يمكن أن تتغير الحملات الانتخابية في لحظة، كما ثبت بعد الأداء الكارثي لجو بايدن في المناظرة ضد دونالد ترامب، حيث ركز التحليل السياسي على ما إذا كان عمر بايدن البالغ من العمر 81 عاماً عقبة تمنعه من ممارسة مهام الرئيس بكفاءة.
لكن ما لم يتوقعه أحد هو محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مما غيّر مسار الحملة وأثار تساؤلات حول الانقسام الحاد في السياسة الأمريكية.
يتركز اهتمام المحللين حالياً على ما سيعنيه هذا الحدث التاريخي لترامب وبايدن عندما يدلي الناخبون بأصواتهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كيف ستؤثر محاولة الاغتيال على فرص ترامب؟
يظهر التاريخ أن محاولات الاغتيال يمكن أن تساعد أحياناً في تعزيز فرص المرشح السياسية، وفقاً لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة أستراليا الوطنية ويسلي ويدماير.
وقدم ويدماير مثالاً على ذلك في الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، الذي نجا من محاولة اغتيال عام 1981.
قال ويدماير إن ترامب كان “منضبطاً للغاية” في هذا المجال، مما قد يعني المزيد من التعاطف معه.
فقد رفع ترامب قبضته نحو مؤيديه بينما كان يدعمه عملاء الخدمة السرية، وهي إشارة قال ويدماير إنها قد تدل على أن ترامب سيحاول تصوير نفسه كبطل.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية “لا تزال بعيدة”
لكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي.
إذ يعتقد الكاتب السياسي جون هارت أن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة جداً.
وقال هارت لأس بي أس، "لا أعتقد أن إطلاق النار سيكون له تأثير كبير، ولا أعتقد حتى أنه سيكون له تأثير ملحوظ على المدى الطويل”.
“السياسة الأمريكية منقسمة وغير مستقرة جداً في الوقت الحالي بسبب ما يحدث على الجانب الآخر (مع الديمقراطيين) أيضاً.
“لا يزال هناك حوالي ثلاثة أشهر حتى موعد الانتخابات.”
هل سيحول الديمقراطيون دعمهم إلى ترامب؟
قال هارت إن مؤيدي بايدن في هذه المرحلة لن يغيروا خياراتهم الانتخابية ويتجهوا نحو ترامب، رغم أن التعاطف مع الرئيس السابق قد يؤثر قليلاً على الناخبين المترددين.
في عام 2020، اتُهم ترامب بدعم حركة تمرد اتسمت بالعنف حين اقتحم بعض مناصريه مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الأول.
وقال هارت وودماير إن من الممكن أن يشجع ترامب الفوضى بين أفراد المجتمع بعد تعرضه لإطلاق النار، لكن يمكنه أيضاً الاستفادة إذا قام بإدارة حملة “منضبطة”.
Donald Trump raises his fist in the air while held by secret service agents. Source: AAP
أضاف سميث: “سيكون من الصعب جداً على الديمقراطيين بناء حملة مضادة لترامب عندما يكون هناك حظر على انتقاد ترامب بشدة نظراً لما حدث له للتو.”
وأظهرت استطلاعات الرأي من رويترز التي أجريت قبل الهجوم أن أكثر من 20 في المائة من الناخبين يقولون إنهم غير متأكدين من الرئيس المفضل لديهم.
“الأمور ستزداد سوءاً”
ويعتبر سميث أن الحادث من المحتمل أن يرفع من حدة الانتخابات.
وقال لأس بي أس: “سيخلق هذا الحادث شعوراً بأن هذه الانتخابات هي فعلياً بيننا وبينهم وأن الجانب الآخر لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه معارضون أو منافسون، بل كتهديد لأمريكا”.
لم يستبعد سميث احتمال حدوث المزيد من العنف.
“لا يتطلب الأمر سوى عدد قليل من الأشخاص في مجتمع مسلح بكثافة لإلحاق هذا النوع من الفوضى بالنظام السياسي بأكمله.”
ماذا قال السياسيون الأمريكيون؟
أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم وقال إن ترامب يجب أن يكون قادراً على عقد التجمع بسلام.
وقال في مؤتمر صحفي: “لا يوجد مكان للعنف في هذا البلد.”.
“إنه أحد الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى توحيد هذا البلد. لا يمكننا السماح بحدوث هذا، لا يمكننا أن نكون هكذا، لا يمكننا أن نتغاضى عن هذا.”
بعض من أقرب حلفاء ترامب ومؤيديه يلقون بالفعل باللوم على بايدن في العنف الذي وقع، حيث اتهم أحد أعضاء الكونغرس الجمهوري الرئيس “بالتحريض على الاغتيال” في منشور على منصة إكس.
وقال السناتور جاي دي فانس، الذي يُعتقد أنه أحد المرشحين ليصبح نائباً لترامب، إن خطاب حملة بايدن أدى مباشرة إلى هذا الحادث.
وأدان الرؤساء السابقون باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر جميعهم العنف وقالوا إنهم كانوا مرتاحين لأن ترامب لم يُصب بأذى.
