ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لعدد من المواطنين الإيرانيين يسجلون عدم خوفهم من الإصابة بفيروس كورونا حال زيارة العتبات المقدسة في قم. وللتدليل على رغبتهم في إبقاء العتبات مفتوحة للزيارة وعدم خوفهم من التقاط العدوى قام هؤلاء بلعق الأضرحة التي يتوافد عليها المئات ودعوا آخرين لاستمرار الزيارة لتلك الأضرحة.
المقاطع التي تم تصويرها في مدينة قم المقدسة إحدى بؤر انتشار الفيروس في إيران أظهرت استمرار توافد الزوار إلى العتبات رغم دعوات الإغلاق. وقررت طهران عدم إغلاق الأماكن المقدسة في قم ولكنها فرضت إجراءات مشددة إجمالا مثل فرض قيود على المسموح لهم بالدخول والخروج من المدينة.
ورغم أن الحكومة وجهت دعوى للإيرانيين بعد لمس أو تقبيل الأضرحة إلا أن الزائرين تجاهلوا تلك النصائح. وقال أحد الأشخاص في مقطع مصور "الناس تقول إن الأضرحة تنشر المرض، أنا هنا للعق الضريح وبالتالي أصاب أنا بالمرض. بهذه الطريقة قد أخذت أنا الفيروس ويمكنكم القدوم للزيارة."
وأظهر أحد المقاطع المصورة طفلا يلعق الضريح وفي الخلفية نسمع صوت رجل بالغ يحيه ويقول "برافو لهذا الولد الصغير لقيامه بلعق الأبواب. نحن من سنصاب بالفيروس وأطفالنا."
وقال رجل آخر في مقطع مصور "في مكان مقدس كهذا لا يوجد مجال للفيروسات والجراثيم والأمراض. هذا مكان من الجنة. هذا مكان للعلاج. لا توجد أمراض هنا."
ونشرت الصحفية الإيرانية والناس ماسية علي نجاد المقاطع المصورة و ارفقتها بانتقادات لاذعة للحكومة الإيرانية. وقالت الصحفية "الحكومة الإيرانية تعرض حياة الإيرانيين والعالم كله للخطر."
وقالت الحكومة الإيرانية إن 54 شخصا توفوا من أصل 987 إصابة في جميع أنحاء البلاد. إلا أن تلك الأرقام الرسمية يتم التشكيك فيها، حيث قالت بي بي سي فارسي إنها أحصت 210 حالة وفاة جراء الفيروس، بعد أن جمعت أعداد القتلى من بيانات المستشفيات.
لكن وزارة الصحة الإيرانية نفت هذا التقرير.
لكن من جهة أخرى، شككت جهات طبية في الأرقام الرسمية الإيرانية بسبب عدم تماشي نسبة المتوفين إلى الحالات المؤكدة مع النسب العالمية. واستخدم ستة علماء في الأوبئة من كندا نموذجا حسابيا لتقدير أعداد الحالات المصابة في إيران، وقالوا إن هناك نحو 18,000 حالة على الأقل في الجمهورية الإسلامية.

A pedestrian wearing a face mask crosses a street in northern Tehran. Source: AAP
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن الحكومة الإيرانية تعطل عمل الصحفيين الذين يحاولون الكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين والوفيات. ونقلت وكالة رويترز عن عاملين في مستشفيات في طهران وقم وراشت إن المؤسسات الطبية مكتظة بالمرضى.
وقال طبيب في طهران "المستشفيات مليئة بحالات العدوى، ونسمع عن مئات من حالات الوفاة." وقال الطبيب الذي رفض ذكر اسمه "نحتاج إلى المزيد من المستشفيات، وأعداد الوفيات ستزيد."