إعادة نشر رسوم النبي محمد في فرنسا بالتزامن مع محاكمة هجوم "شارلي إيبدو"

الصحيفة الفرنسية الساخرة كانت قد تعرضت لهجوم على مقرها مطلع عام 2015 بسبب نشر تلك الصور التي اعتبرها الكثير من المسلمين "مسيئة"

Flowers outside Charlie Hebdo headquarters in Paris

Flowers outside Charlie Hebdo headquarters in Paris Source: AP

رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التعليق على قرار صحيفة "شارلي إيبدو" إعادة نشر رسوم كارتونية تمثل نبي الإسلام محمد.

وقال الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى لبنان أنه من المهم للمواطنين الفرنسيين أن يتعاملوا مع بعضهم باحترام وتجنب "خطاب الكراهية"، لكنه أكد أنه لن ينتقد قرار المجلة الساخرة إعادة نشر الرسوم الكارتونية.

جاءت تصريحات ماكرون بعدما أعلنت الصحيفة الساخرة عن إعادة نشر الرسوم التي وُصفت بالمسيئة وتسببت في موجة احتجاجات واسعة بين المسلمين.

وتعرضت الصحيفة لهجوم إرهابي في يناير كانون الثاني عام 2015 بسبب نشر تلك الرسوم أودى بحياة 12 شخصا من هيئة التحرير.
In this 11 January, 2015 file photo, thousands of people gather at Republique Square in Paris after the attacks against Charlie Hebdo.
In this 11 January, 2015 file photo, thousands of people gather at Republique Square in Paris after the attacks against Charlie Hebdo. Source: AP
وقررت الصحيفة إعادة طبع الرسوم بالتزامن مع جلسة محاكمة المتهمين في قضية الهجوم قبل نحو خمس سنوات. وسيتم توزيع تلك الرسوم مع الصحيفة الورقية قبل ساعات من إجراءات المحاكمة صباح الأربعاء في فرنسا، وتم اتاحتها على الإنترنت قبل ذلك.

وقال مدير الصحيفة لوران سوريسو معلقا على قرار إعادة النشر "لن نستسلم أبدا".

وظهرت تلك الرسوم الكارتونية وعددها 12 في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في 30 أيلول/سبتمبر 2005، قبل أن تعيد شارلي إيبدو نشرها في عام 2006.
وتربط الرسوم بين نبي الإسلام محمد وأعمال العنف، وفي الوقت نفسه يرفض أغلب المسلمين رسم نبيهم من حيث المبدأ.

وبعد نشر تلك الرسوم تعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى أن تم الهجوم الإرهابي عليها في 7 كانون الثاني/يناير.

وقالت هيئة التحرير في مقال داخل العدد "كثيرًا ما طُلب منا منذ كانون الثاني/يناير 2015، نشر رسوم كاريكاتورية أخرى لمحمد. لكننا كنا نرفض القيام بذلك، ليس لأن ذلك محظور، فالقانون يسمح لنا بذلك، ولكن لأنه يلزمنا سبب وجيه للقيام بذلك، سبب يحمل معنى ويضيف شيئًا ما إلى النقاش".
Demonstrators burn a representation of a French flag during a protest
Muslims across the world protested in 2015 against Charlie Hebdo publishing a cartoon of the Prophet Muhammad. Source: AP
وأضاف المقال "أن إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة منفذي الهجوم الإرهابي في كانون الثاني/يناير 2015 يبدو أمراً ضرورياً بالنسبة لنا".

وردا على تلك الخطوة، دعا رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي إلى تجاهل هذه الرسوم الكاريكاتورية وإلى التفكير في ضحايا الإرهاب والتركيز على المحاكمة. مؤكدا "لا شيء يبرر العنف".

وقال موسوي لفرانس برس "لقد تعلمنا تجاهل الرسوم الكاريكاتورية، ونحن ندعو إلى التمسك بهذا السلوك أياً كانت الظروف". 


شارك
نشر في: 2/09/2020 11:40am
آخر تحديث: 2/09/2020 11:47am
تقديم: Abdallah Kamal
المصدر: AAP, SBS