بعد ليونيل ميسي جاء دور كريستيانو رونالدو: ما سر العلاقة الحميمة التي تجمع عملاقي كرة القدم بالسعودية؟

أثارت علاقة كريستيانو رونالدو الجديدة بالسعودية الكثير من الجدل في عالم كرة القدم. لكن ليونيل ميسي أيضاً تجمعه علاقات غريبة مع المملكة التي طالتها اتهامات باستغلال كرة القدم لتعزيز نفوذها.

A graphic of Ronaldo, Messi and Mohammen Bin Salman on a football pitch.

Cristiano Ronaldo and Lionel Messi have both forged links with Saudi Arabia under lucrative sporting and tourism arrangements. Source: SBS

النقاط الرئيسية
  • انضم كريستيانو رونالدو إلى نجم كرة القدم ليونيل ميسي في بناء علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية
  • أدى ارتباط المملكة بالنجمين إلى تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان
  • هل تعتبر الخطوة السعودية نموذجاً لاستراتيجية سياسية معتمدة؟
لا شك أن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي هما أكبر نجمين في كرة قدم يشهدهما هذا الجيل.

ورغم اختلافهما في الشخصية وأسلوب اللعب، رسّخ كلاهما اسميهما على لائحة العظماء في اللعبة الأكثر شعبية في العالم.

لكن يجمعهما عامل مشترك مثير للفضول - علاقتها الوثيقة بالمملكة العربية السعودية.
في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، ترك النجم البرتغالي رونالدو نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لينضم إلى نادي النصر السعودي في صفقة غي مسبوقة بلغت قيمتها 315 مليون دولار أسترالي سنوياً حتى نهاية عام 2025، مما يجعله اللاعب الأعلى ربحية في التاريخ.

أثار توقيعه مع النادي المدعوم مالياً من الحكومة السعودية غضب النشطاء الذين اتهموه بالتواطؤ في ما يسمى "الغسيل الرياضي".

من جهته كانت لقائد منتخب الأرجنتين ميسي علاقاته المربحة هو الآخر مع الرياض. في أيار/مايو الماضي، تم تعيينه سفيراً للسياحة للمملكة حيث قام بنشر سلسلة من الزيارات الترويجية إلى الرياض وجدة عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يتم الإعلان عن القيمة النقدية لصفقته ولكن تشير التقديرات إلى أنها تبلغ حوالي 40 مليون دولار.
هذه الصفقات سلّطت الضوء مجدداً على أسئلة تتعلق بمدى تحمل رياضيين مثل رونالدو وميسي مسؤولية انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان - وما إذا كانت خطوات المملكة العربية السعودية في عالم الرياضة فريدة من نوعها.

الرياضة أو "القوة الناعمة"

عززت المملكة العربية السعودية بشكل كبير من مساعيها لربط اسمها بأكبر رياضة في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، بفضل أموالها الطائلة في صندوق الثروة السيادي.

فقد استضافت المملكة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 للمرة الأولى، وقامت بشراء نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم في إنجلترا من خلال صندوق الاستثمارات العامة الذي قام أيضاً بتمويل دوري الغولف المثير للجدل الذي يترأسه غريغ نورمان والذي بات يضم أشهر لاعبي الجولف في العالم.
كل هذه التحركات عززت الاتهامات بـ "الغسيل الرياضي".

يشيرهذا المصطلح (بالإنجليزية Sportswashing) إلى استخدام دولة للرياضة بهدف صرف الانتباه عن مزاعم بانتهاكات لحقوق الإنسان موجهة ضدها. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يشمل ذلك ادعاءات قامت بها مجموعات حقوقية زعمت فيها بعدم وجود مساواة في حقوق المرأة ومجتمع المثليين.

وكان الانتقاد الأشد الذي تعرضت له المملكة حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا عام 2018. وكان خاشقجي من المناهضين لسياسة الحكومة. وقد نفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسؤوليته عن الحادث.
Ronaldo smiles in a yellow and blue jersey in front of fireworks.
Cristiano Ronaldo was unveiled as an Al-Nassr player in Riyadh last week. Source: Getty / Khalid Alhaj
في بيان صدر يوم الخميس، قالت دانا أحمد، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، إن توقيع رونالدو يغذي "نمطاً أوسع" للغسيل الرياضي في المملكة العربية السعودية.

وقالت إنها تعتقد أن السلطات السعودية ستستغل وجود رونالدو على أرضها كوسيلة "لتشتيت الانتباه عن سجل البلاد المروع في مجال حقوق الإنسان".
أضافت أحمد: "بدلاً من تقديم الثناء غير النقدي للسعودية، يجب على رونالدو استخدام منصته العامة الكبيرة للفت الانتباه إلى قضايا حقوق الإنسان في البلاد".

السعودية تتسلق السلم الرياضي

إغراء المملكة العربية السعودية لرونالدو يعد جزءاً من حركة أكبر للارتقاء بمكانتها. ولا تعد تلك ظاهرة جديدة في المملكة التي قامت بخطوات سريعة في السنوات الأخيرة لتعزز مكانتها في مجالي السياحة والرياضة.

وتم وضع إطار لهذا التوجه ضمن ما يسمى رؤية 2030. ويصف موقع حكومي سعودي رؤية 2030 بأنها "مخطط إصلاح اقتصادي واجتماعي تحويلي فريد يفتح المملكة العربية السعودية على العالم". وهي مصممة جزئياً لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط.

وهناك بالفعل علامات على نجاح هذه الجهود، وأبرزها مدينة نيوم المقرر بناؤها في المملكة العربية السعودية، والتي ستستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029. ويعتبر مشروع نيوم الذي تبلغ تكلفته 770 مليار دولار، هو أحد المشاريع التي تعمل عليها وزارة السياحة السعودية لتعزيز مكانة البلاد.

خلال مونديال قطر 2022، قال وزير السياحة أحمد الخطيب في مقابلة مع صحيفة الرياض إن المملكة تدرس تقديم عرض مشترك لاستضافة مونديال 2030 مع مصر واليونان.

في هذه الحالة، قد يجد ميسي، سفير السياحة للمملكة، نفسه يروّج للسعودية قبيل تقديم العرض المتوقع، على الرغم من أن الأرجنتين تنافس لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب باراغواي وتشيلي وأوروغواي.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو


توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.



يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 



يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.

شارك
نشر في: 10/01/2023 1:10pm
By Rayane Tamer
المصدر: SBS