وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أنه "ذو وجهين" بعد أن تم التقاط تفاصيل محادثاته الخاصة مع عدد من القادة الأوروبيين في قصر باكنغهام، حيث كان يحضر قادة حلف الناتو حفل استقبال.
وظهر ترودو في آخر أيام قمة الناتو يتحدث برفقة رئيس وزراء هولندا مارك روتي ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبدأ ترودو في الشكوى من أن مؤتمر ترامب الصحفي استمر لمدة أربعين دقيقة بشكل تهكمي.
ولاحقا انضمت للقادة الأوروبيين الأميرة آن الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث، واستمر ترودو في الحديث حيث قال ضاحكا "لقد رأيت أعضاء فريقه و"فكهم ملقى على الأرض" من الذهول."
وعندما سُئل ترامب بعدها عن كلام ترودو رد قائلا "إنه ذو وجهين". وألمح ترامب أن ترودو كان غاضبا بسبب أن ترامب وبخه لعدم وصول كندا إلى نسبة الغنفاق الدفاعي المتفق عليها في حلف الناتو وهي 2%.
ويبدو أن ترامب حاول تخفيف حدة انتقاده لترودو لاحقا خلال محادثة ودية مع قادة الحلف حيث قال "كان الأمر مضحكا عندما قلت أنه بوجهين، أليس كذلك؟"

US President Donald Trump (L) and Canada's Prime Minister Justin Trudeau (R) during the NATO Summit in London. Source: EPA
من جانبه حاول ترودو أيضا تخفيف حدة المماحكة بينه وبين ترامب، حيث قال إنه عقد اجتماعا ممتازا مع ترامب وأن تعليقاته الساخرة كانت بسبب المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب لإعلان مكان قمة الدول السبعة الكبرى المقبلة في منتجع كامب ديفيد الأميركي.
وقال ترودو "الليلة الماضية، أشرت إلى مؤتمر صحفي لم يكن على جدول الأعمال قبل اجتماعي مع الرئيس ترامب، كنت سعيدا بالمشاركة في المؤتمر الصحفي ولكني لاحظت الأمر بالطبع."
واضاف "استغربنا جميعا وأعتقد أننا سررنا أيضا عندما أعلن عن عقد قمة الدول السبعة في كامب ديفيد، كان هذا إعلانا غير متوقع وأعتقد أن كل قائد يصيب فريقه بالذهول من وقت لآخر بسبب هذه التصريحات غير المتفق عليها، مثل ما حدث مع في الفيديو الذي تم نشره."
وألغى ترامب مؤتمره الصحفي الأخير في قمة الناتو التي استمرت ليومين بعد أن قال أنه تحدث إلى الصحفيين بما فيه الكفاية قبل أن يرحل مبكرا عن القمة التي عُقدت في بريطانيا.

British Prime Minister Boris Johnson, NATO Secretary General Jens Stoltenberg, US President Donald Trump and Turkey's President Recep Tayyip Erdogan. Source: Reuters
وعلى الرغم من غضبه، إلا أن ترامب بدا راضيا عن نتيجة القمة، حيث تفاخر بإقناع حلفائه الأوروبيين بزيادة الإنفاق الدفاعي وإقناع تركيا بالتخلي عن اعتراضاتها على اعتماد خطة دفاع محدثة لدول البلطيق وبولندا.
ورغم الخلافات نجح القادة في الاتفاق على "إعلان لندن"، وسحبت تركيا اعتراضاتها بعد أن عقد ترامب اجتماعاً جانبياً غير مقرر مع أردوغان. وجاء بيان القمة ليكون الأول الذي يعترف في الحلف بالتحدي الاستراتيجي المتزايد الذي تمثله الصين. كما أكد على الحاجة إلى رد فعل منسق أقوى ضد الإرهاب.
وأبقى الحلف على احتمال اقامة "علاقة بناءة مع روسيا عندما تجعل صرفات روسيا ذلك ممكناً"، لكنه شدد على التهديد الذي يمثله نشر موسكو صواريخ نووية متوسطة المدى.