النقاط الرئيسية
- برنامج جديد لإعادة توطين اللاجئين في أستراليا
- عائلة سورية من بين أول المستفيدين من البرنامج الجديد وبدء الاستقرار بسيدني
- تأمل الحكومة في نجاح فكرة البرنامج وزيادة أعداد اللاجئين إلى 5 الالاف سنويا
ظلت عائلة (الداوود) السورية تبحث عن بلد يستقبلهم كلاجئين لمدة ست سنوات كاملة بدون أمل.
أجبر الصراع الدائر في سوريا الأسرة على الفرار إلى أربيل في شمال العراق، حيث توجد العديد من مخيمات اللاجئين.
وأخيرا تحقق حلم الأسرة بالاستقرار في أستراليا، عندما أصبحت العائلة السورية أول من يتم الترحيب به في البلاد بموجب برنامج تجريبي جديد يسمح لأفراد المجتمع برعاية اللاجئين.
قال الأب شادي الداوود لقناةSBS الاخبارية بعد وصوله إلى مطار سيدني "نأمل أن تكون هذه بداية رائعة".
وتابع قائلا "نحن سعداء للغاية، الوضع مختلف تمامًا هنا عن الشرق الأوسط."
استغرقت المرحلة الأخيرة من رحلة العائلة 20 يومًا وسط مصاعب لوجستية عديدة.
يقول شادي "كنا ننتظر اللحظة التي سنصل فيها إلى أستراليا ... والآن نحن هنا".
أما زوجته، رامية الرمحين فتروي أنها مشاعرها مختلطة بين البهجة والتوتر بشأن المستقبل وأنها وصلت إلى مكان لم تحلم به من قبل.
وقالت "أشعر بالتوتر والتساؤل والسعادة. إنه مزيج كامل من المشاعر".

Refugee families who will be resettled under the new pilot program and the Australian community members who will be helping and supporting them to feel at home. Source: SBS / Francesca De Nuccio
ما يقلقها بشكل خاص هو تأثير الحرب على طفليها - جورج البالغ من العمر 10 سنوات وإلينور البالغة من العمر 7 سنوات.
"لا أحب أن أتحدث كثيرًا عن ذلك أمام الأطفال، عن التفجيرات والحرب، لكن الوضع كان صعبًا حقًا".
ثمة واقعة لا تزال حاضرة في ذهن رامية وتوضح التأثير طويل المدى للنزاع على الأطفال.
توضح رامية "حتى بعد أن ذهبنا إلى العراق في العام الجديد وسمعنا ألعاب نارية. كان الأطفال خائفين حقًا - واعتقدوا أنها قنابل."

Elinor Al Daoud, whose family is among the first to be welcomed to Australia under a new community sponsorship program, receives a plush kangaroo by refugee supporters at Sydney airport on 26 August 2022. Source: SBS
وقالت ديفي لقناةSBS الاخبارية: "يمكننا مساعدتهم على البدء من جديد".
"هذه المبادرة تتيح لهم الشعور بالانتماء. نحن هنا لدعمهم".
ستساعد المجموعة المجتمعية عائلة الداوود على الاستقرار في الإقامة والحسابات المصرفية وتعلم اللغة الإنجليزية والعثور على عمل.
"سنوفر أشياء مثل الهاتف، سنساعد العائلة على فتح حسابات مصرفية مع البنك المحلي. سنساعد في تسجيلهم في فصول اللغة الإنجليزية في TAFE، وكذلك [لتسجيل] الأطفال في المدرسة المحلية".
تحكي ديفي إن مجتمع منطقة Gosford قد تكاتف سوية للترحيب بالعائلة.
"لدينا منزل مخصص لقضاء العطلات ومتاح لمدة ثلاثة أسابيع بدون إيجار لمساعدة العائلة".
وتواصل ديفي "لقد أجرينا بالفعل اتصالات مع الكثير من وكلاء العقارات المحليين للعثور على سكن طويل الأجل. ومن ثم [سنساعد في] توفير فرص عمل للأسرة."
