أُسيء استعمال بيانات الوفيات من كوفيد-19 في إنكلترا في ادّعاء كاذب حول فعالية اللقاح

تشير بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى بيانات كوفيد-19 من إنكلترا على أنها دليل على أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يتعرّضون لخطر أكبر من الموت بالفيروس ممّا يتعرّض له الذين لم يتلقوا اللقاح. AAP Factcheck قامت بمراجعة هذا الادعاء.

A patient with COVID-19 at Royal Papworth Hospital in Cambridge, England.

A patient with COVID-19 at Royal Papworth Hospital in Cambridge, England. Source: AAP

ماذا زُعم

تشير بيانات كوفيد-19 من إنكلترا إلى أنّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يتعرّضون لخطر أكبر من الموت بالفيروس ممّا يتعرّض له الذين لم يتلقوا اللقاح.

حكم AAP Factcheck

خطأ. إنّ التحليل المنصف للبيانات يظهر أن الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح هم أكثر بكثير عرضة للموت بكوفيد-19 في جميع الفئات العمرية.

__________________________________________________________________________________________________________

تشير بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى بيانات كوفيد-19 من إنكلترا على أنها دليل على أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يتعرّضون لخطر أكبر من الموت بالفيروس ممّا يتعرّض له الذين لم يتلقوا اللقاح. تعليق من أحد مستخدمي الفيسبوك في نيوزيلندا يقول إن البيانات تظهر أن اللقاح "يزيد نسبة الوفيات من الفيروس، لا يخفضها".

غير أنّ الادّعاء يستند إلى تفسير مضلّل للأرقام الرسمية للكوفيد-19 في البلاد. في حين أن أغلبية الأشخاص الذين يموتون من الكوفيد-19 في إنكلترا قد تلقوا اللقاح، إلاّ أن ذلك قد يُعزى إلى نسب تطعيم عالية – خاصة بين شرائح المجتمع الأشد عرضة للخطر.

عندما تُقاس الأرقام حول أعداد الأشخاص في المجموعات التي تلقّت اللقاح أو التي لم تتلقَ اللقاح، تُظهر البيانات أن غير المُطعمين هم أكثر بكثير عرضة للوفاة بعدأن تأتي نتيجة فحصهم لفيروس كورونا إيجابية.

قال بروفسور الاحصائيات في جامعة كامبريدج  و  سفير Royal  StatisticalSociety - اللذان تشاركا في تأليف كتاب اسمه  - قالا كتابة في The Guardian في 27 حزيران/يونيو، إن كون معظم الأشخاص الذين توفوا من الفيروس في إنكلترا كانوا تلقوا اللقاح هذا" ما كنّا نتوقّعه من لقاح فعّال، ولكن ناقص، بيانات المخاطر تختلف اختلافا كبيراً حسب العمر والطريقة التي تمّ بها طرح اللقاحات."

في رسالة الكترونية إلى AAP Factcheck، قال البروفسور Spiegelhalter إن الغالبية العظمى من المسنين، والأشخاص الأكثر عرضة تلقوا اللقاح في المملكة المتحدة، غير أنّ التطعيم لم" يكن مثالياً" وهذا يعني أنه سيكون هناك حتماً "‘طفرة‘ وفيات".          

وأضاف “هذه تفوق عدد الوفيات في الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، ولكن هذا لا يعني أنّ اللقاحات غير فعّالة. مع ذلك، فلو تلقى الجميع اللقاح، لكانت كل وفاة من كوفيد هي لشخص كان قد تلقى اللقاح".

عند كتابة هذا التقرير، كان حوالي 79 بالمئة من الأشخاص في إنكلترا من سن 12 وما فوق مُطعمين بالكامل، بما في ذلك أكثر من 90 بالمئة من الأشخاص في سن 65 وما فوق.

استخدم البروفسور Spiegelhalter تشبيه أحزمة الأمان في السيارات ليشرح البيانات ويعطي إطاراً. قال في حين أن معظم ضحايا حوادث الطرقات كانوا يضعون أحزمة أمان،"هذا لا يعني أن أحزمة الأمان لا تساعد، هذا يعني فقط أن تقريباً الجميع يضعون حزام الأمان، وأنها ليست مثالية".

وأضاف " طريقة أخرى لتفسير ذلك هي كالتالي: حصة صغيرة من عدد كبير يمكن أن تكون أكبر من حصة كبيرة من عدد صغير".

