قامت مجموعات منفصلة من أشخاص معتقلين في معتقلات تابعة لوزارة الهجرة في مدن أسترالية بتظاهرات ووقفات سلمية مطالبين بإخراجهم من مراكز الاحتجاز القسري خوفا من إصابتهم بعدوى فيروس كورونا.
ويتواجد أكثر من 1440 شخص في تلك المراكز، طبقا لإحصائية نشرها مجلس اللاجئين الأسترالي نهاية العام الماضي، في انتظار بت المحاكم الأسترالية بوضعهم فمنهم اللاجئون الذين أحضروا من جزيرتي مانوس وناورو إلى أستراليا لتلقي العلاج بموجب قانون "مديفاك"، ومنهم المعتقلون إلى أجل غير محدد بسبب إلغاء تأشيراتهم أو انتهائها، وغير ذلك من الأسباب.
وشهد فندق مانترا في مدينة ملبورن الذي يضم في أحد طوابقه حوالي 66 من اللاجئين الذين أُحضروا من مانوس وناورو لتلقي العلاج، تجمعا لهؤلاء اللاجئين في ممر الطابق الذي خصص لهم، حاملين يافطات تقول: "لا نريد أن نصاب بفيروس COVID-19" وكُتب على يافطة أخرى:"نحن في خطر" فيما كتب على أخرى:"ما هي جريمتنا" (الصورة أعلى الخبر).

Asylum seekers in line to get food in Villawood detention center in Sydney. Source: Supplied
كما شهد مركز الاعتقال في ضاحية فيلاوود في سيدني اعتصامات وتحركات تطالب الحكومة بالتأكد من وضع إجراءات للحفاظ على سلامتهم وصحتهم في مواجهة خطر الإصابة بفيروس كورونا.
ويقول عيسى اندراوس، وهو رجل في الأربعينات من عمره، من أصل أردني، مقيم في أستراليا منذ أكثر من عشرين عاما، لكنه خسر إقامته الدائمة بسبب مخالفة ارتكبها منذ أربع سنوات، ووضع في هذا المركز، يقول إنه والمعتقلين الآخرين طلبوا ضمانات من مسؤولي وزارة الداخلية في المركز تضمن لهم سلامتهم، فلم يحصلوا على إجابة واضحة بهذا الشأن.

Asylum seekers room in Villawood detention center in Sydney. Source: Supplied
ويطالب المعتقلون بإطلاق سراحهم من أماكن الاحتجاز الذين يقولون أنها متكدسة وغير مناسبة لتعليمات الحكومة الأخيرة المتعلقة بكبح جماح انتشار فيروس كورونا.
وقد تقدم المعتقلون في مركز فيلاوود برسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، وقعها أكثر من 500 معتقل عبروا فيها عن خوفهم من أن يصبحوا فريسة سهلة لفيروس كورونا، شارحين فيها وضعهم الانساني والنفسي ومتخوفين من تدهور الحالة النفسية. وقالوا إن جميع المسؤولين الصحيين في أستراليا والعالم يشددون على أهمية ترك مسافة بين شخص وآخر كوسيلة لتجنب الإصابة بينما تكتظ غرف المعتقل بالأشخاص في كل الأوقات. وطلب المعتقلون من رئيس الحكومة بالقيام بعمل عاجل لإنقاذهم من براثن الفيروس.
يأتي هذا في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن إمكانية إطلاق سجناء من سجون أسترالية نظرا للمخاوف من تفشي فيروس كورونا. وصدرت أراء تطالب بإطلاق السجينات لكي يكنّ مع أولادهن في هذا الوقت الصعب.

