علق الباحث في شؤون حرائق الغابات جرانت ويليامسون من مركز أبحاث إدارة مخاطر حرائق الغابات في نيو ساوث ويلز، على الصور التي توثق الدمار التي تسببت به الحرائق الحالية.
ويدرس ويليامسون حركة وأنماط الحرائق في البلاد لأكثر من عقد من الزمن الآن. واستخدم بيانات الأقمار الصناعية لمحاولة فهم الأنماط العالمية والإقليمية التي تتبعها الحرائق. ويبحث ويليامسون أيضا في العوامل التي تتحكم بأنماط احتراقها وكيف ستتغير هذه الأنماط في المستقبل، مع تغير المناخ والطريقة التي نستخدم بها الأراضي التي نعيش عليها.
ويقول ويليامسون: "من خلال الاطلاع على الصور، أعتقد أننا كنا نتوقع حصول هذه الأزمة للسنوات القادمة. وهي أزمة كنت أراقب تطورها عن كثب."
ويضيف: "انظروا إلى حجم الحرائق الهائل. لم أرى من قبل كهذا مشهدا طبيعيا واسعا يحتوي على هذا القدر من النيران وكمية وتركيز الدخان فيه. انه مشهد مذهل للغاية."
المقارنة بين الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2019 والثالث من يناير/كانون الثاني 2020
يمكننا أن نرى في صورة الجانب الأيمن مساحة شاسعة تحترق حاليًا أسفل الساحل الشرقي وتصحبها كمية هائلة من الدخان، وبدأت تتحرك باتجاه نيوزيلندا منذ أسابيع.
وتعتبر المساحة الشاسعة للحرائق الحالية حدثا غير عاديا. ففي عام نموذجي، قد نشاهد على سبيل المثال، حريقًا كبيرًا في جبال الألب بالقرب من جبل Kosciuszko أو في الجبال الزرقاء، لكنها تكون عادة حرائق معزولة وغير ممتدة.
ويقول ويليامسون ان المثير للاهتمام هنا، هو أن هناك الكثير يحدث في وقت واحد. وانه لم يرى حرائق كهذه من قبل.
مقارنة دخان حرائق السبت الأسود 8 فبراير/شباط 2009 ودخان حرائق 2019-2020، 3 يناير/كانون الثاني 2020
نقارن في هاتين الصورتين بين دخان حرائق السبت الأسود ودخان الحرائق الحالية. في الحادثين، نتجت كميات هائلة من الدخان. وفي الحادثين أيضا، احترقت الغابات الكثيفة مثل غابات أشجار الأوكالبت الرطبة، التي تحتوي بطبيعة الحال على الكثير من المواد القابلة للاشتعال، والتي تنتج حجم هذا الدخان. وبحسب ويليامسون، يحترق هذا النوع من الغابات فقط خلال الظروف الجوية القاسية.
ويضيف ويليامسون أن الحرائق التي تشهدها البلاد هي أسوأ من تلك التي سميت بحرائق السبت الأسود، بسبب حجمها وكمية الدخان وطول فترة احتراقها.
المقارنة بين شرق أستراليا قبل عشر سنوات والآن
في هذه الصورة، يمكننا أن نرى تأثير الجفاف على المنطقة. منذ عقد من الزمن، على الجانب الأيسر، كانت المساحات الخضراء أكثر وضوحا على طول شرق أستراليا. وكان اللون الأخضر يظهر كدليل على كثافة النباتات التي تنمو هناك مثل المحاصيل الزراعية والمراعي العشبية والبيئة الرطبة للغاية.
وإذا قارنا هذه الصورة مع الصورة التي توثق الوضع الحالي، يمكننا أن نرى كيف تحول اللون الأخضر للمناطق الطبيعية الى أرض بنية جافة للغاية. وأنه لم يعد متبقي الكثير من الغطاء النباتي. وهذا بحسب ويليامسون نتيجة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
جزيرة كنجارو: منذ شهرين واليوم
في هذه الصورة، يمكننا رؤية جزيرة كنجرو منذ شهرين على الجانب الأيسر، وماهي عليه اليوم.
الأمر الرئيسي الذي أشار اليه ويليامسون هنا هو الجفاف. صورة "قبل شهرين" أكثر خضرة من صورة "الآن".
وتعليقا على هذا يقول ويليامسون ان هناك نقص حقيقي في هطول الأمطار على الجزيرة، مما يؤدي إلى شدة الحرائق فيها. ويمكن أن نرى الحال الذي آلت عليه الجزيرة بسبب الجفاف في الصورة التي التقطت أخيرا.
جرانت ويليامسون هو باحث مقيم في تسمانيا ويعمل في .