الاقتصادي للبلاد. وتعكس الاستثمارات رغبة الصين في "جيش من الطراز العالمي"، حسب ما قال نان تيان.
People's Liberation Army) soldiers march past the Tian'anmen Rostrum during the military parade to commemorate the 70th anniversary of the victory in the Chinese People's War of Resistance Against Japanese Aggression in Beijing
Chinese PLA (People's Liberation Army) soldiers march past the Tian'anmen Rostrum. Source: AAP
وأضاف "الصين أعلنت صراحة أنّها تريد بشكل أساسي التنافس مع الولايات المتحدة كقوة عسكرية عظمى".

وفي ما يتعلّق بالهند، قال سيمون وايزمان وهو باحث آخر في المعهد إنّ "التوتّرات وتنافس الهند مع باكستان والصين هما من بين عوامل زيادة الإنفاق العسكري" للبلاد. 

والدول الخمس الكبار من حيث الإنفاق - بينها روسيا والسعوديّة - أنفقت جميعها أكثر من 60 في المئة من حجم الإنفاق العسكري العالمي.

أمّا ألمانيا التي حلّت سابعة وراء فرنسا، فسجّلت من جهتها أقوى زيادة في لائحة الدول الـ15 الأكثر إنفاقا: فقد زاد إنفاقها بنسبة 10% عام 2019 إلى 49,3 مليار دولار، ويعود ذلك جزئيًا إلى المخاوف من تهديد روسي، حسب معدّي التقرير.
وفي حين أشار تيان إلى أن "نموّ الإنفاق العسكري تسارع في السنوات الأخيرة"، حذّر في الوقت نفسه من أنّ هذا الميل قد ينعكس بسبب فيروس كورونا المستجدّ الذي يهز الاقتصاد العالمي.

وبينما يتّجه العالم نحو حالة من الركود، اعتبر تيان أنّه سيتعيّن على الحكومات إعادة النظر في الإنفاق بالمجال العسكري وتوجيهه نحو قطاعات مثل الصحة والتعليم.

واضاف تيان ان ما يجري "يُرجَّح ان يكون له تأثير حقيقي على الإنفاق العسكري".

لكنّ الباحث اوضح أن الانخفاض في الإنفاق العسكري في سياق أزمة معيّنة لا يدوم طويلاً على الإطلاق. وتابع "يمكن أن نرى انخفاضًا في الإنفاق لمدة تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات، ثمّ زيادةً جديدة في السنوات المقبلة".


شارك
نشر في: 27/04/2020 2:22pm
آخر تحديث: 27/04/2020 2:26pm
By Ali Bahnasawy