المعتقلون في فيلاوود يتخوفون من انتشار فيروس كورونا في المعتقل Source: Supplied

Asylum seekers letter to Australia Prime Minister. Source: Supplied
كما وطالب المعتقلون في مركز تابع لوزارة الهجرة بمدينة بيرث في ولاية غرب أستراليا بالنظر في أوضاعهم، ويقول توفيق سرور، أحد المعتقلين هناك "إن الوزارة ليست مهتمة بوضع المعتقلين، لأن هناك اكتظاظ في الغرف، وهذا يشكل خطرا كبيرا في نقل العدوى".
يتشابه الحال في مخيم فندق مانترا في ملبورن كما يصف اللاجئ العراقي أحمد محمد، "الأمور سيئة للغاية هنا، نحن محبوسون في طابق (في الفندق) 65 شخص، حينما نتوجه لتناول الطعام يحشروننا كل عشرين أو خمسة وعشرين شخص في المصعد، وهذا يتنافى مع تعليمات منظمة الصحة العالمية."

معتقلون في مركز الاعتقال في يونعا هيل في ولاية غرب أستراليا وقت الغداء Source: Supplied
ويطالب محمد بإيصال صوته للحكومة الأسترالية: "نريد مساعدة، يعمل الحراس هنا دون سترات واقية، ودون أقنعة للوجه أو قفازات، نحن محبوسون بدون سبب."
وقام المعتقلون في هذا الفندق اليوم بكتابة رسالة إلى شركة الأمن "سيركو" الموكلة بالحراسة ورعاية شؤونهم يطالبونها فيها بأن تؤمن لهم ظروفا تتناسب مع التعليمات العالمية والأسترالية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، معبرين فيها أيضا عن مخاوفهم.
من أمام مركز احتجاز فيلاوود في سيدني تظاهر اليوم مجموعة من أهالي المحتجزين والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق طالبي اللجوء مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين.

بعض المعتقلين في فندق مانترا في ملبورن والذين أحضروا لتلقي العلاج من جزيرتي مانوس وناورو Source: Supplied
بين المتظاهرين يقول جمال داوود، رئيس شبكة العدالة الاجتماعية والناشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين، إن الأوضاع داخل المخيم: "كارثية، هناك كارثة تنتظر معتقلات الاحتجاز الآن، لدينا معلومات أن هناك حالات فيروس كورونا داخل المعتقل، هناك حالتان على الأقل في فيلاوود تم عزلهم (..) شاهدنا أكثر من سيارة إسعاف تغادر المعتقل."
ولم يوضح داوود مصدر معلوماته عن الحالتين اللتين ذكرهما.
وطالب داوود الحكومة بإطلاق كافة المحتجزين في المعتقلات تابعة لوزارة الهجرة، وإبقائهم في منازل أسرهم أو بإبقائهم تحت الرقابة خارج الأسوار.
وأكد داوود أن أهالي المحتجزين الذين تجمعوا أمام مراكز الاحتجاز لن يرحلوا: "الأهالي مصرون على أن يبقوا ويصعدوا في التظاهر، وسيتواصلون مع أحزاب المعارضة، لكي يوضحوا للرأي العام الأسترالي ما يحدث من تجاهل لهذه الكارثة الإنسانية."

متظاهرون أمام معتقل فيلاوود في سيدني يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين في ظل مخاوف من تفشي فيروس كورونا، الأربعاء 25 مارس 2020 Source: Jamal Dawood
أس بي أس عربي 24 حاولت الحصول على رد من وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن المعتقلات التابعة لوزارة الهجرة، لكن الوزارة لم ترد في يوم نشر الخبر. وأرسلت الرد التالي في اليوم التالي: "لم تسجل أي إصابة بفيروس COVID-19 في مراكز الاحتجاز. تم تنفيذ خطط مكافحة العدوى، كما تم وضع خطط جاهزة للتنفيذ عند وجود حالات مشتبه بها. تم استحداث مجموعة من الإجراءات تتم مراجعتها باستمرار، لإبقاء المحتجزين والعاملين على اطلاع بالتدابير الوقائية ومعايير النظافة الشخصية."
لكن الوزارة لم تجب على سؤال عما إذا كانت قد قامت بالفعل بإجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا على المحتجزين.
"