مضى أكثر من أسبوعين منذ أن شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في مختلف المدن الأسترالية. الاحتجاجات التي رفعت شعار الاحتجاج ضد وفيات السكان الأصليين في عهدة الشرطة، رافقها تحذيرات من ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بسبب التجمعات.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع الحالات الذي تشهده ولاية فيكتوريا حاليا لا يوجد رابط واضح بينه وبين التجمعات التي خرجت في المظاهرات
- لا يجب التراخي في تطبيق النصائح الطبية في جميع أنحاء البلاد لأي سبب كان
- غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وعدم مغادرة المنزل أو مقابلة الآخرين عن ظهور أي أعراض هي أهم سبل احتواء تفشي الوباء
ولكن حتى الآن لم يتم ربط إلا أربع حالات فقط بالمظاهرات في ملبورن. وقال الخبراء إن هؤلاء الأشخاص الأربعة لم ينقلوا العدوى إلى متظاهرين آخرين.
وقال البروفيسور بيتر كوليغنون الخبير في الأمراض المعدية بالجامعة الوطنية الأسترالية "لقد رأينا ارتفاعا في عدد الحالات، ولكن لا يبدو أن هذا الارتفاع مرتبط بالاحتجاجات."
هذه التصريحات أكدت عليها سلطات الولايات والسلطات الفيدرالية خلال تصريحات أمس. وقال كبير المسؤولين الصحيين في البلاد براندون ميرفي "نحن على الأرجح محظوظون لأننا لم نر أي انتقال كبير للعدوى في أي من تلك الأحداث."
من جانبه قال كبير المسؤولين الصحيين في ولاية فيكتوريا البروفيسور بريت ساتون إن المظاهرات لم تساهم في ارتفاع أعداد الحالات في مدينة ملبورن: "لا أعتقد أن احتجاجات Black Lives Matter ساهمت في الأمر. نحن لم نر أشخاص التقطوا العدوى بشكل واضح هناك."
وكانت تلك المظاهرات قد خرجت في السادس من يونيو حزيران الماضي، وطبقا لوزارة الصحة فإن فترة حضانة الفيروس يمكن أن تصل إلى 14 يوما.
وقبل المظاهرات أصدرت السلطات الصحية والسياسية في أستراليا تصريحات قوية تنصح الناس بعدم المشاركة بسبب المخاوف الصحية. وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون وقتها "رسالتنا واضحة للغاية، المخاطر الصحية الناجمة عن التجمع بأعداد كبيرة والاقتراب من بعضنا البعض حقيقية."

Protesters took a knee at Sydney's Belmore Park and held a minute silence for Indigenous Australians who have died in custody. Source: AAP
وقال وزير الصحة الفيدرالي وقتها أيضا "لو أن هناك شخص يحمل عدوى نشطة وسط جموع كتلك فسيكون لدينا تأثير كارثي."
لكن البروفيسور كولينغون والذي عمل مع منظمة الصحة العالمية قال إن هناك عدد من الأسباب أدت إلى عدم وقوع ارتفاع في عدد الحالات بسبب المظاهرات: "فرضيتي أن السبب وراء عدم رؤية هذا الارتفاع هو أن أستراليا بها معدلات عدوى مجتمعية منخفضة للغاية، وكانت تلك المظاهرات في الهواء الطلق."
وأضاف "ما تأكدنا منه من البيانات الأسترالية ومن الدول الأخرى إن الوجود في الأماكن المغلقة يحمل خطورة أعلى بكثير عن الوجود في الهواء الطلق."
لكن البروفيسور كولينغون أكد أن المسؤولين السياسيين وقادة الصحة في البلاد لم يبالغوا في ردة فعلهم قبل خروج المظاهرات: "لقد كنت واحد ممن يقولون إنها ليست فكرة جيدة، خروج حشد كبير كهذا."

南澳舉辦有史以來在大型但亦最有秩序的游行活動。 Source: AAP
وأكد على أن عدم وقوع تفشي كبير بسبب المظاهرات لا يعني أن أستراليا يمكن أن تتراخى في تطبيق القواعد: "الفيروس ما زال موجود في أستراليا، وليس من الصعب نشره والشتاء أخطر بكثير للغاية من الصيف."
وأكد على ضرورة غسل اليدين جيدا والحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر الإمكان: "أهم شيء هو أن أي شخص لديه أعراض تنفسية، أي كانت، سواء التهاب الحلق أو الحمى، فيجب ألا يغادر المنزل ولا يقابل الآخرين. ثمانون في المائة من حالات العدوى تحدث عن طريق أشخاص لديهم أعراض."

Protesters gathered in Sydney's CBD Source: Nick Baker/SBS News