أكثر من 10 أعوام على الحرب في سوريا
أسرة شادي هي من بين الملايين الذين أجبروا على الفرار بسبب الصراع في سوريا، والذي بدأ كاحتجاجات سلمية في الشوارع في عام 2011 على خلفية الربيع العربي وتطورت إلى حرب أهلية مستمرة خلفت الآن نصف مليون قتيل .
تم اجبار ما لا يقل عن 5.6 مليون سوري على الفرار إلى لبنان والأردن وتركيا، بينما لا يزال 6.9 مليون نازح داخل سوريا.
يستلهم نموذج برنامج رعاية المجتمع الجديد النظام المتبع في كندا والذي سمح لـ 325000 لاجئ بإعادة التوطين على مدى أربعة وبالمثل، فالنسخة الأسترالية التي تسمى النموذج التجريبي لإدماج اللاجئين في المجتمع والاستقرار (CRISP)، تُمكّن المجموعات الداعمة للمجتمع من مساعدة اللاجئين في الحصول على الإقامة والتوجيه المحلي والتعليم والخدمات الحكومية.
من الآن وحتى عام 2025، سيقبل البرنامج الأسترالي التجريبي 1500 لاجئ في هذه المرحلة. تريد الحكومة الفيدرالية أن تزيد هذا العدد بمرور الوقت ليصل إلى 5000 لاجئ سنويًا.
هذا وثد صرح وزير الهجرة أندرو جايلز إن اللاجئين المدعومين من البرنامج يتم احتسابهم حاليًا ضمن برنامج التأشيرات الإنسانية الحالي في أستراليا.
مجلس اللاجئين يتوقع نجاح المبادرة
من ناحيته، صرح مجلس اللاجئين الأسترالي بأنه ظل يدعو إلى هذا البرنامج التجريبي منذ أكثر من 12 عامًا.
كما أشار آشر هيرش كبير مسؤولي السياسات في المجلس بأنه يتوقع ردة فعل حماسية من مجموعات المجتمع الراغبة في المشاركة.
"إنه لأمر مثير للغاية أن نرى إنشاء هذا البرنامج ؛ ولا يمكن أن يأتي في وقت أفضل من هذا، حيث تزداد الحاجة إلى هذا النوع من المبادرات في جميع أنحاء العالم".
"نتوقع أن نرى مئات من مجموعات المجتمع المحلي تتقدم لدعم اللاجئين في جميع أنحاء البلاد."
كان اللاجئ الأفغاني خورسان يوسوفزاي جزءًا من برنامج إعادة توطين مختلف العام الماضي ساعده على متابعة شغفه وعشقه لكرة القدم.
يحكي يوسوفزاي أن دعم المجتمع كان ولايزال يعني الكثير بالنسبة له.
"لقد دعوني لتناول العشاء والغداء، وأتقابل معهم بشكل يومي، نتحدث سوية و يسألونني عن المشاكل والصعوبات التي أواجهها واذا كنت محتاجا للمساعدة بأي شيء".
"لا أشعر بالوحدة. أشعر أن لدي عائلة هنا. لذلك أنا سعيد للغاية للاجئين الذين يصلون إلى هذا البلد".
يقوم يوسوفزاي المدرب والمدير السابق لفريق Royal Kabul Ladies African Premier League الآن بتدريب فريق شباب تحت سن 15 عامًا في Jesmond FC Newcastle.
ويروي يوسوفزاي إنه يشعر بعلاقة ترابط قوية مع اللاجئين الوافدين حديثًا والذين يتم الترحيب بهم في المجتمعات الأسترالية.
"إنه شعور جميل للغاية، أشعر به لأنني كنت واحدًا منهم. لقد أتيت إلى هنا من الخطر إلى مكان آمن. أنا سعيد جدًا من أجلهم."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
. يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.