وقال "علينا أن ننظر إلى نسب الوفيات لكل 100,000 شخص وعندها نجد أن اللقاحات تحدّ بشكل كبير المخاطر التي يتعرّض لها الأفراد".

تضيف UK Health Security Agency (UKHSA) في تقاريرها الأسبوعية المراقبة لكوفيد-19 إشعاراً تحذيرياً في بياناتها لتقول " هناك خطر كبير من سوء التفسير" إذا استُعملت الأرقام الأوّلية في التقرير لاستخلاص استنتاجات أوسع نطاقاً حول فعالية اللقاحات.

يقول الإشعار “في سياق التغطية العالية جداً باللقاحات لدى السكان، حتى مع وجود لقاح فعّال جداً، يُتوقّع أن نسبة كبيرة من الحالات، ودخول المستشفيات والوفيات قد تحدث بين الأفراد الذين تلقوا اللقاح، ببساطة لأنّ نسبة السكان الذين تلقوا اللقاح، أكبر من الذين لم يتلقوا اللقاح وأنه لا يوجد لقاح فعّال 100 بالمئة.

"هذا صحيح بوجه خاص لأن الأولوية أعطيت لتطعيم الأفراد الذين هم أكثر عرضة أو معرّضين أكثر لخطر الإصابة بمرض شديد".

للمساعدة على تفادي التفسير الخاطئ للأعداد، تتضمن التقارير أيضاً نسبة حالات كوفيد-19، دخول المستشفيات والوفيات لكل 100,000شخص، موزّعة حسب وضع اللقاح.

يُظهر تقرير مراقبة UKHSA بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر،2021 أنه عبر كل فئة عمرية، الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح هم أكثر احتمالاً للوفاة من كوفيد-19 من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح (انظر Tables 4aو4b).

مثالاً على ذلك، في فترة الأسابيع الأربع الماضية، كان هناك 117 حالة وفاة لكل 100,000 في سن 80 وما فوق لم يتلقوا اللقاح وذلك في غضون 28 يوماً من ظهور نتيجة فحص كوفيد-19 إيجابية.

مقارنة بذلك، كان هناك 45.7 وفاة لكل 100.000شخص ممن لم يتلقوا اللقاح من الفئة العمرية نفسها.

بالنسبة للأشخاص الذين هم في سن 70-79 كانت نسبة الوفاة 49.2 لكل 100,000 من الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، مقارنة ب15.8 لكل 100,000 من الأشخاص الذين تطعّموا بالكامل. في الفئات الأصغر سنّاً، كان الاختلاف في النتيجة أكثر وضوحاً: فعلى سبيل المثال، أولئك الذين هم في سن 50-59 كانوا عرضة للموت من كوفيد-19 ست مرات أكثر إذا كانوا لم يتلقوا اللقاح.

يوجز التقرير البيانات ملاحظاً " نسبة الوفاة...أكبر بكثير في الأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح مقارنة بالأفراد الذين تطعّموا بالكامل".

يلاحظ التقرير أيضاً أن البيانات قد تكون محرّفة لأنه أُعطيت الأولوية في اللقاحات للأشخاص الذين هم في الفئات الأكثر عرضة للخطر، والذين قد يكونون أكثر عرضة للموت لأسباب لا علاقة لها بكوفيد-19 على الرغم من إصابتهم بالفيروس.

لقد جرى دحض ادعاءات مماثلة تشوّه بيانات كوفيد-19 من إنكلترا من قِبل متقصّي الحقائق و.

الحكم

على عكس ما جاء في الادّعاء، تُظهر الإحصائيات الأخيرة من إنكلترا أن الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح يتعرّضون لخطر أكبر من الموت من كوفيد-19 ممّا يتعرّض له الذين تلقوا اللقاح عبر كل الفئات العمرية عندما يتمّ قياس الأعداد في كل مجموعة من المجموعات. إن مقارنة الأرقام الأوّلية حول الوفيات تفتقر إلى احتساب نسب التطعيم، خصوصاً بين أولئك الذين هم عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.

خطأ – الادّعاء غير دقيق

إنّAAP Factcheckعضو معتمد فيInternational Fact-checking Network. لمواكبة أحدث تقصي الحقائق لدينا، تابعونا على فيسبوك، تويتر وانستغرام.


شارك
نشر في: 8/02/2022 1:28pm
By AAP FactCheck
المصدر: AAP